اجتماعي

عاشوراء‭  .. ‬الوطن‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬التفاصيل

فايزة العجيلي

‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬الذاكرة‭ ‬الشعبية‭ ‬الليبية،‭ ‬طل‭ ‬علينا‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬محمّلاً‭ ‬بعبق‭ ‬التراث‭ ‬وأصالة‭ ‬العادات‭ ‬التي‭ ‬تناقلها‭ ‬الأجداد‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭. ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬ليس‭ ‬كباقي‭ ‬الأيام،‭ ‬يوم‭ ‬تختلط‭ ‬فيه‭ ‬الروحانية‭ ‬بنبض‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتتعانق‭ ‬فيه‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬مع‭ ‬معاني‭ ‬البركة‭ ‬والتكافل‭.‬

شهد‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ

في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬ليبي،‭ ‬يبدأ‭ ‬التجهيز‭ ‬للحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬العادات؛‭ ‬فالأمهات‭ ‬تعكل‭ ‬على‭ ‬تحضير‭ ‬الهريسة‭ ‬بالقديد،‭ ‬وطبخ‭ ‬الفول‭ ‬والحمص،‭ ‬والبيض‭ ‬المسلوق‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬العصيدة‭ ‬المغموسة‭ ‬في‭ ‬العسل‭ ‬والدبس،‭ ‬فتفوح‭ ‬الراوئح‭ ‬في‭ ‬الأزقة،‭ ‬بينما‭ ‬تُكحل‭ ‬عيون‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتُقص‭ ‬أطراف‭ ‬جدائل‭ ‬شعورهن‭ ‬طلباً‭ ‬للبركة،‭ ‬مع‭ ‬الأهازيج‭ ‬التي‭ ‬يصدح‭ ‬بها‭ ‬الأطفال‭ ‬وهم‭ ‬يجوبون‭ ‬الحواري‭ ‬والأزقة‭ ‬وهم‭ ‬يرددون‭:‬

شو‭ ‬شباني‭ ‬يا‭ ‬باني‭ ** ‬هذا‭ ‬حال‭ ‬الشيباني

هذا‭ ‬حاله‭ ‬وأحواله‭ ** ‬ربي‭ ‬يقوي‭ ‬راسماله

عاشوره‭ ‬عاشورتي‭  ** ‬أمليلي‭ ‬داحورتي

داحورتي‭ ‬مليانة‭  ** ‬بالششي‭ ‬والعصبانة

وإللي‭ ‬ما‭ ‬تعطي‭ ‬الفول‭ ** ‬راجلها‭ ‬يولي‭ ‬مهبول‭ ‬

هو‭ ‬يومُ‭ ‬تُفتح‭ ‬فيه‭ ‬القلوبُ‭ ‬قبل‭ ‬الأبواب،‭ ‬وتتبادل‭ ‬فيه‭ ‬الأطباق‭ ‬والزيارات،‭ ‬وتُنسج‭ ‬خلاله‭ ‬خيوط‭ ‬المودة‭ ‬وصلة‭ ‬الرحم؛‭ ‬فرغم‭ ‬مرور‭ ‬الزمن،‭ ‬وتغير‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يحمل‭ ‬طابعًا‭ ‬خاصًا،‭ ‬يختزل‭ ‬في‭ ‬تفاصيله‭ ‬حكاية‭ ‬حب‭ ‬شعب‭ ‬لتراثه‭ ‬وهويته‭.‬

وبين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم،‭ ‬تبقى‭ ‬‮«‬عاشوراء‮»‬‭ ‬مناسبة‭ ‬تتجدَّد‭ ‬فيها‭ ‬الروحُ،‭ ‬وتُبعث‭ ‬فيها‭ ‬الحياةُ‭ ‬في‭ ‬الموروث‭ ‬الليبي‭ ‬العريق‭.‬

تحدث‭ ‬إلينا‭ ‬الحاج‭ ‬سالم‭ ‬قائلاً‭:‬

كنا‭ ‬نستعد‭ ‬لعاشوراء‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬النساء‭ ‬يقمن‭ ‬بتنظيف‭ ‬البيوت،‭ ‬وتبديل‭ ‬الأفرشة،‭ ‬ونجهز‭ ‬المأكولات‭ ‬الخاصة‭ ‬مثل‭ : ‬العصيدة‭ ‬بالرب،‭ ‬أو‭ ‬العسل،‭ ‬كانت‭ ‬سهرة‭ ‬عاشوراء‭ ‬تجمع‭ ‬الجيران،‭ ‬نتبادل‭ ‬الأطعمة‭ ‬ونتحدث‭ ‬عن‭ ‬القصص‭ ‬الدينية‭.‬

تحدثنا‭ ‬الحاجة‭ ‬مسعودة‭ ‬من‭ ‬سبها،‭ ‬فقالتْ‭ :‬

في‭ ‬الجنوب،‭ ‬كانت‭ ‬عاشوراء‭ ‬مناسبةً‭ ‬لزيارة‭ ‬الأرحام،‭ ‬وتحضير‭ ‬أكلات‭ ‬خاصة‭ ‬مثل‭ : ‬الكسكسي‭ ‬باللحم،‭ ‬أو‭ ‬المرق‭ ‬الناشف‭. ‬وكان‭ ‬الأطفال‭ ‬يطوفون‭ ‬على‭ ‬البيوت‭ ‬حاملين‭ ‬أكياسًا‭ ‬لجمع‭ ‬الحلويات‭ ‬والمكسرات‭.‬

تقول‭ ‬نجلاء‮ ‬‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ :‬

ما‭ ‬زلنا‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬مثل‭ : ‬تحضير‭ ‬العصيدة،‭ ‬وزيارة‭ ‬الأقارب،‭ ‬لكن‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬أصبحتْ‭ ‬أقل‭ ‬بريقًا،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬انشغال‭ ‬النَّاس‭ ‬بالحياة‭ ‬والعمل‭.‬

من‭ ‬بنغازي،‭ ‬حدثنا‭ ‬الشاب‭ ‬أكرم‭ ‬فقال‭ :‬

بعض‭ ‬العادات‭ ‬اندثرتْ‭ ‬مثل‭: ‬إشعال‭ ‬النَّار‭ ‬أمام‭ ‬البيوت،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬رمزاً‭ ‬للتطهير،‭ ‬والبركة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬اليوم‭.‬

تقول‭ ‬الحاجة‭ ‬عائشة‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭:‬

من‭ ‬أجمل‭ ‬عادات‭ ‬عاشوراء‭ ‬زمان،‭ ‬أننا‭ ‬نقوم‭ ‬بقص‭ ‬أطراف‭ ‬شعر‭ ‬البنات،‭ ‬اعتقادًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬يجلب‭ ‬البركة،‭ ‬ونمو‭ ‬الشعر‭ ‬بشكل‭ ‬صحي،‭ ‬كما‭ ‬تضع‭ ‬الأمهات‭ ‬الكحل‭ ‬عيون‭ ‬الأطفال‭ ‬والبنات؛‭ ‬حمايةً‭ ‬من‭ ‬العين‭ ‬وتفاؤلًا‭ ‬بالخير‭.‬

أما‭ ‬الحاجة‭ ‬زينب‭ ‬فتقول‭:‬

لا‭ ‬تكتمل‭ ‬عاشوراء‭ ‬دون‭ ‬إعداد‭ ‬الهريسة‭ ‬بالقديد‭ ‬‮«‬لحم‭ ‬العيد‭ ‬المجفَّف‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أكلة‭ ‬خاصة‭ ‬تُجهّز‭ ‬ببهاراتها‭ ‬المميزة‭ ‬وتُعد‭ ‬رمزًا‭ ‬للبركة‭ ‬والاحتفال‭.‬

كان‭ ‬يومًا‭ ‬تنتشر‭ ‬فيه‭ ‬رائحة‭ ‬الهريسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأزقة‭.‬

ويضيف‭ ‬العم‭ ‬عمر‭ ‬من‭ ‬الجبل‭ ‬الغربي‭:‬

‭”‬قص‭ ‬الشعر‭ ‬والكحل‭ ‬عادة‭ ‬متأصلة،‭ ‬كانت‭ ‬الجدات‭ ‬يقمن‭ ‬بها‭ ‬صباح‭ ‬عاشوراء،‭ ‬مع‭ ‬تحضير‭ ‬العصيدة،‭ ‬والهريسة‭ ‬بالقديد،‭ ‬والجميع‭ ‬يتبادل‭ ‬الأطباق‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الاندثار‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن،‭ ‬مثل‭ ‬قص‭ ‬الشعر‭ ‬والكحل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الليبية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تحرص‭ ‬عليها‭ ‬كموروث‭ ‬شعبي‭ ‬له‭ ‬رمزية‭ ‬دينية،‭ ‬واجتماعية‭ ‬قوية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأكلات‭ ‬التقليدية‭ ‬كـ‭)‬الهريسة‭ ‬بالقديد‭(‬،‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬مطابخ‭ ‬الأمهات‭ ‬والجدات‭.‬

تقول‭ ‬الحاجة‭ ‬فاطمة‭ ‬عبدالسلام‭ :‬

عاشوراء‭ ‬عندنا‭ ‬يوم‭ ‬مميز،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬دون‭ ‬تحضير‭ ‬العصيدة‭ ‬بالعسل‭ ‬والدبس‭. ‬صباحًا‭ ‬نقوم‭ ‬بتكحيل‭ ‬الأطفال،‭ ‬وقص‭ ‬أطراف‭ ‬شعر‭ ‬البنات،‭ ‬ونعد‭ ‬ذلك‭ ‬جالبًا‭ ‬للبركة‭ ‬والصحة،‭ ‬كذلك‭ ‬نطبخ‭ ‬الهريسة‭ ‬بالقديد،‭ ‬وتكون‭ ‬فرصة‭ ‬لصلة‭ ‬الرحم،‭ ‬حيث‭ ‬تتبادل‭ ‬النساء‭ ‬الأطعمة‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭.‬

يقول‭ ‬عمي‭ ‬علي‭ :‬

إنّ‭ ‬تحضير‭ ‬الهريسة‭ ‬بالقديد‭ ‬من‭ ‬الطقوس‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬عاشوراء،‭ ‬والنساء‭ ‬يتفنن‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭.. ‬كذلك‭ ‬يقوم‭ ‬الأهالي‭ ‬بقص‭ ‬شعر‭ ‬الأطفال‭ ‬ووضع‭ ‬الكحل‭ ‬لهم‭. ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬كنا‭ ‬نذهب‭ ‬للجيران‭ ‬لتبادل‭ ‬الأكلات،‭ ‬ونصل‭ ‬الأرحام‭ ‬بشكل‭ ‬واسع،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فبعض‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬خفت‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حاضرة‭.‬

تحدثت‭ ‬إلينا‭ ‬السيدة‭ ‬أم‭ ‬ياسين‭:‬

كنا‭ ‬زمان‭ ‬نشعل‭ ‬النَّار‭ ‬أمام‭ ‬البيوت‭ ‬ليلة‭ ‬عاشوراء،‭ ‬ونحكي‭ ‬للأطفال‭ ‬القصص‭ ‬الدينية‭.‬

النساء‭ ‬يقمن‭ ‬بتحضير‭ ‬العصيدة،‭ ‬والهريسة،‭ ‬وتُكحل‭ ‬عيون‭ ‬الأطفال‭ ‬صباح‭ ‬عاشوراء‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬قص‭ ‬شعر‭ ‬البنات‭ ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬تحافظ‭ ‬عليها‭.‬

يقول‭ ‬الحاج‭ ‬محمد‭ ‬الغرياني‭:‬

في‭ ‬الجبل‭ ‬الغربي،‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬يوم‭ ‬مبارك‭. ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬الفجر،‭ ‬نقوم‭ ‬بتكحيل‭ ‬الأطفال،‭ ‬وقص‭ ‬أطراف‭ ‬الشعر‭.. ‬ونحضر‭ ‬العصيدة،‭ ‬والهريسة‭ ‬بالقديد‭. ‬النساء‭ ‬يشرعن‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬الجيران‭ ‬والأقارب‭. ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬عادة‭ ‬قديمة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬اشعال‭ ‬النَّار‭ ‬أمام‭ ‬البيوت،‭ ‬لكنها‭ ‬بدأتْ‭ ‬تختفي‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.‬

تقول‭ ‬الحاجة‭ ‬خيرية‭ ‬من‭ ‬سبها‭ ‬‭:‬

عاشوراء‭ ‬عندنا‭ ‬يوم‭ ‬فرح‭ ‬نقوم‭ ‬فيه‭ ‬بتحضير‭ ‬الكسكسي‭ ‬بالقديد‭ ‬والهريسة‭. ‬من‭ ‬العادات‭ ‬الجميلة‭ ‬قص‭ ‬شعر‭ ‬البنات،‭ ‬وتكحيل‭ ‬الأطفال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬الأكلات‭ ‬وزيارة‭ ‬الأرحام‭. ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المظاهر‭ ‬قلت،‭  ‬إلا‭   ‬أن‭ ‬الأسر‭    ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭  ‬على‭ ‬الأساسيات‭.‬

يحدثنا‭ ‬محمد‭ ‬الكيلاني‭:‬

يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬عندنا‭ ‬يوم‭ ‬مبارك‭. ‬نحضر‭ ‬الهريسة‭ ‬والمرق‭ ‬الناشف،‭ ‬ونجتمع‭ ‬مع‭ ‬الأسرة‭ ‬الكبيرة‭. ‬النساء‭ ‬يقمن‭ ‬بتكحيل‭ ‬الأطفال‭ ‬وقص‭ ‬أطراف‭ ‬شعر‭ ‬البنات،‭ ‬ونقوم‭ ‬بذبح‭ ‬الذبائح‭ ‬إن‭ ‬أمكن،‭ ‬وتوزيع‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬صدقة‭. ‬زيارة‭ ‬المقابر‭ ‬صباحًا‭ ‬وقراءة‭ ‬الفاتحة‭ ‬على‭ ‬الأموات‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬الثابتة‭.‬

تقول‭ ‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬أمحمد‭ ‬بالطبع،‭ ‬إليك‭ ‬خاتمة‭ ‬مناسبة‭ ‬لهذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الصحفي‭:‬

ختامًا‭ ..‬‭ ‬إن‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ذكرى‭ ‬دينية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مناسبة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وروحية‭ ‬تعكس‭ ‬أصالة‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي،‭ ‬وتجسد‭ ‬قيم‭ ‬التكافل،‭ ‬وصلة‭ ‬الرحم،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭. ‬وبين‭ ‬عصيدة‭ ‬الأجداد،‭ ‬وهريسة‭ ‬الأمهات،‭ ‬وكحل‭ ‬الأطفال،‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬رسالة‭ ‬حب‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى