قبل عقود عندما كنا نجلس على مقاعد الدراسة في اليوم الأول عند استلام الكتب نشعر بالفرح و نعود إلى البيوت مبسوطين بهذه الكتب ونقوم بتجهيز الحقيبة، الكتاب المدرسي كان عدد أوراقه محدود قد لا يتجاوز 150 صفحة في كل مادة، كان هناك تحصيل معرفي والشهر الأخير قبل الامتحانات النهائية كان شهر مراجعة المنهج في كل المواد، وندخل الامتحانات ومعظم التلاميذ ينجحون بجهدهم واجتهادهم دون محاولة غش، أو وساطة، الذي يرسب كان هو الذي لا يقرأ .
منذ سنوات اسمع الحديث ذاته في المربوعة الليبية حول «المنهج الدراسي» في المراحل «الابتدائية، والإعدادية، والثانوية»، رأي أولياء الأمور والتلاميذ والمجتمع في المنهج قد يكون واحدًا، العديد من الأسر تشتكي من المنهج ويرجع ذلك إلى الكم الهائل من الأوراق في الكتاب المدرسي بكل مادة، والتلميذ يشعر بالخوف من الكتاب ويفكر كيف يستطيع استيعاب هذه الكتب خلال سبعة أشهر، والمعلم يفكر كيف يستطيع شرح كل المنهج خلال هذه الأشهر، معادلة صعبة بين التلميذ والمعلم والكتاب، و ولي الأمر.
من هنا جاءتني فكرة اجرى استطلاع حول رأي الجمهور حول المنهج الدراسي .
معلمة «سؤال و جواب»
التعليم سابقًا كان أفضل من الآن، كان هناك سؤالٌ و جوابٌ، الطالب كان يجيب عن الأسئلة دون تردَّد، الآن الأسئلة الاستنتاجية صعبة جدًا على عقل التلميذ، أحيانًا أعمال السنة تكون ضعيفة ويرسب التلميذ، الأفضل العودة إلى المنهج الأول .
معلمة متقاعدة « من ء إلى ي»
معلمة في مادة الرياضيات ومادة اللغة العربية، أدرس دورات تقوية المنهج في هذه المواد منذ 24 عامًا من الصف الأول ابتدائي إلى الصف الرابع ابتدائي، عقل الطفل في مرحلة الابتدائي يتوقف على مجهود «الأبلة» في الحصة بالمدرسة .
في دورة تقوية المنهج التلاميذ تعلموا مني كيفية نطق الحروف والكتابة و الاملاء، و تركيب الكلمة، و الحروف وكتابة الحركات «الفتحة والكسرة و السكون و الضمة» ، من الذي يوصل مادة اللغة العربية إلى عقل الطفل الإجابة « المعلم»، مثلاً تأتي ليَّ تلميذة في الصف الخامس تريد دورة تقوية في اللغة العربية، أقوم بتدريسها منهج هذه المادة من الصف الأولى كمراجعة لمدة ثلاثة أشهر ثم أكمل المنهج، يطلعوا من الدورة «100 %».
المهم تعليم التلميذ الحركة يبدأ من «ء» إلى «ي» وليس من «أ» إلى «ي»، وتعليم الهمزة، ومتى تكتب؟، و ما معنى الهمزة؟، و كيفية كتابة «ا»؟، و متى يكتب فوق أو تحت «ا» همزة، ثم كيفية كتابة «الحركات الفتحة، والكسرة» من فوق وتحت أيضًا، مادة «الرياضيات» ادرسها تدريجيًا من الصف الأول ابتدائي إلى الصف الرابع، بحيث يستوعب التلميذ المادة، الحمد لله خرجت أجيالًا، الأسبوع الماضي في محل مواد غذائية وجدت شابًا صاحب المحل وجه التحية وقال ليَّ حضرتك المعلمة التي علمتني الكتابة بإتقانٍ .
مواطن من دولة عربية «منهج دسم نسبة النجاح 50 %»
أتمنى تغيير المنهج؛ فهو دسم على استيعاب التلميذ في كل مراحل التعليم الأساسي، هناك أسئلة لم يفهمها التلميذ، و لم يأخذها في المنهج، أتمنى تغيير المنهج بحيث يكون منهجًا معرفيًا، ومن ثم يكون هناك وقت للابتكار، و الاختراع وقراءة القصص وممارسة الرياضة .
-سيدة «الغش في الامتحانات»
المنهج ضخم و بالمقابل التحصيل المعرفي بسيط ، و هذا لا يجوز ، الطالب يبقي يدرس لساعات طويلة ، و أحيانا يلجأ إلى الغش في الامتحانات من أجل ينجح ، و أصبح هناك طرق في الغش بحيث المعلم لا يستطيع امسك الطالب .
ولية الأمر «المنهج السابق أفضل»
أبنائي في الصف الأول و الثاني من المرحلة الابتدائية رأي في المنهج دسم الأفضل تغير المنهج يكون معرفي ، المنهج السابق افضل.
دكتورة «معنى وزارة التربية و التعليم»
صحة الإنسان في مراحل التعليم الأساسي تتطلب النوم الساعة التاسعة مساء إلى الساعة السادسة صباحاً ، اليوم لا يستطيع التلميذ اليوم النوم إلا بعد الساعة العاشرة مساء نتيجة الدراسة ، و هذا لا يجوز ، هنا اتسأل أذن ما هي الفائدة من هذا المنهج للتلميذ ، هل سوف يكون راسخاً في عقله بعد الامتحان النهائي لا اعتقد ، لذلك نحاول مشاهدة تجارب الدول المثقفة في المناهج الدراسية و هو التركيز على « التحصيل المعرفي» و ترك التلميذ يتعلم حرفة أو ممارسة الرياضية و كل النشاطات في هذه المرحلة العمرية للإنسان فهي القاعدة التي سوف ينطلق منها إلى المرحلة الجامعية ، كذلك المنهج الدسم لا يترك وقت للمعلم للتربية و توجيه التلميذ ، خلال العقود الماضية كانت الربع الساعة الأخيرة من الحصة مخصصة للتربية و السؤال عن أحوال كل التلميذ في البيت ، و الامثال الشعبية التربوية ، و معرفة التلميذ اليتيم و ارشاده أو الذي يعيش في أوضاع اجتماعية صعبة، لذلك أرجو تغير المنهج ، و مراجعة عدة ملفات في وزارة التربية و التعليم ، و تحية لكل معلم محترم و تحية لكل تلميذ مؤدب و مجتهد .
معلم « كيف تكون الأسئلة؟»
الأسئلة تكون بسيطة في الامتحانات النهائية يفترض ذلك، و هي )صح أم خطأ، علل ما يلي ، اختر الإجابة الصحيحة، أكمل، وكتابة مذكرات تاريخية(، ويكون هناك سؤال « الامتياز»، وسؤال «جيد جدًا»، بحيث النتيجة تكون متنوعة )مقبول، جيد فقط، جيد جدًا، ممتاز، راسب(، بمعنى كل تلميذ يجني حصاده طيلة عام دراسي، و تكون المحصلة النهائية مقبولة في المجتمع، مَنْ يقرأ ينجح، وليس معناها المقبول هو تلميذ غير مقبول بل العديد من الذين تحصلوا على درجة مقبول قبل عقود الآن مديريون و مهندسون وأطباء، أحيانًا يكون عبقريًا و ذكيًا.