رحلة مع مشوار علي الفلاح المسرحي
وُلد الفنان علي موسى الفلاح في العام 1965 بمدينة بنغازي، درس العلوم السياسية، وفي السنة الثانية اكتشف أنَّ هذا المجال بعيد عن ميوله وأنَّه لن يحقِّق ذاته لو استمر في دراسته، فتركه وتوجَّه للمسرح الوطني بنغازي وصار عضوًا رسميًّا به عمل في بدايته كممثل مسرحي، ثم أصبح مخرجًا وكاتبًا مسرحيًّا.
عمل في عديد الفرق المسرحية الليبية، كما عمل منشطًا لعدة فرق مسرحية ليبية، ليتولى بعد ذلك عديد المهام والمناصب الإدارية منها: رئاسة اللجنة الثقافية بالمسرح الوطني بنغازي 1988وحتى 1991، ورئاسة وحدة المسارح شعبية بنغازي (كما كانت تسمى حينها) العام 1999، وهو عضو اللجنة الإدارية بمجلس تنمية الإبداع الثقافي 2002، ومدير إدارة المهرجانات والمعارض بمجلس الثقافة العام.
كما له إسهامات متنوِّعة في مجال الإذاعة المسموعة، فقد أعد ووَضَعَ حوار مسلسل «الأدلة» إنتاج إذاعة الجماهيرية سابقاً.
العام 2004، و له عدة مشاركات مسرحية وثقافية في مهرجانات دولية وعربية، كذلك ألقى عديد المحاضرات حول المسرح العربي والليبي وشارك في عدة دورات داخلية مدرِّسًا لمواد تاريخ المسرح وعلم الجمال، والتمثيل، ومدرسًا بمعهد علي الشعالية للمسرح؛ في مادتي (تاريخ المسرح ونصوص مسرحية).
رحلة مع أعمال شارك فيها ممثلاً
شارك الفلاح في عدة أعمال مسرحية كممثل منها «كان يا ما كان» و«المركب» و«المهرج» و«حلم ليلة صيف» و«المرتجلة» و«التحطيم» و«لست أنت جارا».
في مجال الكتابة المسرحية كان الفلاح في كل عمل يتغلب على نفسه، ويحرص على الابتعاد عن تكرار ذاته وقدَّم أعمالاً مميزة جدًّا وتعد محطات مهمة في المسرح الليبي منها: «جمر العذاب» و«الشرخ» و«التحطيم» و«العراسة» و«سهرة عن النَّار والغرباء» و«طاجين ليلة صيف» و«اللعب على حجم الصدفة»، «درب لأرجل قطعتها الدروب»، و«لا تصالح» و«بندير موالف زفة»، إضافة لثلاثية الليل وهي: «جاك الليل»، و«طاحن اشناب الليل»، و«شابن هدوب الليل».
رحلة مع الجوائز التي تحصَّل عليها
حصل الفلاح خلال مسيرته سواء كممثل أو كاتب مسرحي على عديد الجوائز المهمة منها: جائزة أفضل نص مسرحي في المسابقة الثقافية الكبرى بنغازي العام 1988عن نص «جمر العذاب»، والجائزة الثالثة لأفضل نص مسرحي في مسابقة النص المسرحي الليبي طرابلس العام 1988عن مسرحية «التحطيم»، وجائزة أفضل ممثل مشاركة في مهرجان التحدي العام 1992؛ جائزة أفضل نص مسرحي في المهرجان الوطني السادس للفنون المسرحية طرابلس عن نص مسرحية «اللعب على حجم الصدفة»، وجائزة العرض المتكامل عن مسرحية «التحطيم» في المهرجان الوطني السابع للفنون المسرحية طرابلس العام 1997، والجائزة الثانية في التأليف المسرحي طرابلس العام 1999 عن مسرحية «شابن هدوب الليل».
وجائزة أفضل إعداد في مهرجان المسرح التجريبي عن مسرحية «لا تصالح» العام 2001، وجائزة أفضل إعداد مسرحي عن مسرحية «العراسة» في المهرجان العاشر للفنون المسرحية بنغازي العام 2007، وجائزة أفضل عمل متكامل عن مسرحية «العراسة» أيضًا في المهرجان العاشر للفنون المسرحية بنغازي العام 2007.
لم يكتفِ الفلاح كونه مؤلفًا وممثلاً وأستاذًا أكاديميًّا فقط بل أثرى المكتبة المسرحية الليبية والعربية بعديد المؤلفات المسرحية المهمة وصدر له: «التحطيم» و«اللعب على حجم الصدفة» عن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع سابقاً وثلاثية «جاك الليل» عن مجلس تنمية الإبداع الثقافي، و«بندير موالف زفة» عن مجلس تنمية الإبداع الثقافي، و«طاجين ليلة صيف» عن مجلس تنمية الإبداع الثقافي.
كما تحصَّل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال المسرح عن العام 2010 وكرَّمته الهيئة العربية للمسرح بالشارقة في مجال الكتابة المسرحية العام 2014 يذكر أنَّ علي الفلاح كَتَبَ وألقى الكلمة الوطنية في اليوم العالمي للمسرح
وبهذا يكون علي الفلاح من خلال أعماله التي قدَّمها طوال مسيرته والتي نالت جُلها، إذا لم نبالغ بالقول جميعها، الجوائز والكريمات في كافة المهرجانات المحلية والعربية التي شارك بها دليلًا على أهميته كمؤلف مسرحي يستحق أنْ نقف عند تجربته ونعيد قراءتها بأكثر جدية وموضوعية، خاصة أنَّ له الدور الكبير في كسر النمطية في المسرح الليبي، كما له إسهاماته كممثل مسرحي وأستاذ أكاديمي لعدد من المواد التي تُدرَّس لطلبة المسرح في المعاهد والكليات المتخصِّصة.
يظل ويبقي الفنان والمخرج والكاتب علي الفلاح رائداً من رواد المسرح الليبي الذي قدم رحلة عطاء زاخرة بالفني المميز جسد عديد الشخصيات التي تمكن منها وإبداع في تقديم كل الأدوار الفنية وتألق بروحه الطيبة وعانق الفن المسرحي وعشق المسرح وأكد على مقولة المسرح (أستاذ الشعوب) .
مازال يبصم بقلمه عديد الكتب ورصف فيها جمال الحروف الباسقة التي تنوعت بجمال الكتابة إلى جانب إبداعه خلف الكاميرا مخرجا بتلك الوقفة الرهيب الرائعة وهو يخرج عديد الأعمال المسرحية وغيرها ومن هنا ومن خلال صحيفتنا نقول للفنان
القدير علي الفلاح الذي قدّم رسالة فنية سامية في كل عمل قدمه لمحبي الفن المسرحي وأكد لهم أن حقيقة (المسرح أستاذ الشعوب) .. دمتَ طيباً ولك تحياتنا بكل احترام وتقدير .