رأي

شهداء الإسفلت

محمد الرحومي

‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وبحسب‭ ‬تقارير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬والتراخيص‭ ‬سجلت‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬حوالي‭ ‬816‭ ‬حادث‭ ‬مرور‭ ‬خطير‭ ‬اسفر‭ ‬عنه‭ ‬وفاة‭ ‬202‭ ‬شخص‭ ‬اي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬وفيات‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بالكامل‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ .. ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوفيات‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬التهور‭ ‬والاهمال‭ ‬واستعمال‭ ‬النقال‭ ‬خلال‭ ‬القيادة‭ ‬وايضا‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬جسور‭ ‬مشاة‭ ‬أو‭ ‬ممرات‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬أو‭ ‬الرئيسية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬والمدن‭ ‬

‭ ‬202‭ ‬ضحية‭ ‬أضف‭ ‬إليها‭ ‬مئات‭ ‬المعاقين‭ ‬والمصابين‭ ‬إصابات‭ ‬خطيرة‭ ‬كلهم‭ ‬راحوا‭ ‬ضحية‭ ‬إهمال‭ ‬المواطن‭ ‬والدولة‭ ‬معاً‭ .. ‬

نحن‭ ‬وان‭ ‬كنا‭ ‬بلد‭ ‬المليون‭ ‬حافظ‭ ‬فإننا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬سنكون‭ ‬بلد‭ ‬الميلوني‭ ‬شهيد‭ ‬على‭ ‬الاسفلت‭ ..‬

وفي‭ ‬قراءة‭ ‬للواقع‭ ‬لربما‭ ‬تراجعت‭ ‬وفيات‭ ‬ليبيا‭ ‬جراء‭ ‬الاشتباكات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬نصبنا‭ ‬بسببها‭ ‬فرحا‭ ‬خيام‭ ‬الافراح‭ ‬بدل‭ ‬الاحزان‭ ‬وشرعنا‭ ‬في‭ ‬قروض‭ ‬الشباب‭ ‬والزواج‭ ‬بدل‭ ‬إعانات‭ ‬المآتم‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لازلنا‭ ‬نسير‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬أشد‭ ‬ألماً‭ ‬وأكثر‭ ‬ظلمة‭ ‬وهو‭ ‬نفق‭ ‬حوادث‭ ‬السير‭ .‬‭.‬او‭ ‬ما‭ ‬اسميناه‭ ‬الموت‭ ‬على‭ ‬الاسفلت‭ ‬الذي‭ ‬اصبح‭ ‬فعلا‭ ‬أخطر‭ ‬ملفات‭ ‬الامن‭ ‬القومي‭ .. ‬حيث‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬وفيات‭ ‬عابرة‭ ‬بل‭ ‬اصبج‭ ‬هاجسا‭ ‬مخيفا‭ ‬يطرق‭ ‬ابواب‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬ليبي‭ .. ‬

كما‭ ‬وان‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مرعب‭ ‬لعدد‭ ‬السيارات‭ ‬والآليات‭ ‬فاننا‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬أشد‭ ‬لحوادث‭ ‬هذه‭ ‬المركبات‭ .. ‬اننا‭ ‬نسجل‭ ‬ارقاماً‭ ‬يصعب‭ ‬استعابها‭ ‬لعدد‭ ‬الآلام‭ ‬التي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التزايد‭ ‬من‭ ‬ركام‭ ‬خردة‭ ‬الكوريين‭ ‬والاوروبيين‭ ‬وغيرهم‭ .. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬باردة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬دخائر‭ ‬متوسطة‭ ‬أو‭ ‬ثقيلة‭ ‬بل‭ ‬حرب‭ ‬علنية‭ ‬تحبس‭ ‬أنفاس‭ ‬ابناءنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬في‭ ‬غمضة‭ ‬عين‭ ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬ضجيج‭ ‬

كونوا‭ ‬بخير‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى