رحيل نجم: ستارة تسدل على فصل من تاريخ المسرح الليبي
ودّعت الأسرة الفنية والثقافية في ليبيا، مساء السبت 12 يوليو واحداً من أعمدتها البارزين، الفنان الكبير رافع نجم، مدير المسرح الشعبي بمدينة بنغازي، بعد مسيرة حافلة امتدت لعقود من العطاء والإبداع.
يُعد الراحل من رواد الحركة المسرحية الليبية، ومن الشخصيات التي أسهمت بجهدها وفكرها في رسم ملامح المسرح الليبي الحديث. فقد كان من المؤسسين للمسرح الوطني في بنغازي، كما كان له دور محوري في إطلاق مهرجان بنغازي للفنون المسرحية، الذي غدا واحداً من أبرز المنابر الثقافية في المدينة.
تميّز الفنان رافع نجم بأعماله التي لامست وجدان الجمهور، وجسّدت قضايا المجتمع الليبي بلغة درامية صادقة، وقدّم خلال مسيرته العديد من المسرحيات التي تركت أثراً بالغاً في الذاكرة الفنية الليبية، من أبرزها:
قهوة الرايق، عائلة عصرية جداً، طار الحمام، طاجين ليلة صيف و مسرحية فليسقط شكسبير
كما شارك في عدد من الأعمال الدرامية الليبية والعربية، من أبرزها:
العائد، المسلسل العربي المشترك المفسدون في الأرض
ولم يقتصر حضوره على الساحة المحلية فقط، بل مثّل ليبيا في محافل دولية ومهرجانات مسرحية مرموقة، نذكر منها:
مهرجان دمشق الدولي في أوائل الثمانينات، مهرجان الجزائر الاحترافي إلى جانب مشاركات لافتة في كل من مصر، والمغرب، وتونس، وألمانيا
نال الراحل تقدير الأوساط الفنية والثقافية، وكرّم في عدة مناسبات ومهرجانات، تقديراً لإسهاماته الجليلة وجهوده المتواصلة في تطوير المسرح والارتقاء بأدواته.
برحيل الفنان رافع نجم، تفقد ليبيا أحد رجالاتها المخلصين للفن والثقافة، رجل آمن بالمسرح رسالةً ووجداناً، وترك بصمة ستبقى شاهدة على صدقه وإبداعه وسموّ رسالته.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه وتلاميذه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
من صفحة الفنان العماري المجذوب