أيضًا تاريخًا مشتركًا وحاضرًا مليئًا بالتحديات.
أما بالنسبة للتاريخ
عند الغوص في تاريخ المنطقة، نجد أن مصراتة كانت نقطة محورية للتجارة الدولية منذ أكثر من 3000 سنة، وهو ما يناسب أيضا تاريخ حضارة قرطاج التي كانت لها علاقة متميزة مع المدن الليبية القديمة ومنها تابكت، مصراتة القديمة. لم يقطع حبل العلاقة الكبيرة بين البلدين منذ ذلك الوقت، على اختلاف الحضارات وتعدَّدها. نعم، انتصرتْ الجيرة والأخوة والروابط الدموية والعرقية والدينية واللغة على كل المخاطر. لنا تاريخ مشترك، جغرافيًا مشتركة و قطعًا، مستقبل مشترك.
يمر هذا المستقبلُ الواعدُ بترجمة التكامل الاقتصادي النظري، على أرض الواقع، وهو ما نسعى إليه من خلال هذه الأيام. بين تقاليد تجارية ضاربة في العراقة وإمكانات لوجستية كبيرة من جهة، وإمكانات صناعية وتحويلية محترمة من جهة أخرى، تتنزل الدورة الأولى للمعرض التونسي الليبي للصناعة والتجارة في إطار دفع العلاقات الاقتصادية التونسية الليبية، وخلق قطب اقتصادي متكامل قادر على الولوج إلى السوق الأفريقية بما ينعكس إيجابيًا على اقتصاد البلدين في ظرف دولي دقيق وحساس أضحت معه هذه الشراكة ضرورة قصوى للطرفين.
أما بالنسبة للتحديات
استكمال الطريق الصحراوي الذي يرابط مصراتة بمنطقة تمنهنة (سبها جنوب ليبيا) ثم اغاديس(شمال النيجر)، تعد أولوية الأولويات لفتح سوق تفوق 500 مليون ساكن للمؤسسات الليبية و التونسية، ثانيًا تأمين الحدود بين ليبيا و النيجر تعد من أهم التحديات التي سنواجهها لتأمين ولوج البضاعات الليبية والتونسية لأسواق أفريقيا جنوب الصحراء، تسهيل الإجراءات الإدارية في نقاط العبور بين تونس وليبيا من جهة، وليبيا و لنيجر من جهة أخرى، كذلك تسهيل العمليات المالية وحرية الانتصاب، من أهم العناصر التي ستمكنَّنا من مضاعفة مبادلاتنا، نعم تحديات كبيرة و صعوبات جمة، لكن بتضافر جهود المنظمات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بتكثيف مثل هاته المبادرات واللقاءات والمنتديات والمعارض، بالضغط الايجابي على السلطة التنفيذية في تونس وليبيا والدول الحدودية جنوب الصحراء، بامكاننا التغلب على كل الصعوبات وفتح آفاق رحبة ومستقبل واعد لشبابنا، الطريق الصحراوي أو طريق العبور، أو تجارة العبور ليس بحلم، بل حقيقة تاريخية ثابتة، نحن نعمل معًا على احيائه وخلق طريق اقتصادي متكامل، من تجارة، وسياحة، و صناعة، و مناطق لوجستية، و ترفيهية، ستمكن من احياء الجنوب التونسي واحياء الجنوب الليبي، الدورة الأولى ستليها دورات أخرى، و تظاهرات ومنتديات مشتركة لبناء هذا المشروع المتكامل المشترك، من أجل مستقبل مشرق يليق بنا جميعًا.
تحية اكبار لكل من أسهم من بعيد أو من قريب في تنظيم هاته التظاهرة المتميزة، قبلة على جبين كل أعضاء فريق مجلس الأعمال التونسي الأفريقي وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بمصراتة، اثبتم أن عندما تكون الرؤية واضحة و القيادة متناغمة باستطاعتنا تحقيق الحلم ، هذا ما نتمناه لبلدينا، اللذينا يمران منذ أكثر من عشر سنوات بمخاض عسير، ننحني لعبور العاصفة لكن ليبيا وتونس لن يسقطا أبدًا ما دام هناك رجالٌ و نساءٌ من أحفاد عمر المختار عازمون على التضحية من أجل أن يبقيا شامختين.