
بعد رحلة طويلة شاقة في إعداد وترتيب وصياغة الملفات عان فيها فريقُ العمل بصحيفة )فبراير( عديد الصعوبات وتحديات كثيرة، تكمن الصعوبات في عدم تعاون عديد الجهات الخدمية مع الصحفيين والصحفيات المكلفين بالعمل والتى يربطها الموعد بتجهيز العدد في موعده وعدم وضوح بعض الجهات في نقل المعلومة وغياب الشفافية وسرعة التعاون مع الإعلاميين والمماطلة فى تحديد مواعيد اللقاء، أو ارسال المعلومة التى تخدم المواطن حول هذه ا الصعوبات كان استطلاعنا ..
هدى الميلودي إنَّ العملَ الصحفي ليس مجرد رصٍّ للكلمات، أو نقلٍ للأخبار الجافة، بل هو رسالةٌ أخلاقيةٌ قبل كل شيء.. في صحيفة )فبراير(، لم يكنْ شغفي مجرد ملء الصفحات، بل كان الغوَّصُ في ملفات تمس حياة المواطن بشكل مباشر، ملفاتٌ تثير الجدل لأنها تلامس «أوجاعًا» مسكوتًا عنها. واجهتُ صعوبات جمّة، لعل أبرزها «شح المعلومة» لدى المسؤولين. الغريب في الأمر أنَّني وجدتُ نفسي أمام نوعين من المَّمانعة، التهرب من الإجابة، وكأن الأسئلة التي أطرحها هي هجومٌ شخصي، وليستْ استفسارات مشروعة نيابة عن المجتمع. والسبب غياب الوعي بضرورة التوضيح هناك عدم إدراك من قبل بعض المسؤولين بأن من حق النَّاس معرفة ما يحدث، وأنَّ شفافية المؤسسة هي جزءٌ من نجاحها، وليستْ دليلاً على ضعفها. فالمعلومة في هذه الملفات الحساسة خاصة الطبية منها ليست ترفًا، بل هي حقٌ أصيل يكفل الطمأنينة العامة. حجبها لا يؤدي إلا لزيادة الشائعات وتفاقم الأزمات.
عندما فتحنا ملف )نقص الأدوية، وتوفيرها( من قبل جهاز الإمداد الطبي، خاصةً أدوية الأورام التي لا تحتمل التأخير، لم أكن ابحثُ عن «سبق صحفي» بقدر ما كنتُ ابحثُ عن إجابات لمرضى يصارعون الموت. وكذلك الحال في ملفات )التغذية وصلاحية المنتجات(، والعديد من القضايا الاجتماعية التي تخدم الصالح العام.
كانتْ هذه الملفاتُ بالنسبة ليَّ قضية وطن، لا مجرد مهام وظيفية. لذلك سأظل في صحيفة «فبراير» متمسكه بشغفي، وساستمر في طرق الأبواب الموصدة. فالمسؤولية تجاه الصالح العام تحتم علينا ألا نتوقف عند الصعوبات، بل أن نجعل من «شح المعلومة» حافزًا، إضافيًا لنبش الحقائق، إيمانًا منا بأنَّ الكلمة الصادقة هي أولى خطوات الإصلاح..
فائزة العجيلي .. مشرفة صفحة )مجتمع(.
لم تكن تجربتي الصحفية في خدمة الملفات بالصحيفة مجرد ممارسة مهنية، بل كانتْ رحلة وعي ومسؤولية في قلب المجتمع الليبي؛ حيث يتحوّل القلمُ من أداة كتابة إلى أداة مساءلة، ومن خبر عابر إلى موقف إنساني. وبحكم تخصصي واهتمامي بالقضايا الاجتماعية، أشرفتُ وشاركتُ في ملفات شائكة، ومصيرية، كان أبرزها «ملف الطلاق»؛ ذلك الداء الصامت الذي ينخر جسد الأسرة، ويهدَّد استقرار المجتمع، في ظل أسباب متشابكة تمتد من الموروثات التقليدية إلى تداعيات الثورة التقنية ونمط الحياة الاستهلاكية المتسارع.
تناولنا الطلاق لا كأرقام باردة، بل كحكايات بيوت تهدمتْ، وطفولة دفعتْ ثمن غياب المعالجة المؤسسية والوعي المجتمعي. وامتد العمل الصحفي ليشمل ملفات أخرى لا تقل خطورة، كـ)التسول، والعمالة الأجنبية، وخدم المنازل، والسحر، وزواج الليبيات من أجانب(، وهي قضايا تمسّ الأمن الاجتماعي والترابط المجتمعي، وتكشف تحوَّلات عميقة طرأتْ على مجتمعٍ عُرف تاريخيًا بخصوصيته وتماسكه.
كانتْ هذه الملفات محاولةً جادة لدق ناقوس الخطر، ووضع القضايا أمام صانع القرار والمواطن معًا، من زوايا متعدَّدة، وبمشاركة نخبة من الزملاء والزميلات، في عمل جماعي آمنتُ فيه بأن الصحافة الحقيقية لا تُنجز فرديًا، بل تُبنى بروح الفريق.
لم تكنْ الطريقُ سهلة؛ واجهتنا عوائق قاسية، من شحّ المعلومة، وغياب تعاون الجهات الرسمية، إلى نقص الأدوات الصحفية التي تُعد أساس نجاح أي عمل مهني. ومع ذلك، كان الإيمان بالرسالة أقوى من كل العثرات. وبفضل الله تعالى، ثم بجهود فريق صحفي متكامل، أنجزنا ملفاتٍ تركتْ أثرًا، وفتحتْ نقاشًا عامًا حول قضايا مسكوتٍ عنها. أفتخر بهذه التجربة، وأعتز بانتمائي إلى أسرة صحيفة «فبراير»، إدارةً، وصحفيين، وفنيين، تجربة أكدتْ ليّ أنَّ الصحافةَ حين تقترب بصدق من هموم النَّاس، تتحوَّل إلى فعلِ تغيير، لا مجرد مهنة.
العملُ بالملفاتِ كان تجربةً شيقة مع زميلاتي وزملائي ورئاسة التحرير، والطاقم الفني وكل فريق «فبراير» بالعموم؛ وقد تم التطرق لعدة ملفات ساخنة تهم وتشغل الشارع العام، من جهتي وبحكم إشرافي على صفحات البلديات سابقًا هذا أسهم في تكوين شبكة علاقات قوية ومتنوعة مع معظم البلديات غربًا وشرقًا والجنوب والجبل ومنطقة الوسط حيث أجريتُ عدة لقاءات مع الجهات المسؤولة حسب كل ملف مع استطلاعات للرأي من المواطنين في أمور تهم الخدمات العامة بكل مجالاتها وهذا ما ميز صحيفة )فبراير( لأنها واكبت كل البلديات وليس محصورًا على طرابلس فقط، بالتأكيد وككل عمل وجهتني بعض الصعوبات حاولتُ بكل جهدي أن اتغلب عليها وذلك بغية إيصال صوت الشارع، والمواطن في كل مكان وأرجو أن أكون وفقتُ في ذلك، تجربة رائعة توجتْ فريق العمل ككل.
عدسة فبراير
بتوفيق من الله و بقيادة حكيمة كان لعدسة «فبراير» دورٌ مهمٌ في تغطية جل التحقيقات والاستطلاعات، واللقاءات الخاصة وأيضًا متابعة المؤتمرات الصحافية، والندوات سواء أكانت على الصعيد الدولي أم المحلي التي عقدتْ داخل ليبيا حيث جالت عددًا من المدن والبلديات منها ماحدث في بلدية «زليتن» من فيضانات المياه الجوفية وأيضًا كانت حاضرة في مدينة «الأصابعة» لتوثيق ما حدث فيها من اشتعال النَّار في منازل المواطنين القاطنين بالبلدية، وقد زارتْ أيضًا «سد وادي لمجنيين»، وأجرت لقاءات مع المواطنين الساكنين بالقرب منه كما وثقت عددًا من التحقيقات التي كان لها فيها حضورٌ فعالٌ من زيارة مستشفيات طرابلس مثل مستشفى طرابلس الطبي الجامعي، وما تعرضتْ له من قبل رجال الأمن من تقاعس وضرب وتهديد والقائمة تطول كما شاركتْ عدسة «فبراير» لتزين أغلفة الصحيفة في صفحتها الأولى، وأيضًا كانت لها صورٌ جمالية نشرتْ في خانة من خانات الصفحة الأخيرة كان ذلك بدعم الزملاء في الصحيفة.
سالمة الشعاب قالت: هناك خوفٌ من المواطن حين التحدث على حقوقه الخاصة وهناك تكتم حتى على الأشياء البسيطة مثل: المرتبات، السيولة، كل ذلك جعل من العمل الصحفى صعبًا بعض الشيء، وكان أيضًا من الصعوبة جدًا أن تلتقط صورة لمجموعة من الأشخاص في مصرف، هذه جملة من العراقيل حتى أدواتنا مازلت ضعيفة، ونحن كصحفيين نحتاج إلى دعم أكثر حتى يكون العمل متكاملًا وأكثر قوة، وأن تفتح الدولة أبوابها للمعلومة ومن حق المواطن الحصول على المعلومة عبر الصحف الوطنية، والتي يفترض أن تعطيه الحقيقة والمعلومات الصحيحة حتى لا يتم التلاعب والتشويش عليه .



