نحن شعبٌ جاد لا نجيد صنع النكتة .. شعبٌ بارع في التحليلات السياسية وقراءة المستقبل عن طريق واقع الحال..جميعنا يدرك ويعرف الخطأ والعيب والحرام والممنوع، وجميعنا يمارس كل الرذائل.. وإذا ما أردنا صناعة النكتة فهي تخرج ساخرة تصيب هدفها في مقتل.. وعندما نضحك فإن ضحكنا ممزوجٌ بالألم والمرارة.. وعندما تلم بنا نائبة ننسى ما صنع الشيطان بيننا.
نحن شعب المعاناة والمكابدة عُرِفنا بالصبر والجلد..ولكن إذا ما فار التنَّور فإن غضبنا يكون كالسيل الجارف .. شعب لا يعرف المجاملة .. فعندما يصل الأمر إلى القوت..لا يهادن وحين يتعلق الموضوع بالعقيدة والشرف.. فإن ثورته كالنار في الهشيم.. تطيح بالحاكم وأولاده وأبناء عمومته ودوائره المقربة..
نحن شعب عندما نحب نصاب بالعمى.. وعندما نكره يكون الصمم حليفنا.. شعب مزاجي.. ننام كثيرًا.. ونكتفي بالحد الأقل من الطعام ..ولا نعمل إلا ساعات محدودة من النهار .. لكننا لا نرضى بالظلم .. عند ذلك سنكون كالوحوش الكاسرة لا هيبة لملك أو طاغية.. نصفق لكازي لكننا نحارب جنده من خلفه.. ننظم قصائد المدح في الحكام لكننا نكيل لهم معلقات الهجاء دون خوف أو وجل.. شعب لا يعرف المواعيد.. بين يوم وليلة تلتئم جراحه وتختفي آلامه .. هكذا نحن شعب يدوخ بحق..