وقف إنسان آلي رافعا يده للتحية أمام الكاميرات في معرض للروبوتات هذا الشهر في الصين معلنا بداية عصر جديد للدولة العميقة..المصطلح الذي أرجعه المحللون للسياسة أو الإقتصاد أو الأمن أو جميعهم معا..المهم المقصود جماعات تسيير وضغط ظاهرة أو خفية تحمي مصالحها وتتخذ قرارات وتحرك حكومات وغالبا ما تبقى حتى بعد تغيير أنظمة الحكم وقد ظهرت كجدال على السطح أثناء الحملات الإنتخابية الأمريكية الحالية..واليوم بعد عصر اليوتوبيا الإشتراكية وتلاه الركود الرأسمالي..هاهي غالبية الإنسانية تفقد خاصية الدفاع عن هويتها أمام العولمة ويتم تنميط البشرية إلى درجة الإنسياق مما أنتج سلوك التسيب بأنواعه..ويجري تفكيك الأسرة وضرب مؤسسة الزواج..ولطالما كان النضال من أجل الإستقرار والأمن والحرية حاجات أساسية ونهائية..ولكن عدم فحص أسباب الأزمات من خلال إتاحة النقاش العام..قاد إلى أزمة حضارة فعلية..فهناك من يسعى لفرض الثقافة الأحادية الصارمة
متحديا إرادة وتطلعات الشعوب..وستبقى مباديء الديمقراطية والحرية كما كانت دائما موضوع كل كلمة افتتاحية دون تطبيق..وبالمقابل اليوم تعد ظاهرة الروبوتات وتطورها الحالي ومستقبلها أحد أكثر الموضوعات شيوعا وإثارة للجدل..فالروبوتات هي التي سوف تكون دولة صناعية داخل الدول..وهنا سيقتصر عليها تسميات الدولة العميقة كحكومة ظل أو الحرس الجديد بدل القديم أو مراكز
القوى أو الدولة المزدوجة أو الدولة الموازية..فمن المتوقع وجود مليار روبوت بشري خلال 20 عاماً…نظرا للتطور السريع للذكاء الاصطناعي..وما يجمعها إنها أكثر محاكاة من البشر..وتقوم بالعمل الذي ينجزه الإنسان عادة..كما يمكنها أداء مهام محددة بكفاءة أكبر والتعلم من تجاربها والتفاعل بشكل أكثر بديهية مع العالم الحقيقي..وسوف تساهم في حل العديد من مشاكل العالم مثل نقص العمالة والشيخوخة السكانية والتغير المناخي..وتتمثل ميزتها الرئيسية في أنه منظمة ذاتيا وغير مركزية..ويتبع هذا النظام مباديء توجيهية..ولا يوجد روبوت واحد يتولى قيادة بقية الروبوتات..بل يتحكم كل روبوت في نفسه مثل التكرار والقدرة على التكيف والمتانة وقابلية التوسع..لذا ظهر مفهوم الروبوتات السرب للخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتصنيع والحياة المنزلية والترفيه والفضاء والسفر والجيش وخدمة الزبائن..بالرغم إن هذه التغييرات حاليا غير ملموسة تقريبا..وللعلم فإن كلمة روبوت جاءت من مسرحية تشيكية ويعني جذر الكلمة العمل الإجباري أو القسري..وهذا ينطبق فقط لو تم استخدام الروبوتات لأغراض عسكرية أو إجرامية..إذن المجتمعات متجهة نحو عصر تكون هي فيه هيكل عربة والروبوتات هي المحرك..وهي التي ستشكل اللوبي بدلا من معناه السابق وهو إجتماع أشخاص في الردهة الأمامية في فندق تناقش وسائل الضغط للتأثير على الرأي العام والرسمي..لكن في الحقيقة الروبوتات غدا هي من ستفعل ذلك في كل مكان وليس فقط داخل رواق..ويتبقى تساؤل ورد في الذهن بينما كنت أحاول الإستنتاج والتحليل بعد تدوين ملاحظات حول الروبوتات من مصادر مختلفة..وهو ماذا الذي سوف يحدث للبلدان النامية في حال لم تتبن خدمة الروبوت؟!..