الرئيسيةتقارير

عن حرائق الأصابعة

م. عبدالله ماماش

البيئة .. شهود عيـــــــــــــــــــان .. طبيعة النيران

تم‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬بناءا‭ ‬على‭ ‬قيامي‭ ‬بجولة‭ ‬ميدانية‭ ‬وتحقيق‭ ‬شامل‭ ‬حول‭ ‬سلسلة‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الأصابعة‭ ‬والتي‭ ‬فاق‭ ‬عدد‭ ‬المنازل‭ ‬المتضررة‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬منزلاً‭ ‬حتى‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬27‭.‬02‭.‬2025‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬جولة‭ ‬استقصائية‭ ‬لمدة‭ ‬يومين‭ ‬متتاليين‭ ‬بهدف‭ ‬فحص‭ ‬أماكن‭ ‬اندلاع‭ ‬الحريق‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬لها‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬الشهود‭ ‬العيان‭ ‬وأصحاب‭ ‬المنازل‭ ‬المتضررة‭ ‬وتحليل‭ ‬طبيعة‭ ‬النيران‭ ‬وأماكن‭ ‬اندلاعها‭ .. ‬وذلك‭ ‬لمعرفة‭ ‬وتحديد‭ ‬الأسباب‭ ‬المحتملة‭ ‬لهذه‭ ‬الحوادث‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناسبة‭ ‬للحد‭ ‬منها‭ ‬وتفادي‭ ‬تكرارها‭.‬

‭ ‬تنويه‭_‬مهم‭:‬

هذا‭ ‬التقرير‭ ‬يعكس‭ ‬تحليلي‭ ‬الشخصي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬خبرتي‭ ‬المتواضعة‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬وتحليلها‭ .. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬إحساسي‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬ووطنيتي‭ ‬ورغبتي‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬الحقائق‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الأصابعة‭.‬

‭ ‬أولًا‭: ‬الفحص‭ ‬الميداني‭ ‬ورصد‭ ‬الغازات‭:‬

تم‭ ‬استخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الغازات‭ ‬لرصد‭ ‬الغازات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭:‬

‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للحرائق‭.‬

‭ ‬المناطق‭ ‬المنخفضة‭.‬

شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

المناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بمواقع‭ ‬الحريق‭ ‬كالمزارع‭ ‬والشوارع‭.‬

  ‬النتائج‭:‬

لم‭ ‬تُسجل‭ ‬أي‭ ‬قراءات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬غازات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنازل‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬تسرب‭ ‬لغازات‭ ‬من‭ ‬باطن‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬تكوّن‭ ‬غازات‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭.‬

‭ ‬ثانياً‭: ‬استبعاد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬التوصيلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والحرائق‭:‬

تم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬العوامل‭ ‬والتوصيلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرائق‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التوصيلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬والأحمال‭ ‬الزائدة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭. ‬

  ‬النتائج‭:‬

لم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬ماس‭ ‬كهربائي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬كهربائي‭ ‬آخر‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تفنيد‭ ‬هذه‭ ‬الاحتمالية‭ ‬أو‭ ‬الفرضية‭ ‬بإندلاع‭ ‬حرائق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬موصلة‭ ‬بالكهرباء‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مصادر‭ ‬كهربائية‭ ‬قريبة‭ ‬منها‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬حادثة‭ ‬احتراق‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬أو‭ ‬التوصيلات‭ ‬الكهربائية‭.‬

  ‬بناءا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إستبعاد‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬للكهرباء‭ ‬أو‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬بهذه‭ ‬الحرائق‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭.‬

  ‬️ثالثاً‭: ‬شهادات‭ ‬الشهود‭ ‬وتحليل‭ ‬طبيعة‭ ‬الحريق‭:‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬قمتُ‭ ‬بمقابلة‭ ‬الشهود‭ ‬العيان‭ ‬وأصحاب‭ ‬المنازل‭ ‬المتضررة‭ ‬وطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬النيران‭ ‬وطريقة‭ ‬اشتعالها‭ ‬وأماكن‭ ‬اندلاعها‭ ‬والمواد‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الاشتعال‭ ‬ووقت‭ ‬حدوثها‭ ‬وهل‭ ‬توجد‭ ‬إصابات‭ ‬بشرية‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬بسيطة‭.‬

  ‬النتائج‭:‬

لم‭ ‬تُسجل‭ ‬أي‭ ‬إصابات‭ ‬بشرية‭ ‬مباشرة‭ ‬نتيجة‭ ‬للحريق‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ .. ‬بإستثناء‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لإختناق‭ ‬بسبب‭ ‬إستنشاق‭ ‬غاز‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬‮«‬Co‮»‬‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الحرائق‭ ‬أثناء‭ ‬محاولات‭ ‬الإطفاء‭ ‬وإخراج‭ ‬بعض‭ ‬الآثاث‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭.‬

اندلعت‭ ‬بعض‭ ‬الحرائق‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬مباشرة‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬كما‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬الصور‭ ‬المرفقة‭.‬

تم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬اشتعال‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا‭  ‬ومواد‭ ‬منزلية‭ ‬مثل‭ ‬فرش‭ ‬الطعام‭ ‬المعروفة‭ ‬بالبخشة‭ ‬وكذلك‭ ‬الشنترو‭ ‬الخاص‭ ‬بالمطابخ‭.‬

اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬الملابس‭ ‬داخل‭ ‬دولاب‭ ‬مغلق‭ ‬دون‭ ‬احتراق‭ ‬الدولاب‭ ‬نفسه‭ ‬وكذلك‭ ‬اشتعلت‭ ‬في‭ ‬وسادة‭ ‬داخل‭ ‬الدولاب‭.‬

أكد‭ ‬الشهود‭ ‬أن‭ ‬ألسنة‭ ‬اللهب‭ ‬ظهرت‭ ‬بشكل‭ ‬دائري‭ ‬ولونها‭ ‬لون‭ ‬النيران‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمتعارف‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬دخان‭ ‬كثيف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬

بعض‭ ‬الآثاث‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إخراجه‭ ‬إلى‭ ‬فناء‭ ‬المنازل‭ ‬اشتعلت‭ ‬فيه‭ ‬النيران‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬إخراجه‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬وابعاده‭ ‬عن‭ ‬أماكن‭ ‬اندلاع‭ ‬الحريق‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الحريق‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭.‬

‭ ‬رُصدت‭ ‬حرائق‭ ‬اندلعت‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬البلاط‭ ‬‮«‬الزلّيز‮»‬‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬اي‭ ‬مواد‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬مثل‭ ‬الآثاث‭ ‬أو‭ ‬الفرش‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬اندلعت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الثاني‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تشتعل‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يُفند‭ ‬وجود‭ ‬تسرب‭ ‬للغاز‭ ‬في‭ ‬المكان‭. ‬

توقيت‭ ‬معظم‭ ‬الحرائق‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬المساء‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬حول‭ ‬طبيعتها‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الصباحية‭.‬

‭ ‬رابعاً‭: ‬التفسير‭ ‬والتحليل‭ ‬الأولي‭:‬

بناءا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬علمي‭ ‬أو‭ ‬تقني‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬غازات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬كهربائية‭.‬

جميع‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬لا‭ ‬توحي‭ ‬بوجود‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬علمي‭ ‬أو‭ ‬تقني‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬غازات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ..‬‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬اشتعلت‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬منها‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬منطقية‭ ‬وبدون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مصدر‭ ‬واضح‭ .. ‬فإن‭ ‬التفسير‭ ‬المنطقي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬يظل‭ ‬غامضا‭ .. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬فرضيات‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬التفسيرات‭ ‬الغير‭ ‬مادية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمردة‭ ‬الجان‭ ‬ولهذا‭ ‬نوصي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬مثل‭ ‬مشايخ‭ ‬برنامج«حصين‮»‬‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬البعد‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ ‬لهذه‭ ‬الحرائق‭.‬

‭ ‬خامساً‭: ‬التوصيات‭ ‬والإجراءات‭ ‬المقترحة‭:‬

المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الغازات‭:‬

يجب‭ ‬وضع‭ ‬أجهزة‭ ‬كشف‭ ‬الغازات‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬وتركها‭ ‬لمدة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬يومين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬مع‭ ‬مراقبة‭ ‬القراءات‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ .. ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬ارتفاع‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬تركيز‭ ‬الغازات‭ ‬وتحليل‭ ‬نتائجه‭.‬

تعزيز‭ ‬المراقبة‭ ‬الأمنية‭ ‬والبصرية‭:‬

تركيب‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬‮«‬بانوراما‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تكررت‭ ‬فيها‭ ‬الحرائق‭ ‬ومراجعة‭ ‬تسجيلات‭ ‬الكاميرات‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬حريق‭ ‬جديد‭ ‬لتحديد‭ ‬الأسباب‭ ‬المباشرة‭ ‬واستبعاد‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬متعمد‭ ‬‮«‬لإستبعاد‭ ‬احتمالية‭ ‬فعل‭ ‬فاعل‮»‬‭.‬

تحليل‭ ‬العينات‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬الحرائق‭:‬

أخذ‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬المواد‭ ‬المحترقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وإجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬مخبرية‭ ‬لمعرفة‭ ‬تركيبها‭ ‬الكيميائي‭ ‬وتحديد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مواد‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرائق‭.‬

تعزيز‭ ‬إجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬والإستجابة‭ ‬السريعة‭:‬

توفير‭ ‬إسطوانات‭ ‬الإطفاء‭ ‬المحمولة‭ ‬والمجرورة‭ ‬لسكان‭ ‬المنطقة‭ ‬لإستخدامها‭ ‬فور‭ ‬اندلاع‭ ‬الحريق‭ ‬لمكافحة‭ ‬الحريق‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬وصول‭ ‬فرق‭ ‬الإطفاء‭ ‬والإنقاذ‭ ‬مع‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬حريق‭ ‬والتواصل‭ ‬الفوري‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬الإطفاء‭ .. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬توفير‭ ‬ممرات‭ ‬ومسارات‭ ‬آمنة‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬اي‭ ‬عراقيل‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬وصول‭ ‬فرق‭ ‬الاستجابة‭ ‬والطوارئ‭ ‬كسيارات‭ ‬الإطفاء‭ ‬والإسعاف‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬الحريق‭.‬

‭ ‬إشراك‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬التحقيقات‭:‬

التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬الطبيعية‭ ‬لمعرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬الفعلية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرائق‭ ‬وإشراك‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬والبحثية‭ ‬لإستكمال‭ ‬التحقيقات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مؤكّدة‭.‬

  ‬ملاحظة‭ ‬مهمة‭:‬

بالرغم‭ ‬أنه‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬150‮»‬‭ ‬منزلا‭  ‬قد‭ ‬تضرروا‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬وهذا‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وانتشارها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المدينة‭ .. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬فإنه‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬تُسجل‭ ‬أي‭ ‬إصابة‭ ‬بشرية‭ ‬واحدة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬بحروق‭ ‬طفيفة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬للحرائق‭ ‬بإستثناء‭ ‬حالات‭ ‬الإختناق‭ ‬بسبب‭ ‬الدخان‭ ‬الكثيف‭ ‬فقط‭ .. ‬عليه‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يثير‭ ‬الإستغراب‭ .. ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬النادر‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬أي‭ ‬إصابات‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬طفيفة‭ ‬بين‭ ‬السكان«عامة‭ ‬الناس‮»‬‭  ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬فرق‭ ‬الإطفاء‭ ‬والمتطوعين‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬

وبالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬أعلاه‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬غرابة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الحرائق‭ ‬اندلعت‭ ‬بشكل‭ ‬حصري‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬المواطنين‭ ‬فقط‭  ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تطال‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬المباني‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأراضي‭ ‬المفتوحة‭ ‬كالمزارع‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وتستدعي‭ ‬تحقيقا‭ ‬دقيقا‭ ‬لكشف‭ ‬ملابساتها‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬الغامضة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الأسباب‭ ‬التقليدية‭ ‬المعروفة‭ .. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬أوصي‭ ‬بأن‭ ‬لجنة‭ ‬‮«‬حصين‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الأقرب‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬واتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لمعرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تتعلق‭ ‬بأمور‭ ‬غيبية‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬حقيقتها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ .. ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬احتمال‭ ‬ارتباطها‭ ‬بمردة‭ ‬الجان‭. ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬ضروري‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬واضح‭ ‬واتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬المناسبة‭ ‬لحماية‭ ‬الأهالي‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭.‬

  ‬الخلاصة‭:‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬جميع‭ ‬التحقيقات‭ ‬وجمع‭ ‬الإستدلالات‭ ‬وشهادات‭ ‬الشهود‭ ‬وتحليل‭ ‬المعطيات‭ ‬العلمية‭ ‬يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬علمي‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الحرائق‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تسرب‭ ‬غازي‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬كهربائية‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فعل‭ ‬فاعل‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬أسبابها‭ ‬الحقيقية‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬‭.. ‬بناءا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أُوصى‭ ‬بمواصلة‭ ‬التحقيقات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬حصين‭ ‬واتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬الممكنة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬بمدينة‭ ‬الأصابعة‭

لم‭ ‬تسجل‭ ‬أي‭ ‬قراءات‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬غازات‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬

اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬الملابس‭ ‬داخل‭ ‬دولاب‭ ‬مغلق‭ ‬دون‭ ‬احتراق‭ ‬الدولاب‭ ‬نفسه‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى