فبراير للفبرايرين
صحيفة فبراير هي صوت الثورة العتيدة التي تفجرت في السابع عشر من فبراير2011م وهي لسان حال كل المبادئ والقيم المطالبة بالحرية والتغيير وردم الماضي البغيض بكل معرقلاته وسلبياته وترهاته والتي شدتنا إلى الخلف قرابة نصف قرن، وبغض النظر على سعر رغيف الخبز آن ذاك فيكفي أننا الأمس واليوم مازلنا نعالج في تونس ومصر والأردن وتركيا وغيرها وان ثلثي شوارع المدن رملية وليس بها خدمات وبنى تحتية والتعليم متفش به الغش ومعشعش في عقول أغلب الموظفين التلاعب والفساد مستشر بين أغلب الساسة والقيادات والموظفين .
اليوم ينتهز الفرص كثير من الأقلام الصحافية التي قد لا تؤمن بثورة فبراير وتعدها مسرحية كوميدية سوداء وكما يقال نكبة من قبلهم ولكن يستغلون صمت أغلب الأقلام التي قد تمسك العصا من المنتصف بدعوى الحياد وتتعاطى مع واقع الحال وما يحدث اليوم بسلبية مفرطة فيتقدمون زوايا صفحات فبراير التي ترى النور أسبوعيا حاليا بمقالات عناوينها جيدة ولكن تعج بالغمز واللمز في الثورة وظروفها وثوارها وتحن للماضي البغيض أحيانا ببعض المقارنات .
الكثيرون اليوم يعيبون على الشعب مطالبته بتطبيق السبل الديمقراطية ليس من باب الوازع الديني ولكن من حيث أنها لا تصلح حاليا والشعب الليبي ما يزال غير مؤهل لها وكأنه يمجد حكم الديكتاتورية كبديل مناسب .
الذي يمر في قراءته للمقال الصحفي بشكل عابر قد لا يكتشف الألغام الواضحة التي يضع فيها الكاتب دبابيس هواه حتى يسيل حبره منها وينزف بتأن رهيب غمزاته التي تلحق الأذى بالثورة بنهج فكري تصادمي كالذي لم يعجبه تطبيق الشريعة وإلغاء أحكام وقوانين فرضت بمقولات وترهات القائد الأوحد ويتصيد في ماء عكر بضخ عبارات مدسوسة إرضاءً للعنصر النسائي أو تصب في مصالح العدو المنقلب على الشرعية مثلا .
رغم عدم توفر صحف إلا أن رئاسة الهيئة العامة للصحافة أنشأت صحيفة (الصباح) الصادرة يوميا والتي قد يعبر فيها الكل عن رأيه دون مواربة أو إعتراض وتمكن من الجميع أن يمتشق قلمه ويسرج خيله فيها كما شاء وحرية الرأي مكفولة له تماما وفق المعمول به في السلطة الرابعة عالميا.
الله يقبل التوبة من عباده وثورة فبراير ما هي الا إنتفاضة الحق والعدالة والرحمة والإنسانية وسيادة القانون والحضارة المدنية فالثوار لم ينجروا للإنتقام والتشفي والقصاص من الذين طبلوا وزمروا وقادوا عمليات القتل والإعدام وزجوا الآلف في السجون وأغتصبوا حقوق وعقارات الناس ومنهم مازال حتى الآن يسكن فيها دون تصد لأحد بسوء وينتظرون القانون والعدالة للقصاص وإنزال العقوبات وإعادة الحقوق لأصحابها ، فمن يأنس في نفسه رمي أحقاد وفتن الماضي البغيض ويتقدم للتعبير عن الحرية والعدالة والفساد بنقد بناء وليس بمعول هدم فمرحبا به في صحيفة الجميع والجموع الثائرة أو من يرى غير ذلك ويعتقد أنه سيحقق أهداف مزج السم بالعسل وتقديمه للقارئ فهو واهم ويمكن تعريته وكشف القناع عن وجهه ويسقط في هاوية النفاق والوهم فرد الفائت محال فليبق ببيته متقاعدا ويكف أذاه عنا وثورة فبراير باقية وتتمدد مع مخاض الربيع العربي في الجزائر والسودان والعراق ولبنان وغيرها وأن غدا لناضره لقريب.
■ محمد بن زيتون