رحيل صاحب المدينة البيضاء

يقول الفنان الراحل علي الزويك صاحب «المائيات الشفيفة» )ارسم البلح وبيوت الطين، القرى البيضاء المتداخلة بين الأضواء والظلال، الأشياء تحت الماء، رسمتُ عالم الفقراء بمفهوم العالم الصنَّاعي. زمني زمن الآخرين، المتقدمين، المتخلفين، على حد سواء، هو زمن الشكوى(.
كيف يمكن لنهر اللون أن يتوقف عن الجريان؟ وكيف ستغدو مدينته البيضاء في هذا الاغتراب المحزن؟
أصدقاؤه ومحبوه من الذين اصابتهم لوعة فراقه يكتبون عنه، وثقافي صحيفة)فبراير( كان في هذا الموعد الحزين ليرصد هذا الوجع.
كتب الفنان علي العباني :
ضمن موكب الفاعلين في مجال حركة التشكيل الوطنية
يغادرنا إلى الدار الباقية فنان صديق ورفيق مرحلة زمنية فاعلة إبداعيا وعلى مستوى الممارسة التشكيلية هو الفنان علي الزويك بثقافته ووعيه الإنساني المتفرد .
له الرحمة ولكل أسرته وأصدقاءه جميل الصبر .
تنعى الجمعية الليبية للآداب والفنون، الفنان التشكيلي «علي أحمد الزويك»، الذي وافاه الأجل المحتوم صباح الأربعاء 5 فبراير الجاري، عن عمر ناهز 76 عامًا.
وتتقدم الجمعية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرته وذويه واصدقائه وإلى الأسرة الفنية كافة، راجين من الله القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله جميل الصبر والسلوان.
)إنّا لله وإنّا إليه راجعون(.
علي الزويك في ذمة الله
موقع بلد الطيوب
توفي صباح يوم االاربعاء 5 فبراير الجاري الفنان التشكيلي الليبي علي الزويك عن عمر ناهز 75 عامًا بعد صراع طويل مع المرض؛ حيث يعد الزويك أحد الأسماء البارزة في المشهد التشكيلي الليبي، والعربي، والذي امتدت مسيرته لعقود من الإبداع البصري.
ويُعرف الزويك بأسلوبه الفني الفريد الذي استلهمه من الموروث الثقافي الليبي، حيث شكلت أعماله امتدادًا حديثًا لفن ما قبل التاريخ، خاصة النقوش الصخرية في جبال «أكاكوس وتيبستي».
وقد لفتت بصمته الفنية أنظار مؤسسات دولية، حيث اختارته البعثة الفنية السويسرية التابعة لليونسكو كأحد أكثر الفنانين تجسيدًا للهوية البصرية الليبية.
عرض الزويك أعماله في عدة دول أوروبية، من بينها )النمسا وسويسرا(، كما كان له حضور بارز في معارض داخل ليبيا وخارجها.
وصدرت حول أعماله قراءات نقدية من نقاد عرب وغربيين، أبرزها في كتابه «فيوض السرد – فن الخلية»، الذي جمع بين رؤيته الفنية وتحليل تجربته الإبداعية.
برحيله، يفقد المشهد الفني الليبي أحد رموزه الذين أسهموا في إثراء الثقافة البصرية وإيصال الهوية الليبية إلى الساحة العالمية.
سالم التميمي
)إنا لله وإنا إليه راجعون( … بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقيتُ خبر وفاة الصديق العزيز والأخ والزميل الفنان الأستاذ علي الزويك الذي وافاه الأجل المحتوم بعد معاناة طويلة مع المرض بكل مشاعر الحزن ولوعة الفقد أتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وكل اصداقائه ولكل الفنانين التشكيليين. نسال الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
خيري اجبودة
)إنا لله وإنا إليه راجعون(..
انتقل الى رحمة الله يوم الاربعاء 5 فبراير الجاري الفنان التشكيلي الليبي الكبير والصديق العزيز «على الزويك»
نسأل الله تعالى ان يتولاه بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ورفاقه الصبر والسلوان ..
واترككم مع هذا النص الذي سعيتُ فيه الى تقديم اطلالة على تجربة هذا الفنان الاستثنائي في التاريخ الفني والثقافي الليبي :
من رموز الفن التشكيلي في ليبيا: الفنان العالمي «علي الزويك»
يعد الرسام الليبي علي الزويك ضمن أهم الفنانين الليبيين المعروفين عالميًا، ولد الفنان سنة 1949، اتجه إلى الفن بشكل فطري في طفولته، حيث وجد فيه تعبيرًا عن ذاته، وهذا الاتجاه المبكر أكد موهبته التي ظهرت للعالم بعد ذلك، انضم إلى هيئة الرسامين في صحيفة «الأسبوع الثقافي» في العاصمة طرابلس بداية السبعينيات، وعبر أعماله المنشورة بأعدادها سطع نجم موهبته بين الليبيين، سافر إلى بلجيكا لينتقل إلى تعلم الفن بشكل أكاديمي بما يسمح لموهبته بان تتسلح بروح وتجارب تاريخ الفن، عاش في بلجيكا وأوروبا حوالي 15 سنة كانت سنوات حافلة بالتجارب الفنية والمعارض و الحوارات و الجولات في متاحف الفن العالمي.
عاد إلى ليبيا بعد اقامته الطويلة في أوروبا ليكون من أهم اركان الحركة التشكيلية الليبية في الجانبين العملي والمعرفي، ولإجادته للغات «الإنجليزية والألمانية والفرنسية» أصبح الفنان علي الزويك مرجعًا متفردًا لتفاصيل الحراك الغربي في الفن التشكيلي،.
أقام العديد من المعارض في مختلف دول العالم وكان من بينها معارضه في «بلجيكا وسويسرا والنمسا والسويد وكوبا وفنزويلا ومصر».
رأت بعثة «اليونسكو» السويسرية الى ليبيا التي درست فنون ما قبل التاريخ في جنوب ليبيا أن اعمال الفنان علي الزويك تعد امتدادًا خلاقًا لتجربة الفن الليبي في مرحلة ما قبل التاريخ والتي تعتبر شواهده من أقدم ما رسمه الانسان في تاريخ وجوده على الأرض.
احتفى النقاد العرب، والغربيون بأعماله التشكيلية عبر العديد من المقالات والدراسات بالصحف والمجلات العربية والعالمية.
مرت تجربته الفنية بالعديد من المراحل، بداية من المرحلة الواقعية التي أنتج فيها العديد من الاعمال الفنية لتتوج بلوحته الشهيرة «المدينة البيضاء» والتي أصبحت من الرموز التاريخية في مسيرة الفن التشكيلي الليبي، لينتقل بعدها إلى المرحلة التجريدية التي أنتج فيها اعمالًا اذهلت وسحرت نقاد الغرب ومتذوقي الفن في العالم.
يقول الفنان في نصه الذي يتحدث فيه عن تجربته الفنية:
)بدايتي في التشكيل أرسم البلح وبيوت الطين، القرى البيضاء المتداخلة بين الأضواء والظلال، الأشياء تحت الماء، رسمت عالم الفقراء بمفهوم العالم الصناعي. زمني زمن الآخرين، المتقدمين، المتخلفين، على حد سواء، هو زمن الشكوى، الشكوى من كل شيء. لا يذكر شيء إلا وتسبقه كلمة أزمة، عدد الذين يعيشون خارج أوطانهم يزداد كل يوم والأسباب عديدة، منها الخبز والشمس، القلق، الانحسار، الوحدة رغم الزحمة، المدن المكتظة بواجهات المحلات الاستهلاكية وسقط المتاع، تتعاظم يومًا بعد يوم الحاجة الملحة للتعبير عن الذات(.