طوابير.. للكاتبة: نوال عمليق
حديث الاثنين
تتسارع وتيرة ارتفاع أسعار الأغذية وسلع الاستهلاك اليومي على وقع التوترات السياسية وجائحة كورونا بخطوات غير مسبوقة قبل شهر رمضان المبارك
ومن المعروف أن قلة العرض مقابل زيادة الطلب تؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وزاد من حدة هذا الارتفاع خاصة انقطاع سلاسل التوريد وزيادة تكاليف النقل والتأمينات. ويزيد الطين بلة ارتفاع أسعار الغاز والنفط وحزمات الدعم المالي ومعدلات الفائدة المتدنية كل هذه المعطيات تجعلنا امام ازمات حقيقية جعلت المواطن يقضي يومه بين الطوابير لقضاء حاجاته الضرورية فيبدأ يوم اغلب الناس بداية من طوابير المصرف التي تنتهي بانتهاء السيولة او وقوف المنضومة عن العمل الي طوابير محطات الوقود التي تنتهي ايضا بانتهاء البنزين او انقطاع الكهرباء على المحطة ناهيك عن ضاهرة التخفيضات الجديدة مع الاعلان على هدايا مجانية التي تقوم بها بعض المحلات التجارية كدعاية لها مع كل هذا ترتفع اسعار المواد الغذائية في الاسواق لتصل الى اعلى مستوى لها وخاصا الضرورية منها كالدقيق والزيت والطماطم هذه الضواهر اصبحت موضوعا عاديا عند المواطن الليبي وجزءا من يومياته حتى بات يشعر انها جزء لا يتجزأ منه فمن الضروري ان يقف الشخص ساعة او ساعتان امام محطة وقود للتزود بالبنزين لأنه ضروري ولكن من الغريب جزاء انا نجد طوابير وعشرات الاشخاص يقفون في انتضار محل تجاري منذ الصباح ينتظرون الهدايا المجانية والسحوبات الوهمية والتجار ايضا وجدوا هذه هي الطريقة لدخول قلب وجيب المواطن الذي بات ينتظر أي شيء مجاني ياتي اليه حتى لو كلفه ذالك الوقوف لساعات في البرد والريح الى ان يفتح للمحل لدرجة صارت المصالح الأمنية تتدخل لتنظيم تدافع المواطنين وكأننا في حالة أزمة، وهل المواطن مجبر فعليا على الدخول في طابور طويل وعريض، ليظفر بحاجته، أم هو تقليد وتزاحم وقلة وعي منا؟.
ولا ننس خطر فيروس كورونا، والذي لا يزال قائما، وهذه الطوابير أكبر متسبب لانتشار الفيروس بين الناس في ظل تراخي المواطنين عن اتخاذ تدابير السّلامة، فكثيرون تخلوا عن ارتداء الكمامات ونهائيا. وبالتالي فحصيلة المصابين مرشحة للارتفاع خلال رمضان، اذا استمرّت ظاهرة الطوابير. لذلك علينا الاعتراف أن كثيرين منا، صاروا يكرهون التنظيم، ويعشقون الفوضى والطوابير التي نراها كل صباح اكبر دليل.