لسانُ الحالِ
كان يا ماكان، قبل سنين وأعوام طويلة من الزمن وفي فترة القحط مرورًا بعام الجوع إلى سنوات قريبة مضت، ورغم أن أغلب الأمهات وبعض الآباء والمجتمع ككل لا يعرف يقرأ ولا يكتب وليس لديه موسوعة ولا دراية بالأمور الطبية ولكن كانوا يسخرون كل ما تنبته الأرض في التداوي والعلاج سواء بالأكل أو الشرب أو الدهن .
الكثير من الأعشاب التي تنمو في العراء ودون عناء الزراعة ولا الري فهي طبيعية بما تحمله فوائد طبية كثيرة .
تفاجأتُ منذ سنوات مضت وعند دخولى إحدى الصيدليات بوجود كيس صغير بداخله نبته أعرفها جيدًا سألتُ الصيدلاني شنو هذا الكيس؟، قال هذا البابونج ولكن عندما مسكت الكيس ونظرت له لقيتها ( الفليّـة ) التي كانت تنبت في السانية وجّنان الحوش وحتى تحت طوابي الهندي واليوم تباع في الصيدليات .
والعسلوز أيضا كان ينبت في جنان الحوش المليء بالأعشاب التي كانت جزءًا من الغذاء أو العشاء؛ فنجمع الحميضة والحُريق وما يلزم من قرع وشبت وتجلس العائلة لتجهيز الوجبة فمنهن من تغسيل في الأعشاب من الغبار وطبعًا الهريسة سيدة الموقف فالجو عز الشتاء؛ وأقصد شتاء زمان والجسم في حاجة لشيء يدفيه بل وجعل العرق يتصبب من جبهتك وتتسرح كل قنوات الوجه من أنف وزغلله في العيون بل وتحتاج لتدليك فروة الرأس من حين لحين .
وجبة العسلوز أو البركوكش تعد صيدلية طبيعية لمن يعاني من برد الشتاء وخمول الجسم فهي محفزة للجسم وتعطيه النشاط والحيوية في أن يطرد كل العرق الزائد منه بل وتصبح ملابس الواحد منا كانها مبلله بالماء، وقتها لا نعرف (البندول ولا اقومنتين ولا حتى فيتامين سي) .
