الاولى

شواطينا‭ .. ‬بين‭ ‬قرارات‭ ‬المنع‭ ‬وجشع‭ ‬الاستثمار

حميدة‭ ‬سالم

في‭ ‬وقت‭ ‬تتجاوز‭ ‬فيه‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬الاربعين‭ ‬درجة‭ ‬ليصبح‭ ‬البحر‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬المواطن،‭ ‬وصاحب‭ ‬العيلة‭. ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬له‭ ‬ولأسرته‭ ‬عن‭ ‬نسمة‭ ‬هواء،‭ ‬أو‭ ‬لحظة‭ ‬عليل‭ ‬هادئة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬أجمل‭ ‬شواطىء‭ ‬المتوسط،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬فهذه‭ ‬بلده‭ .‬

مقابل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يجد‭  ‬مواطننا‭ ‬هذا‭ ‬نفسه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬احباط‭ ‬محاصرًا‭ ‬بين‭ ‬شواطئ‭ ‬منعت‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الاصحاح‭ ‬البيئي‭ ‬بدعوى‭ ‬تسممها‭ ‬وتلوثها‭ ‬وعدم‭ ‬صلاحيتها‭ ‬للسباحة‭ ‬وبين‭ ‬شواطىء‭ ‬أخرى‭ ‬متاحة‭ ‬ولكن‭ ‬باسعار‭ ‬دخول‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭  ‬يصل‭ ‬سقفها‭ ‬مواطن‭ ‬صاحب‭ ‬راتب‭ ‬ومتوسط‭ ‬الحال‭ .‬

أسعار‭ ‬تحرق‭ ‬الجيب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حرقة‭ ‬الشمس‭ .. ‬وتحرق‭ ‬الأفئدة‭ ‬كمدًا‭ ‬فأنت‭ ‬في‭ ‬بلادك‭ ‬ولا‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬بك‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحال‭.‬

  ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تتحوَّل‭ ‬الشواطئ‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬رفاهية‭ ‬خاصة،‭ ‬ويصبح‭ ‬التمتع‭ ‬بمياه‭ ‬البحر‭ ‬محصورًا‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬فقط؟،‭ )‬واللي‭ ‬ماعندوش‭ ‬مايلزموش‭(  ‬على‭ ‬قول‭ ‬إخوتنا‭ ‬المصريين‭. .‬

نحن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لا‭ ‬نعترض‭ ‬على‭ ‬التنويه‭ ‬للخطر‭ ‬والاهتمام‭ ‬بصحة‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الشواطىء‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬الحلول‭ ‬والبدائل‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬المائل‭ ‬وموضوع‭ ‬التلوثة‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬كذا‭ ‬عام‭ ‬نحن‭ ‬ايضا‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬مصائف‭ ‬بالمستوى‭ ‬وتليق‭ ‬بالعائلة‭ ‬الليبية‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المعيب‭ ‬حقًا‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬الهوس‭ ‬بالاسعار‭ ‬الى‭ ‬الليلة‭ ‬بـ‭)‬750‭( ‬د‭.‬ل

أخيرًا‭..‬

ما‭ ‬البدائل‭ ‬المجانية،‭ ‬والآمنة؟‭!‬

وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬السلامة،‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬الترفيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى