
غدامس .. الواقعة في أقصى الجنوب الغربي لليبيا قرب مثلث الحدود مع الجزائر وتونس، مدينة عريقة تحمل بين جدرانها صدى آلاف السنين. يعود تاريخها إلى العصور القديمة، ومرتْ بحضارات متعدَّدة، من الرومان الذين جعلوها محطةً على طرق القوافل التجارية، إلى المسلمين الذين حولوها إلى مركز نشر للعلم والدين.
المدينة القديمة، المبنية من الطين، تعكس عبقرية الإنسان في التكيف مع بيئة الصحراء القاسية؛ حيث تشق شوارعها المتاهة بين أحياء للرجال، وأخرى للنساء، وتبقيها باردة صيفًا، ودافئة شتاءً.
غدامس ليستْ مجرد مدينة، بل شاهد حيّ على تاريخ طويل، وحضارات متعاقبة، وقد أدرجتها منظمة «اليونسكو» ضمن مواقع التراث العالمي عام 1986، اعترافًا بعراقتها وأهميتها المعمارية والثقافية.