شتاء مختلف!!

هانحن نقف على أعتاب موسم الشتاء من جديد وما أن تتساقط أولى قطرات المطر حتى يمر من أمامنا شريط يحمل ذات المشاهد التي حفظناها عن ظهر قلب شوارع تغرق .. سيارات تتعطل وسط الغدران مدارس تغلق وأعمال تتوقف لأن الطرق تحولت إلى برك ومستنقعات .
صور ومشاهد تتكرر عاما بعد عام وكأنها قدر محتوم في حياة المواطن الليبي بينما السبب الحقيقي لايخفى على أحد غياب بنية تحتية وضعف تخطيط وإهمال جهات خدمية ورغم أن الحديث عن أزمة البنية التحتية لم يعد جديدا إلا أن استمرار تكرارها يفرض علينا التساؤل، هل ستتحرك أجهزة الدولة هذا العام بجدية لإجراء استعدادات مسبقة لموسم الشتاء؟
هل ستشهد الشوارع والطرقات ومجاري الوديان حملات تنظيف وصيانة شبكات تصريف أم أن الحال سيبقى إلى حين كارثة جديدة توقظنا على حقيقة تجاهناها المفروض أن كارثة درنة علمتنا أن الإهمال ليس مجرد خطأ إداري بل قد يتحول إلى مأساة تحصد الأرواح وتغير حياة عالم بأسره.
ومن هذا يصبح لزاما على مؤسسات الدولة أن تتعامل مع هذا الملف بروح المسؤولية الوطنية وأن تعتبر كل قطرة مطر امتحانا لمدى جاهزيتها فالمواطن البسيط لايطلب المستحيل بل فقط أن يذهب إلى عمله ومدرسته بأمان دون أن يضطر للقفز فوق البرك أو يعلق لساعات وسط الطرق الغارقة، فهل يكون هذا الشتاء مختلفا؟ أم سعيد سرد ذات الحكاية بألم جديد؟