
تأخرتْ كثيرًا في الاهتمام بمنجزها إذ ذابتْ في مهنة المتاعب وقضتْ ربع قرن في أروقتها بين العمل الصحفي )استطلاعات، وتحقيقات، ومقابلات( وعندما تولتْ رئاسة تحرير مجلة )البيت(، وصحيفة
)الشط( كان جل اهتمام الصحفية سالمة المدني هو البحث عن جديد الكتَّاب، والادباء، فهي من تتصل بهم للحصول على نتاجهم الأدبي مصحوبًا بصورهم الشخصية.
سالمة المدني الحريصة على اثراء المشهد الثقافي الليبي من ناحية النشر والاحتفاء بهم في المنتدي الثقافي الذي اقامته لسنوات في ردهات المجلة، وشهدت ندوات ومحاضرات ومعارض فنية استطاعت أخيرًا أن تجمع شتات أعمالها وتتفرغ للاهتمام بمشروعها الخاص ها هي وبعد سنوات وضمن فعاليات مهرجان )ليالي الخير( الذي تشهده المدينة القديمة للموسم الثالث على التوالي أُقيمت امسية شعرية في دار حسن الفقيه شارك فيها كل من الدكتور جمعة عتيقة الذي تلا نصوصًا من ديوانه «سيرة ألم» نالت استحسان الحضور، وكذلك شاركتْ الصحفية «سالمة المدني» التي احتفت بتوقيع أول إصدارتها وهو ديوان شعري بعنوان «كومة فرح» الذي تولى طباعته دار الفورتي للطباعة والنشر وتصدرت غلافه لوحة للفنان التشكيلي عادل سالم وقد شهد التوقيع جمعٌ من الكتّاب والادباء والصحفيين.
وادلتْ سالمة المدني بقولها إنّ هذا الديوان قدمته سنة 2019 لوزارة الثقافة لطباعته ووقعت عقدًا مع إدارة الكتاب وانتظرت سنوات طويلة لكن الديوان لم يصدر فاضطرت إلى طباعته على حسابي الخاص حتى لا يضيع ولا يموت.
وتقول سالمة ردًا عن سؤالنا ان المدني التي تنشر نصوصها الشعرية عبر صفحتها في «الفيسبوك»، وشاركت في العديد من الامسيات الشعرية سواء في فعاليات معرض الكتاب بطرابلس أو في عديد الانشطة التي تشهدها الساحة الثقافية في ليبيا ؟
كان جل وقتي في مهنة المتاعب التي اخذت سنوات عمري وجل اهتمامي بابداعات الكتّاب والادباء حيث اسعى للحصول على نتاجهم القصصي والشعري لانشره في المطبوعات التي توليت إدراتها وهناك عديد من الاسماء التي نشرت لها نصوصًا لاول مرة ولكن بعد هذا العمر ان الاوان ان يكون لي منجزي الخاص وبالحاح من صديقي الناشر محمد الفورتي ومتابعته والحاحه اليومي جمعت نصوصي وقدمتها له ليطبعها وتصدر في كتاب فله كل الشكر والتقدير كذلك اغتنم هذه الفرصة لاشكر الفنان التشكيلي عادل سالم الذي اهداني لوحة الغلاف التي زينت الديوان واضفت عليه رونقًا وجمالاً ..
واردفتْ ردًا عن سؤال الاهداء الجميل فقالت كان لابد وبعد هذه المكانة التي وصلتها بتفرغي للعمل الصحفي في سنوات تعدت الخمسة وعشرين عاما أن ادين بالفضل لاسرتي التي نشأت فيها ودعمتني «ابي وامي»، «اخوتي واخواتي» ولكل من دعمني ووقف في جانبي ولم يخذلني وكان دافعا لي لاستمرار العمل والعطاء
وعن نتاجها القادم قالت المدني: اجهز ديوان لكنه بالشعر الشعبي كذلك ما جمعته من اغاني الموروث الشعبي للمرأة الليبية والمتمثل في اغاني الرحي التي جمعتها من أمي لسنوات عديدة وقد اقدمها لبرنامج )قال صاحب العقل( ومذيعه الدكتور أحمد النويري وقد وجدت هذه المذكرات التي ادون فيها هذه الاغاني البليغة والمدهشة لاقدمها مكتوبة للقاريء بمعنى في جعبتي الآن ثلاثة كتب ساساعي بعون الله بعد فرحة المولود الاول إلى اخراجها للعلن لان الكتاب يطل الاثر الوحيد للانسان هذا ما كان يقوله الاستاذ المستشار يوسف الشريف رحمه الله ..إن الكتاب خالد مهما طالت أعمارنا وانه النافذة الوحيدة للتعبير عن تجاربنا وحياتنا وانه القراءة الحقيقية لمسيرة الكاتب حيث تجسد تفاصيله وهمومه وافراحه وربما انا بهذا الديوان اسعد الكثير من الاصدقاء في الوسط الثقافي اذكر منهم اصدقائي التشكيليين الاستاذ علي العباني، والمرحوم مرعي التليسي والقذافي الفاخري، والشاعرة سميرة البوزيدي التي تنشر نصوصي في صحيفة )فبراير( عبر الصفحة الثقافية التي تشرف عليها كما اسعد كل من كان يلح عليّ لنشر نصوصي والاهتمام بمشروعي الخاص، وها هو الحلم يتحقق .. وأخيرًا احتفى وأصدقائي بكومة فرح التي اتمنى أن يفوح عطرها على كل أحبابي.