تعاني المراة العاملة الأمرّين في سبيل خلق التوازن بين واجبات المنزل، وواجبات العمل، خاصة في المجتمعات الشرقية، التي يرى الرجل فيها أن مساعدة زوجته في أعمال المنزل انتقاصًا من مكانته وهيبته ورغم الانفتاح الكبير داخل المجتمع، على السماح بعمل المرأة، وتشجيعها على ذلك في بعض الأحيان، إلا أن الثقل الكبير تتحمله المرأة لوحدها.. ويزداد عبء المرأة العاملة ثقلاً، إذا كانت مطلقة أو أرملة وتعول أبناءً، خاصة في وقت بدأ فيه الجميع لا يهتم إلا بشؤون نفسه، وأسرته فقط، فلم تعد الرابطة الاجتماعية لذوي الزوجين، كما كانت سابقاً، حيث كانت أسرة المطلقة تقوم بدور كبير في مساعدتها على تربية ورعاية أبنائها والقيام بشؤونها، وكذلك الأرملة، فقد
.. كانت أسرة زوجها المتوفى عنها تقوم بذلك
وتشير أغلب الدراسات إلى أن معظم النساء العاملات يقمن بواجباتهن الوظيفية على اكمل وجه، رغم الظروف التي يواجهنها في سبيل ذلك..
وتختلف طبيعة العمل الذي تقوم به المرأة من وظيفة إلى أخرى، ومن مهنة إلى غيرها..
فالمرأة العاملة في مجال الصحافة، لا يقتصر أداؤها المهني على مكان العمل فقط، بل يرافقها إلى بيتها، ويشغل تفكيرها في كل وقت وحين..
الصحافة الليبية، ومنذ أن تأسست شهدت نساءً، برزت أسماؤهن، ويشار لهن بالبنان، من حيث التميز والاتقان، رغم تحملهن لمسؤولياتهن الأسرية، واستطعن المواءمة بين الطرفين بكل نجاح واقتدار، رغم كل العراقيل والمعوقات..
سالمة اعطيوة .. إحدى الصحفية بصحيفة (فبراير)، ورغم عمرها المهني القصير، إلا أن اسمها صار بارزاً، في مجال عملها، وتمكنها من أدواته..
– كيف كانت بدايتك في العمل الصحفي ؟
بداية العمل الصحفي كان فيه نوعًا من التحدي بعد رحلة عطاء كربة بيت تفرغت فيها للبيت والأبناء بحكم إني تزوجتُ صغيرة في العمر، مع هذا لم استسلم بل، واصلتُ في تحصيلي العلمي حسب الظروف العائلية؛ فأنا أم لثلاثة من الأبناء ولدين، وبنت، حين سنحت الفرصة للعمل في عالم الصحافة كان هذا على وقع إعلان في بدايات صحيفة (فبراير)، كانت البداية مجرد عدة مقالات قصيرة، ثم التحقتُ بالقسم الثقافي والاجتماعي، وقسم المتابعات، وتدرج في العمل بين صفحات الصحيفة إلى آخرها، وهي صفحة (شن صار ) المنَّوعة ..
– كيف توامين بين العمل الصحفي وأعمال المنزل ؟
ليس بالأمر السهل أن توفق المرأة العاملة بين التزاماتها كربة بيت، وامرأة عاملة، وليست كأي وظيفة إنها مهنة المتاعب، والبحث والتقصي في مناخ لا يتناسب وطموحها العالي وبين واجبات يومية وليس بالامكان أن نسرد ما تعانيه جل الصحفيات من معاناة بين واجباتها كأم وزوجة وجدة في بعض الحالات، وأنا منهن، أن تأتي لمقر العمل بوجه باسم، وعيون مليئة بالأمل صدقوني ليس بهذة السهولة، ولكن حب العمل والشغف الصحفي، هو من يعطينا هذه الشحنة حتى تخرج لنا الصحيفة بأجمل حُلة، واروع المواضيع ..
– من وجهة نظرك، هل يؤثر العمل الصحفي على مسؤوليات ربات البيوت، والعكس؟
أولاً اشكركِ على طرح هذا السؤال ..
ثانياً: أي وظيفة مهما كانت، ومهما كان من يزاولها امرأة، أو رجل لا بد من وضع برنامج لينجح دوره بين العمل والبيت ..
في كل اللقاءات هناك اجحاف في حق المرأة مثلاً هل يتم سؤال الرجل عن هل أنت موفق بين عملك وواجباتك الاسرية؟، لماذا المرأة فقط ولأكون صريحة هل كل الرجال موفقين بين واجباتهم واعمالهم، عن نفسي لدرجة كبيرة اعتبر نفسي موفقة، ومنصفة للطرفين مع إني المسؤولة الأولى، والأخيرة عن أمور البيت من صغيرها لكبيرها لظروف زوجي الصحية مع هذا احاول بكل جهدي ألا اقصر في عملي، بالتأكيد في بعض الأحيان اكون منهكة وتعبة ولكن سرعان ما يتلاشى ذلك بخروج العدد بتعاون وتجانس فريق العمل وإدارة الصحيفة الموقرين ..
– هل وجدتِ نفسكِ في العمل الصحفي، وهناك رضى ذاتي عما تقدمينه؟
قد يكون عمري الصحفي ليس بطويل بحكم أني التحقتُ بالعمل وعمري 42 عامًا بعد رحلة عمل أخرى، ومشرفة جداً، وهي ربة بيت، ولكن ما انجزته خلال مشوار 12 عامًا من العمل الصحفي المثمر تعرفتُ من خلالها على أروع الشخصيات وغطيتُ فيها كمًا هائلاً من التغطيات الإعلامية وعدة مقالات سياسية، واجتماعية، والآن اعمل تحت إدارة فاضلة محترمة، ومحرَّرات هن بمثابة الأخوات لأننا نعايش الظروف نفسها وكل واحدة منا لها خط عمل جليل في الصحيفة، ونكمل بعضنا مع القسم الفني المحترمين ..
أود أن اختم ببعض الكلمات قد كنتُ لسنوات طويلة ربة بيت، ولكن مواكبة لكل الأحداث المحلية والعالمية ويوجد مثلي كثيرات، وليس غروراً بأن اكون فخورة بنفسي، وما وصلتُ إليه بعد مشوار طويل من الاجتهاد والعمل .