رأي

سائق‭ ‬أجرة‭ ‬أفريقي‭ ‬وآخر‭ ‬سوري

‭ ‬محمد‭ ‬الرحومي

ماذا‭ ‬لو‭ ‬كنتَ‭ ‬أحد‭ ‬المهاجرين،‭ ‬أو‭ ‬السواح‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬بالعالم؟‭!.. ‬الصومال‭ ‬مثلاً‭ ‬والتي‭ ‬مازال‭ ‬الرصاص‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬فيها،‭ ‬هل‭ ‬بإماكانك‭ ‬أنّ‭ ‬تمتهن‭ ‬أي‭ ‬مهنة‭ ‬بها‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ترخيص؟،‭  ‬وهل‭ ‬سيظل‭ ‬خوفك‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬وجال‭ ‬الأمن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬مثلاً؟‭.‬

بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬مجرد‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أنَّ‭ ‬تفتح‭ ‬محلاً،‭ ‬أو‭ ‬تقود‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة‭ )‬تونس،‭ ‬أو‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬تشاد،‭ ‬أو‭ ‬النيجر‭(.‬

في‭ ‬ليبيا‭ ‬وحدها‭ ‬تستطيع‭ ‬أنّ‭ ‬تمارس‭ ‬مهنة‭: )‬

التاجر‭ ‬البقال،‭ ‬أو‭ ‬الميكانيكي‭( ‬في‭ ‬الصَّباح،‭ ‬وفي‭ ‬المساء‭ ‬تقود‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ !!.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المهن‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬منكَ‭ ‬تراخيص،‭ ‬ولا‭ ‬‮«‬دياولو‮»‬‭ ‬المهم‭ ‬أنّ‭ ‬ترغب‭ ‬أنتَ‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هنديًا،‭ ‬أو‭ ‬عربيًا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬أفريقيا‭.‬

وصف‭ ‬الدولة‭ ‬هناك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أنّ‭ ‬يكون‭ ‬هشًا‭ ‬لأن‭ ‬المنطق‭ ‬يقول‭ ‬بإنّ‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوصف‭ ‬إلا‭ ‬باللا‭  ‬دولة‭.‬

كنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬قد‭ ‬عبرنا‭ ‬عن‭ ‬انزعاجنا‭ ‬من‭ ‬مجانية‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬وافد‭ )‬ماءً‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬كهرباء‭(‬،‭ ‬أو‭  ‬أي‭ ‬منفعة‭ ‬أخرى،‭ ‬أما‭ ‬الأن‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المجانية‭ ‬متورمة‭ ‬قضتْ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الدولة،‭ ‬والشعب‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فإمكان‭ ‬الوافد‭ ‬السوري،‭ ‬أو‭ ‬المصري،‭ ‬أو‭ ‬الأفريقي‭ ‬مثلاً‭ ‬أنَّ‭ ‬يكون‭ ‬منافسًا‭ ‬لابن‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مهنة،‭ ‬بل‭ ‬بإمكان‭ ‬الوافد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬أن‭ ‬يمتهن،‭ ‬وينافس‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي،‭ ‬ويقتسم‭ ‬معه‭ ‬مهنة‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مهن‭ ‬يوميًا‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬الرغبة‭.‬

الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬كما‭ ‬العدم‭ ‬تمامًا‭ ‬تهتم‭ ‬فقط‭ ‬بمخالفة‭  ‬سير‭ ‬الليبيين،‭ ‬وتصادر‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬التراخيص‭ ‬بسبب‭ ‬تأخر‭ ‬تجديد‭ ‬صلاحيتها،‭ ‬وهذا‭ ‬قانوني‭ ‬دون‭ ‬شك‭ . ‬أما‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬وغم‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬وافد‭ ‬فهو‭ ‬شأن‭ ‬فيه‭ ‬خلاف‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬فتواهم‭ ‬كما‭ ‬العصيدة‭ ‬في‭ ‬المولد‭.‬

 كونوا‭ ‬بخير‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى