إجتماعي

ظاهرة انتشار الاسلحة في أيدي المراهقين

 

ظاهرة حمل السلاح وانتشاره ليست ظاهرة سوية على الاطلاق كما هو حاصل في بلدنا ليبيا الحبيبة وقد نستطيع تفهم حمل السلاح في أيام الظروف الصعبة التي مرت بالبلاد أما حمله في كل وقت أعتقد أن تفسير ذلك هو الشعور بالضعف و تعويضه بحمل السلاح ليمنحه بعضاً من القوة والأهمية كما يعتقد.

والمعروف أن انتشار السلاح يسهل على المجرمين القيام بجرائمهم في ظل الانفلات الأمني الان وفقدان الدولة لهيبتها ونفوذها وسيطرتها يعود بشكل كبير وأساسي إلى وجود جهات وأطراف ومواطنين يمتلكون أسلحة كما هو الحال مع مخربي الكهرباء وأنابيب النفط والغاز  وبسبب تدفق السلاح ايام النظام السابق على البلاد دون حسيب أو رقيب أصبحت بلدنا ليبيا غابة سلاح وبهذا فإن الدولة لن تستطيع استعادة هيبتها إلا بوجود دستور و تفعيله 

لقد خلفت تلك الظاهرة الكثير من الماسي وحولت بعض الافراح الي اتراح لاسيما بعد ان اصبحت تلك الاسلحة في ايدي المراهقين من طلاب المدارس الذين لا يقدرون مخاطرها وسلبياتها وربما في حاله غضب او عند ايه اختلاف او مشاجرة فرديه او جماعية مع الاخر يشهر سلاحه ويطلق النار وقد حدثت مشاكل وقضايا قتل بسبب وجود السلاح مع هؤلاء الذين لا يقدرون حجم مخاطر حملها.

والحل يكمن في التعامل بحزم مع مخالفي الانظمة المتعلقة بمنع استخدام تلك الاسلحة وتطبيق الانظمة بحقهم دون هوادة ليكونوا عبره لغيرهم وبث روح التعاون  بين الطلاب وغرس الفضائل في نفوسهم وتوجيه الطلاب وإرشادهم الي مبدأ حسن الخلق و ضرورة توجيهم وتحذيرهم من مخاطر هذه الظاهرة من خلال خطة إعلامية موجهة لطلاب المدارس وأولياء أمورهم بأسلوب تربوي يراعي خطورة حمل السلاح  وما يترتب عليه من مخاطر على الفرد والمجتمع  وإيضاح الأساليب التربوية المناسبة في التعامل مع الطلاب وإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية وفق نموهم من خلال استثمار اللقاءات التربوية المختلفة داخل وخارج المدرسة

وتفعيل دور حصص النشاط والمسرح المدرسي  والمسابقات الثقافيه وعمل مطويات بالخصوص وإضافة دروس منهجية لرفع الوعي الطلابي تجاه السلاح ومخاطره محذرين الطلاب من عدم اقتنائه او التعامل معه و تثقيف الطلاب وتوعيتهم بسلبيات حمل السلاح ونبذ الدعوة إلى التعصب بكل أشكاله وتعزيز الوازع الديني الذي يدعم احترام حقوق الآخرين.

و تخصيص جزء مناسب من الصحافة المدرسية لحث الطلاب على الكتابة حول توعية الطلاب بسلبيات حمل السلاح والآلات الحادة داخل المدرسة وأثر ذلك في تفكك المجتمع وانتشار الحقد والكراهية و تدعيم الروابط الاجتماعية وأواصر المحبة بين أفراد المجتمع والعناية بالطلاب المميزين وتعزيز جوانب التميز لديهم وفق إمكانات المدرسة  إضافة إلى استثمار الرسائل التربوية المدرسية عبر شبكة الهواتف النقالة في توعية أولياء الأمور بخطورة حمل السلاح داخل المدرسة وتعارضه مع مكانة المدرسة ودورها في التربية والتعليم وضرورة إدراك أولياء الأمور لهذه المشكلة ومعالجتها ومراقبة سلوكيات أبنائهم خارج المدرسة والحرص على انتقاء الصحبة الصالحة التي تعينهم على التمسك بالقيم الاجتماعية الحميدة لان قضيه حمل السلاح قضية اجتماعيه خطيرة خلفت حاله من الاضطرابات النفسيه والاجتماعية بين افراد المجتمع كونه يشكل خطورة بالغه علي الجميع فقد يذهب جراءها ابرياء لا ذنب لهم ان التعبير عن الفرح لا يكون بحمل السلاح والتباهي به وإطلاق النار في الهواء بل ان هذا الفعل يعد قمه في التخلف ولعل ما يدفع من يلجئون الي هذا العمل بالدرجة الاولي يكمن في حب التباهي والتفاخر والظهور بحمل السلاح بين الناس مما جعل هذه الظاهرة تؤرق جميع افراد المجتمع وعقلائه وتشغل مداركهم للوصول الي حل ناجع يكفي المجتمع شرور هذا العمل و ان كان حرياً بنا التحرك جميعاً لاجتثاث تلك الظاهرة والقضاء عليها وتحييدها حفظ الله ليبييا.

 

عواطف الصغير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى