هناك تنافسٌ على أشده بين الصحافة الورقية، والرقمية، وصحافة الذكاء الإصطناعي كما تفيد التقارير..فالثلاثي يسعى لجذب انتباه النَّاس وكسب ثقة الجمهور في ظل بحث الأغلبية عن إمكانية التواصل وسهولة التفاعل، وسرعة التعليق والنقاش الفوري..وهذا ما توفره الصورة والصوت، والفيديو أي (قراء ومستمعون ومشاهدون) في آنٍ واحد ومكان واحد..
يرى الكثيرون أن أخبار الصحافة الورقية منتهية الصلاحية فقد سبق لها وانتشرت في المواقع الإلكترونية مما يعني خسارة الورق للكثير من السبق..وكذلك بقاء الجريدة تتحرك في طريق واحد إلى المتابع..أما الإلكتروني فالمعلومة تنتقل في عدة اتجاهات من المصدر إلى الغير والعكس وبين الأشخاص أنفسهم..ناهيك على أن الصحف الورقية مازالت تعتمد على نوعية معينة من القراء وتواجه مشاكل التوزيع وكيفية استقطاب الإعلانات..ومن هنا بدأ عدد منها في التحول إلى الرقمي مع الإبقاء على الورقي أو تجاوزه..ولكي تستمر يقترح البعض قيام الجرائد بإقحام أراء الجمهور في مشاكل المجتمع واشراكه في الحلول والبدء في طرح الأسئلة والحوارات المتعلقة بالمستقبل..
ما لا يخدم الصحافة المطبوعة أن نسبة كبيرة من شباب اليوم يفضلون الإنترنت لغرض التسلية واللهو ربما لضعف حس المواطنة الفعالة لديهم..أو لوجود فجوة مع الدوائر الرسمية..يستميلهم التخاطب والتحادث عبر شبكات التواصل الاجتماعي..لهذا نمت شعبية البودكاست لإحتوائه على ملفات صوتية ومرئية مختلفة من ألعاب الكمبيوتر الى قصص الحياة اليومية..
كذلك بروز عامل آخر مثلما فعلت وكالة أنباء شينخوا الصينية من عرض مذيع افتراضي يجهز تقارير سريعة وفعالة ودقيقة للأخبار العاجلة خلال ثوان..وعندما استعملت صحيفة الجارديان ذلك الذكاء الاصطناعي لكتابة مقالة كاملة علق القراء عليها بالإيجاب..وتمكنت برمجية وورد سميث من إعداد أكثر من مليار ونصف قصة خبرية..لذا أصبحت كبريات الصحف تستعين بالتقنية الجديدة في إنتاج المحتوى..لكن توجد دائمًا سيطرة الشركات الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وامازون على أدوات الذكاء الاصطناعي إلى حين إشعار آخر..
هناك سحب للبساط من تحت الصحافة الورقية لكن تظل مساحة الرؤية الثاقبة والحكمة والحدس بين سطورها وسر الخلطة عند الصحفي وليس الروبوت..