غالبية شريحة الشباب تنجذب لدافع جني المال قبل حتى استكمال دراستهم بعد سيطرة ثقافة الإنفتاح والتريند والمقارنة بالغير..وعجز الأسرة عن ملاحقة متطلباتهم في عالم اصبحت فيه الكماليات ضروريات..فالشواهد تشير إلى بداية دخول الطلاب سوق العمل الخاص والخفيف مثل تقديم الخدمات..مما قلل نوعا ما من العبء على أولياء الأمور..كما اكسبهم شعورا بالحرية والاستقلالية والاطمئنان وعلى الأقل مصروف جيب..ولما لا تجنب محدودية عوائد الوظيفة مستقبلا فقد أظهرت الاتجاهات الأخيرة
إن الأمن الوظيفي قد يكون غير مؤكد في ظل حدوث حالات ركود كل سبع سنوات تقريبا..وعدم قدرة الدولة أصلا على إنجاز التعيين وسداد الرواتب..فالشركات الكبرى الغنية نفسها قامت بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين مثل أمازون وسيلزفورس وفيسبوك..فما بالك في ظل العدد الهائل من الموظفين في المؤسسات العامة ورصد لهم ميزانية ضخمة..كما أن عمل الشاب يجعل منه خبيرا في إيجاد مصادر دخل جديدة بإستمرار..ويعد هذا وقاية اقتصادية ترفع القدرة على الإدخار والإستثمار وامتلاك رأسمال مناسب لبناء مستقبل الفرد..بدلا من القلق بشأن قادم مجهول ماديا وغامض استقرارا..وذلك يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه..والمعنى أن بناء ثقافة مجتمعية اقتصادية ينتج عنه دعم مسار التنمية المستدامة..وكل ماسبق يصب في إتجاه مواجهة العصر بأدوات وآليات جديدة..ويظل دائمًا رأس المال الإقتصادي هو الأسرة..رغم أن مايقرب من ربع الأسر في الدول الكبرى تكون متعثرة ماليا لإعتمادها على دخل واحد..لكن تظل هي صمام الأمان عندما يعمل جل أفرادها..كذلك هناك توجه لإستغلال فرص عمل من المنزل الوطن الأول..وبإسقاط إقتصاد الفرد والأسرة على إقتصاد الدولة نجد ان هناك فرق بين ضخامة الدخل وتعدد مصادره..أي إيرادات النفط وتنويع اقتصاده..حيث يؤكد خبراء أن تنويع الدخل يمنح ضمانا أكبر من امتلاك مصدر واحد مهدد بالإنقطاع في أي وقت..وربما كمقاربة نجد مديرو الشركات والموظفون الكبار يستلمون رواتب ضخمة لكن رجال الأعمال وصغار التجار يملكون مصادر دخل متعددة..فإما أن يصبح المرء عاطلا عن العمل بعد وقوعه في ورطة حقيقية حين يخسر فجأة راتبه الوحيد..ويفقد الآخر أكبر دخل لديه لكنه لايزال يملك مصادر موازية فضلا عن خبرته في تكرار العملية وإيجاد إيرادات جديدة..فكلما تعددت المصادر ارتفع احتمال نجاح أحدها..إذن الإعتماد على مصدر دخل واحد ماهو إلا فخ..وخاصة في ظل مناخ اقتصادي غير مضمون..في حين إن مصادر الدخل المتعددة يمكن أن توفر شبكة أمان..مما يقلل من خطر الصعوبات المالية إذا تم المساس بمصدر واحد..أي كمن يضع كل البيض في سلة واحدة..ويظل تنوع المصادر هو احتواء للإقتصاد المعاصر متعدد الأقطاب..مثلما هي التكتلات والتجمعات والثنائيات القارية والإقليمية..حيث كل طرف يساهم بما عنده..تماما مثل إيداع المواطنين لتبرعات لصالح حساب مصرفي يتبع مستشفى خيري وغير ذلك..فقد ذهب إلى غير رجعة الإقتصاد المحلي ذو القطب الواحد..مثل انسحاب الكاش أمام السحب ببطاقة الرصيد..