في العام الماضي وبحسب تقارير صادرة عن إدارة المرور والتراخيص سجلت ليبيا في شهر واحد فقط حوالي 816 حادث مرور خطير اسفر عنه وفاة 202 شخص اي ما يعادل وفيات دول المغرب العربي بالكامل خلال سنة .. جزء كبير من هذه الوفيات كانت نتيجة التهور والاهمال واستعمال النقال خلال القيادة وايضا لعدم وجود جسور مشاة أو ممرات آمنة في الطرق السريعة أو الرئيسية المنتشرة في أغلب المناطق والمدن
202 ضحية أضف إليها مئات المعاقين والمصابين إصابات خطيرة كلهم راحوا ضحية إهمال المواطن والدولة معاً ..
نحن وان كنا بلد المليون حافظ فإننا ومن دون أي شك سنكون بلد الميلوني شهيد على الاسفلت ..
وفي قراءة للواقع لربما تراجعت وفيات ليبيا جراء الاشتباكات على ما كانت عليه بشكل كبير نصبنا بسببها فرحا خيام الافراح بدل الاحزان وشرعنا في قروض الشباب والزواج بدل إعانات المآتم إلا أننا لازلنا نسير بشكل مخيف في نفق أشد ألماً وأكثر ظلمة وهو نفق حوادث السير ..او ما اسميناه الموت على الاسفلت الذي اصبح فعلا أخطر ملفات الامن القومي .. حيث انه لم يعد مجرد وفيات عابرة بل اصبج هاجسا مخيفا يطرق ابواب كل بيت ليبي ..
كما وان كنا في تزايد مرعب لعدد السيارات والآليات فاننا في المقابل في تزايد أشد لحوادث هذه المركبات .. اننا نسجل ارقاماً يصعب استعابها لعدد الآلام التي نتج عن هذا التزايد من ركام خردة الكوريين والاوروبيين وغيرهم .. نحن في حرب باردة ليس لها دخائر متوسطة أو ثقيلة بل حرب علنية تحبس أنفاس ابناءنا وبناتنا في غمضة عين ودون أي ضجيج
كونوا بخير