إجتماعيرأي

عواطف الصغير تكتب.. أين حصص الزراعة والخياطة في مدارسنا؟!

بين السطور

عندما كنتُ تلميذةً في مرحلة التعليم الأساسي كنتُ أحب حصة التدبير المنزلي لأنها حصة رائعة وتغير جو المدرسة ويوجد مقرَّرٌ خاص بها ومن حصة التدبير المنزلي حصص أخرى  تسمى الخياطة والتطريز والزراعة وميكانيكا السيارات والنجارة في هذه الحصص نتعلم فيها الخياطة والطبخ والزراعة وأشياء أخرى  والكل يشارك فيها  ولها أهمية لكل تلميذ وتلميذة في المستقبل وكانت كحصة راحة في وسط الأسبوع ومازلت أذكر معلماتي اللاتي كان لهن الفضل فيما  تعلمناه ليومنا هذا وما أكثر الفوائد التي جنيناها في حياتنا اليومية من تعلم تلك الفنون في الصغر إضافة إلى أنها تعد متنفسًا لهم من المواد العلمية الكثيفة، إذ إنها تعمل على تنشيط الذهن لتكسبهم روحًا مرحة، وحتى لا تكون المدرسة مكانا لتلقين العلم فقط من دون تعلم أو إكساب الطلاب أي مهارات قد تفيدهم في حياتهم أكثر من أي مادة علمية يمنح لها وقتاً كبيراً ومنهجا كثيفاً إذا لم تكن المدرسة هي المكان الذي يمكن أن يعد الطلاب وينمي مهاراتهم، فأين يمكنهم أن يتعلموا، خصوصاً أن المنزل لا يساعد على تنمية هذه المهارات بسبب اشتغال الأمهات واعتماد الآباء على العمال في صيانة أي شيء داخل المنزل أو خارجه؟ و لأن هناك طلبة وطالبات قد يكونون غير ناجحين علمياً ولديهم مهارات خاصة في تلك الأنشطة اللاصفية.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم أين هذه الحص؟،  ولماذا لم تعد لها أهمية؟ وأصبح التعليم يركز اهتمامه على المقررات الدراسية واعتبار أن الحصص الترفيهية مضيعة للوقت وأنها غير ذات أهمية فأصبح هناك فراغ لدى الطالب يستعمله في الشغب أو الاعتداء على غيره من الطلاب الضعفاء أو إلى اعتياد الطلاب على عدم تحمل المسؤولية والاتكالية وفقدانهم مهارات الحياة الاجتماعية، وذلك لأن المنزل والمدرسة معا لم يعد فيهما مكان لإكساب الطلاب تلك المهارات، ما يضعف خبرة الطلاب في الحياة الاجتماعية ويحد من وجود الكوادر المبدعة في المهارات الحياتية المختلفة، ولا يعقل أن يكون هناك تكدس في تخصصات معينة من دون وجود كوادر مؤهلة في المجالات الأخرى، فالدولة تحتاج إلى الكوادر المؤهلة في المجالات كافة إلى جانب تخريج طلاب لا يفقهون شيئًا عن الحياة الاجتماعية وهى الشئ الضروري من حياة الإنسان فنصف الوقت نقضيه بالمدرسة والنصف الآخر بمنازلنا وما لم نعد الطفل ولدًا أم بنتًا للحياة المستقبلية لينمو جسده جيدا وتنمو مواهبه المكتشفة مبكرا وتنمو روحه أيضا فيصبح عضو فاعل في المجتمع و لابد من منح الفرصة كاملة وتوفير الوقت الكافي للطلبة والطالبات  لممارسة الأنشطة اللاصفية في المدارس وتنمية المهارات الحياتية لديهم، خصوصاً تلك المتعلقة بالأنشطة المدرسية ، و أن هناك العديد من الكوادر الطلابية تتمتع بمهارات مختلفة ولكنها تحتاج فقط إلى التدريب والتأهيل الفني المطلوب لتنمية مهاراتهم لتصل إلى حد الإبداع في إطارِ برنامجٍ تطويريٍ تربويٍ جديدٍ يعمل على تأهيل المتعلمين والمتعلمات معاً نفسياً واجتماعياً وتربوياً، ويعزز من قدراتهم على مواجهة ظروف الحياة وتطوراتها المختلفة، إن الأنشطة في المدارس مفقودة وغائبة منذ  سنوات ويجب أن تعود الأنشطة المدرسية اللاصفية إلى المدارس وأن يكون هناك متخصصون بكل نشاط على حدة، وزارة التربية والتعليم في النظام السابق أخطأت خطأ كبيراً عندما ألغت هذه الحصص عن المدارس؟ لأن الطلاب يستطيعون من خلالها تطوير مهاراتهم والإبداع فيها ومن ثم الوصول إلى النجاح المنشود على مستوى الأسرة والمجتمع، من دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.                               

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى