رصد

فعاليات نافذة .. أم ترف وســـط الأزمات ؟؟!!

حميدة سالم عبير المحجوب نادية البطني

المواطن‭ ‬يتساءل‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬نافذة‭ ‬أمل‭ ‬أم‭ ‬ترفٌ‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬له‭ ‬وسط‭ ‬الأزمات؟

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬والجوائز‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬لامعة‭ ‬ومضامين‭ ‬متنوعة،‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬إلى‭ ‬مسابقات‭ ‬جمال‭ ‬وملتقيات‭ ‬شبابية‭.‬

ظاهريًا،‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬طبيعيًا‭ ‬ومطلوبًا‭ ‬لإحياء‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬لكن‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الظهور‭ ‬المتسارع‭ ‬تتولد‭ ‬أسئلة‭ ‬صريحة‭ .‬

ما‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات؟

ما‭ ‬الهدف‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬إقامتها؟

ولماذا‭ ‬يتكرر‭ ‬وصف‭ ‬كل‭ ‬حدث‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الأول‮»‬‭ ‬وكأن‭ ‬ليبيا‭ ‬كانت‭ ‬صحراء‭ ‬ثقافية؟

بين‭ ‬مؤيد‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬نافذة‭ ‬أمل‭ ‬تعيد‭ ‬الحياة‭ ‬لليبيين،‭ ‬ومعارض‭ ‬يعتبرها‭ ‬ترفًا‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬منقسم،‭ ‬لكنه‭ ‬يلتقي‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬أساسية

‭ ‬ليبيا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الفرح‮…‬‭ ‬لكن‭ ‬بميزان‭ ‬يضع‭ ‬الأهداف‭ ‬والمعايير‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭.‬

بداية‭ ‬كان‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ :‬صلاح‭ ‬الجرماوي‭ ‬رئيس‭ ‬جائزة‭ ‬المرأة‭ ‬الملهمة‭ ‬

‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬ما‭ ‬الهدف‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمسابقات،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬داعمًا‭ ‬للسياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬ليبيا؟

جائزة‭ ‬المرأة‭ ‬الملهمة‭ ‬ليست‭ ‬مهرجانًا‭ ‬أو‭ ‬مسابقة‭ ‬بالمعنى‭ ‬التقليدي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬أعمق‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القدوة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭. ‬فقد‭ ‬أُنشئت‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نساء‭ ‬قدمن‭ ‬إسهامات‭ ‬ملموسة‭ ‬وأثرًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬الصحة‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية،‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتطوعي،‭ ‬الفن‭ ‬والإعلام،‭ ‬ليصبحن‭ ‬نماذج‭ ‬يُحتذى‭ ‬بها‭.‬

لقد‭ ‬عانى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬القدوة‭ ‬الصالحة،‭ ‬مما‭ ‬ترك‭ ‬فراغًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬استُغل‭ ‬بتأثيرات‭ ‬خارجية‭ ‬متباينة‭ ‬توجه‭ ‬فكره‭ ‬وسلوكه‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الجائزة‭ ‬لتكون‭ ‬منصة‭ ‬تبرز‭ ‬المتميزات‭ ‬والمؤهلات‭ ‬للقيادة‭ ‬والإلهام،‭ ‬والاعتبار‭ ‬بالنماذج‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُحدث‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

واختيار‭ ‬المرأة‭ ‬تحديدًا‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬عابرًا،‭ ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬بناء‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭. ‬ووجودها‭ ‬كقدوة‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬أم‭ ‬مربية،‭ ‬وزوجة‭ ‬صالحة،‭ ‬وابنة‭ ‬بارة،‭ ‬وزميلة‭ ‬متعاونة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬وتماسكه‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬تُسهم‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالإنجاز،‭ ‬وتعكس‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬مشرفة‭ ‬عن‭ ‬ليبيا‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى،‭ ‬بحضور‭ ‬شخصيات‭ ‬رسمية‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬وعالمية،‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الصورة‭ ‬العامة،‭ ‬ويعكس‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن،‭ ‬ويضع‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الفعاليات‭ ‬ذات‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬والتنموي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

ما‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬الاختيار،‭ ‬وما‭ ‬مدى‭ ‬شفافية‭ ‬ذلك؟

المعيار‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاختيار‭ ‬المرأة‭ ‬الملهمة‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الترشيح،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تبدأ‭ ‬عملية‭ ‬الفرز‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬دقيقة‭ ‬وشفافة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تصفية‭ ‬الملفات‭ ‬بواسطة‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬لاختيار‭ ‬أفضل‭ ‬50‭ ‬مرشحة‭.‬

يتم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المرشحات‭ ‬لتأكيد‭ ‬مشاركتهن،‭ ‬وبعدها‭ ‬تنتقل‭ ‬الملفات‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التحكيم‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تُرمّز‭ ‬السير‭ ‬الذاتية‭ ‬بأرقام‭ ‬تسلسلية‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬الأسماء‭ ‬لضمان‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الموضوعية‭.‬

تقوم‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬بدراسة‭ ‬الملفات‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬صارمة‭ ‬تشمل‭ ‬حجم‭ ‬الإنجاز،‭ ‬عمق‭ ‬الأثر‭ ‬المجتمعي،‭ ‬مدة‭ ‬العطاء،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الإلهام‭. ‬وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬النهائية‭ ‬تُجرى‭ ‬مقابلات‭ ‬شخصية‭ ‬مع‭ ‬المرشحات‭ ‬الأبرز‭ ‬لتكوين‭ ‬صورة‭ ‬متكاملة‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭. ‬وتُعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بمثابة‭ ‬الفلترة‭ ‬الحاسمة‭ ‬لاختيار‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬تأثيرها‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ادعاء‭ ‬أو‭ ‬نشاط‭ ‬اجتماعي‭ ‬عابر،‭ ‬بل‭ ‬إنجازات‭ ‬حقيقية‭ ‬وموثوقة‭ ‬تركت‭ ‬أثرًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬واضحًا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬أو‭ ‬لوائح‭ ‬تضمن‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المسابقات‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬أو‭ ‬ترويج‭ ‬تجاري؟

جائزة‭ ‬المرأة‭ ‬الملهمة‭ ‬جائزة‭ ‬لصناعة‭ ‬القدوة‭ ‬النسائية،‭ ‬وهي‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قيمة‭ ‬تجارية‭. ‬فالجائزة‭ ‬مسجلة‭ ‬كملكية‭ ‬فكرية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتنمية‭ ‬المعرفية،‭ ‬وتحظى‭ ‬بدعم‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬وعدة‭ ‬جهات‭ ‬وطنية‭.‬

رسالتها‭ ‬تنموية‭ ‬وثقافية‭ ‬خالصة،‭ ‬وكل‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬يوجه‭ ‬فقط‭ ‬لتغطية‭ ‬نفقات‭ ‬التنظيم‭ ‬والإعلام‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭.‬

ما‭ ‬ردكم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يوجه‭ ‬لهذه‭ ‬البرامج‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬مجتمعية‭ ‬ووصفها‭ ‬بالتغريب‭ ‬والخروج‭ ‬عن‭ ‬معايير‭ ‬وقيم‭ ‬مجتمعنا؟

جائزة‭ ‬المرأة‭ ‬الملهمة‭ ‬جائزة‭ ‬وطنية‭ ‬صُممت‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬قيمنا‭ ‬الليبية‭ ‬والإسلامية‭. ‬فالإسلام‭ ‬كرم‭ ‬المرأة‭ ‬وأعلى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬وجعلها‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬استُلهم‭ ‬الرمز‭ ‬التكريمي‭ ‬للجائزة‭ ‬من‭ ‬‮«‬خناق‭ ‬المجارات‮»‬‭ ‬في‭ ‬الزي‭ ‬التقليدي‭ ‬الليبي،‭ ‬كدلالة‭ ‬على‭ ‬أصالة‭ ‬الهوية‭ ‬المحلية‭.‬

الجائزة‭ ‬تتناول‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬ومعتمدة،‭ ‬وهي‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬الصحة‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية،‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتطوعي،‭ ‬المجال‭ ‬العملي‭ ‬والمهني‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفنون‭ ‬والإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وبهذا‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬بعينها،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬النساء‭ ‬الليبيات‭ ‬اللواتي‭ ‬قدمن‭ ‬أثرًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬في‭ ‬بيئاتهن‭ ‬المختلفة‭.‬

وعليه،‭ ‬فالجائزة‭ ‬ليست‭ ‬تغريبًا‭ ‬ولا‭ ‬خروجًا‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬هي‭ ‬تعزيز‭ ‬لصورة‭ ‬المرأة‭ ‬القدوة‭ ‬الليبية،‭ ‬وتوثيق‭ ‬لقصص‭ ‬نجاح‭ ‬نفتخر‭ ‬بها‭ ‬جميعًا،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالهوية‭ ‬الوطنية‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬رقابة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات؟

بالتأكيد‭. ‬فمنذ‭ ‬انطلاقها،‭ ‬تتم‭ ‬الجائزة‭ ‬برعاية‭ ‬وإشراف‭ ‬رسمي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬راعيًا‭ ‬شرفيًا‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬نسختها‭ ‬الأولى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬حكومية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭.‬

هذا‭ ‬يعكس‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬تُختتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وطني‭ ‬منظم‭ ‬وتحت‭ ‬متابعة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬شفافيتها‭ ‬وتوافقها‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬والقيم‭ ‬المجتمعية‭.‬

ولاء‭ ‬سامي‭  ‬رئيسة‭ ‬مهرجان‭ ‬الجمال‭ ‬العربي‭ ‬بمصر

تنظيم‭ ‬مهرجان‭ ‬أو‭ ‬مسابقة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬إيماننا‭ ‬العميق‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬الأزمات‭. ‬نؤمن‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬والجمال‭ ‬والثقافة‭ ‬أدوات‭ ‬أساسية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الضغوط‭ ‬وصناعة‭ ‬الأمل‭. ‬هدفنا‭ ‬ليس‭ ‬الترفيه‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إبراز‭ ‬الوجه‭ ‬الحقيقي‭ ‬لليبيا‭ ‬وإيصال‭ ‬رسالة‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬رغم‭ ‬الصعاب،‭ ‬مع‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والشباب‭ ‬ومنحهم‭ ‬منصة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مواهبهم‭.‬

حنان‭ ‬الطيب‭  ‬مدير‭ ‬دار‭ ‬الحنان‭ ‬لرعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬وعضو‭ ‬مستشار‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية

كانت‭ ‬مشاركتي‭ ‬تشجيعًا‭ ‬للسيدة‭ ‬ولاء،‭ ‬كسيدة‭ ‬طموحة‭ ‬تسعى‭ ‬لإبراز‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬وتمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬بأبهى‭ ‬صورة‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬عن‭ ‬‭. ‬الزي‭ ‬الليبي‭ ‬له‭ ‬هيبته‭ ‬الخاصة‭ ‬وأياً‭ ‬كان‭ ‬مكان‭ ‬عرضه‭ ‬يظل‭ ‬أكثر‭ ‬انسجامًا‭ ‬مع‭ ‬هويتنا‭. ‬لكن‭ ‬مجتمعنا‭ ‬يرفض‭ ‬الجديد‭ ‬ويحب‭ ‬النقد‭ ‬والإشاعات،‭ ‬وهذا‭ ‬سلوك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬حتى‭ ‬نرتقي‭ ‬وندعم‭ ‬كل‭ ‬مبادرة‭ ‬إيجابية‭ .‬

أمل‭ ‬الصمود‭  ‬خبير‭ ‬تجميل‭ ‬محترفة‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الجمال‭ ‬العربي

المشاركة‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬تجربة‭ ‬تحمل‭ ‬طابعًا‭ ‬مزدوجًا‭: ‬تعزز‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬وتفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬انتقادات‭ ‬مجتمعية‭. ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استغلال‭ ‬التجربة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬شخصية‭ ‬دون‭ ‬الخضوع‭ ‬للوصم‭. ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬تُوجَّه‭ ‬المسابقات‭ ‬لمعايير‭ ‬الإبداع‭ ‬والمحتوى،‭ ‬لا‭ ‬المظهر‭ ‬فقط‭.‬‮»‬

سامية‭ ‬ميلاد‭ ‬الصديق‭  ‬هير‭ ‬ستايل‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجانات‭ ‬سابقة

لم‭ ‬تكن‭ ‬مشاركتي‭ ‬مجرد‭ ‬تجربة‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬خطوة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬طموحي‭ ‬لفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬شخصيًا‭ ‬ومهنيًا‭. ‬أي‭ ‬مبادرة‭ ‬للتجديد‭ ‬ستواجه‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬بدايتها،‭ ‬لكنني‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬الرسالة‭ ‬الإيجابية‭: ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬بثقة‭ ‬وتمثيل‭ ‬صورتها‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬القوالب‭ ‬التقليدية‭.‬

منى‭ ‬بوعزة‭  ‬مستشارة‭ ‬أسرية

كنت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬ضيفة‭ ‬على‭ ‬المؤتمر‭ ‬السنوي‭ ‬الأول‭ ‬للإعلام‭ ‬العربي،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬أزور‭ ‬مدينة‭ ‬بنغازي‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬مترددة،‭ ‬لكنني‭ ‬قررت‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬التردد،‭ ‬فالوطن‭ ‬واحد‭. ‬بمجرد‭ ‬وصولي‭ ‬شعرت‭ ‬بترحيب‭ ‬ومحبة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬بنغازي،‭ ‬وكان‭ ‬التنظيم‭ ‬احترافيًا‭ ‬من‭ ‬التذاكر‭ ‬وحتى‭ ‬الاستقبال‭.‬

المؤتمر،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى،‭ ‬كان‭ ‬ناجحًا‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬والأخطاء‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬وتنظيمية‭ ‬فقط‭. ‬الأجواء‭ ‬كانت‭ ‬مبهرة‭ ‬بحضور‭ ‬شخصيات‭ ‬إعلامية‭ ‬عربية‭ ‬وليبية،‭ ‬وشجعني‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمؤتمرات،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتكرر‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬جميعًا‭ ‬قلبًا‭ ‬واحدًا‭.‬

لدينا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬أمثلة‭ ‬ناجحة‭ ‬مثل‭ ‬أيام‭ ‬طرابلس‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حدثًا‭ ‬رائعًا‭ ‬ترك‭ ‬أصداء‭ ‬جميلة،‭ ‬وإذا‭ ‬استمررنا‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬سنصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬احترافي‭ ‬يليق‭ ‬بنا‭ ‬وبطموحاتنا‭.‬‮»‬

‭ ‬رأي‭ ‬إعلامي

الإعلامية‭ ‬القديرة‭ ‬نعيمة‭ ‬الطاهر

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬صرنا‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بظهور‭ ‬فعاليات‭ ‬عديدة‭ ‬تحمل‭ ‬مسميات‭ ‬شتى‭. ‬كنت‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬أتساءل‭: ‬ما‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تُقام‭ ‬عليها؟‭ ‬ما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬بعثها؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يتم‭ ‬وصف‭ ‬كل‭ ‬حدث‭ ‬بأنه‭ ‬الأول‭ ‬وكأن‭ ‬ليبيا‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬نشاطًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬من‭ ‬قبل؟

ما‭ ‬يؤلم‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يعتنق‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الدونية‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬غيرنا،‭ ‬وينبهر‭ ‬بالآخر‭ ‬دون‭ ‬الاعتداد‭ ‬بشخصيتنا‭ ‬الليبية‭ ‬الغنية‭ ‬بالحضارة‭ ‬والإنجازات‭.‬

قبل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬المهرجانات‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬تخطيط‭ ‬مسبق‭ ‬يشمل‭ ‬الهدف،‭ ‬والتسمية،‭ ‬والمستهدفين،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬المحتوى‭ ‬مكرراً‭. ‬علينا‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بهويتنا‭ ‬الليبية‭ ‬وتقديم‭ ‬أنفسنا‭ ‬للعا‭ ‬م‭ ‬بصورة‭ ‬صحيحة‭ ‬وواضحة‭ ‬تؤكد‭ ‬إرثنا‭ ‬الحضاري‭. ‬مالم‭ ‬نعتز‭ ‬بموروثنا‭ ‬ونقدم‭ ‬أنفسنا‭ ‬بثقة،‭ ‬لن‭ ‬يرانا‭ ‬الآخر‭ ‬ولن‭ ‬نستطيع‭ ‬صناعة‭ ‬الاختلاف‭.‬

د‭. ‬سالم‭ ‬الدرسي‭  ‬أختصاصي‭ ‬علم‭ ‬اجتماع

المهرجانات‭ ‬حاجة‭ ‬اجتماعية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رفاهية‭. ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بأزمات‭ ‬تحتاج‭ ‬لفضاءات‭ ‬فرح‭ ‬وتواصل،‭ ‬لكن‭ ‬الخطر‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأهداف‭ ‬الواضحة‭ ‬والرقابة،‭ ‬مما‭ ‬يحولها‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬مظاهر‭ ‬بلا‭ ‬مضمون‭ ‬وهدا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المجتمع‭ ‬ينتقد‭ ‬وبشدة‭ .‬

د‭. ‬نجلاء‭ ‬الشيباني‭  ‬أختصاصية‭ ‬نفسية

الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والمهرجانات‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬الجماعي،‭ ‬وتعيد‭ ‬للناس‭ ‬شعورهم‭ ‬بالحياة‭ ‬الطبيعية‭. ‬لكن‭ ‬التنظيم‭ ‬السيئ‭ ‬أو‭ ‬الأهداف‭ ‬التجارية‭ ‬قد‭ ‬يحولها‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬استياء‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬دعم‭ ‬معنوي‭.‬

الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الأصفر‭-‬محاضر‭ ‬واستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬بالجامعات‭ ‬الليبية

قال‭ ‬،نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬تعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬،تعاني‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭ ‬السياسية‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا‭ ‬شمال‭ ‬وجنوبا‭ ‬هناك‭ ‬الكثير،من‭ ‬القضايا‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬منها،‭ ‬إعلامنا‭ ‬المحلي‭ ‬المقسم‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مزدوجة‭ ‬برامج‭ ‬مختلفة‭ ‬خبر‭ ‬إيجابيي‭ ‬إذاعة‭ ‬بالشرق‭ ‬لاتسمع‭ ‬عنه‭ ‬بالغرب،‭ ‬والعكس‭ ‬،للأسف‭ ‬كان‭ ‬بودنا‭ ‬أن‭ ‬نعالج‭ ‬إعلامنا‭ ‬المحلي‭ ‬أي‭ ‬شي،الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬منهار‭ ‬ومنتهي‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬صهيونية،‭ ‬فشل‭ ‬أمامها‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬وغير‭ ‬محتاجين‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الضعف‭ ‬للإعلام‭ ‬لسنا‭ ‬محتاجين‭ ‬أن‭ ‬نبذل‭ ‬جهدا‭ ‬كبير‭ ‬وأن‭ ‬نصرف‭ ‬المال‭ ‬كان‭ ‬الأجدر‭ ‬بنا‭ ‬ان‭ ‬نعالج‭ ‬إعلامنا‭ ‬الوطني‭ ‬وان‭ ‬نعالج‭ ‬التشظي‭ ‬الموجود‭ ‬داخل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الان‭ ‬،غياب‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬ان‭ ‬نركز‭ ‬عليها‭ ‬وان‭ ‬نسعي‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬حكوماتنا‭ ‬والقضاء‭ ‬علي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬لعل‭ ‬اهمها‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬،إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬ان‭  ‬لهذه‭  ‬الملتقيات‭ ‬بعض‭ ‬الايجابيات‭ ‬كأن‭ ‬يلتقي‭ ‬الاعلاميون‭ ‬والصحفيون‭ ‬والمدونون‭  ‬شي،ايجابي‭ ‬فعلا‭  ‬يكفي‭ ‬انهم‭ ‬عرفوا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬وهناك‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬وسياحة‭ ‬وعمران‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينسينا‭ ‬أولويات‭ ‬إعلامنا‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬بحاجة‭ ‬الي‭ ‬مؤتمرات‭ ‬محلية‭ ‬هدفها‭ ‬لملمة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬من‭ ‬شتات‭ ‬فالوطن‭ ‬اهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭.‬

الاستاذ‭ ‬نورالدين‭ ‬علي‭ ‬،محامي‭ ‬ورجل‭ ‬قانون‭ ‬قال‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قوانين‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬مخصص‭ ‬لتنظيم«المهرجانات‭ ‬الليبية‮»‬‭ ‬كحدث‭ ‬تقافي‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬بل‭ ‬تخضع‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬للقوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬الشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وتعتمد‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المهرجانات‭ ‬علي‭ ‬قوانين‭ ‬الهيئات‭ ‬الثقافي‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬والهيكل‭ ‬التنظيمي‭ ‬لها‭ ‬،وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬تحديد‭ ‬مسؤوليه‭ ‬الإشراف‭ ‬علي‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية،‭ ‬والاقتراح‭ ‬السنوي‭ ‬لجدولتها‭ ‬وتنسيقها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الأخري،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لاوجود‭ ‬لتجاوزات‭ ‬طالما‭ ‬ان‭ ‬هكذا‭ ‬مهرجانات‭ ‬تنظمها‭ ‬وزاره‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬وفق‭ ‬لائحة‭ ‬معينة‭.‬

ابو‭ ‬عبيدة‭ ‬لبيب‭-‬اعلامي‭ ‬ومدرب‭ ‬تصوير‭ ‬قسم‭ ‬الموضوع‭ ‬الي‭ ‬جانبين‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬الي‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬زاويتيه‭:‬

الصورة‭ ‬الايجابية‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬المهرجانات‭ ‬‮«‬سواءا‭ ‬كانت‭ ‬فنية‭ ‬،تقافية،أو‭ ‬سياحية‭ ‬‮«‬تمنح‭ ‬انطباعا‭ ‬بأن‭ ‬ليبيا‭ ‬بلد‭ ‬حي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الفعاليات‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تسلم‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬والتعريف‭ ‬به‭ ‬محليا‭ ‬ودوليا‭ ‬،إذا‭ ‬نظمت‭ ‬باحترافية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬لجذب‭ ‬السياحة‭ ‬التقافية‭ ‬وهي‭ ‬اهم‭ ‬أنواع‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬حاليا،‭ ‬كما‭ ‬انها‭ ‬تشجع‭ ‬علي‭ ‬التنوع‭ ‬التقافي‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬والانفتاح‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم،‭ ‬ومما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬ان‭ ‬الانتقادات‭ ‬دائما‭ ‬ماتزال‭ ‬المنظمين‭ ‬منها‭ ‬ان‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬تعتبر‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأمنية‭ ‬مما‭ ‬يولد‭ ‬انتقادات‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الأولويات‭ ‬‮«‬غير،صحيحة‭ ‬،وفي‭ ‬احيان‭ ‬كثيرة‭ ‬غياب‭ ‬التنظيم‭ ‬الجيد‭ ‬أو‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية‭ ‬يجعل‭ ‬بعض‭ ‬المهرجانات‭ ‬تبدو‭ ‬وكأنها‭ ‬‮«‬استعراض‭ ‬شكلي‮»‬اكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬مشروعا‭ ‬ثقافيا‭ ‬وسياحيا‭ ‬متكاملا،‭ ‬أيضا‭ ‬اتارته‭ ‬لحساسية‭ ‬اجتماعية‭ ‬إذا‭ ‬تضمنت‭ ‬مايعتبر‭ ‬مخالفا‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬أو‭ ‬لاينسجم‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬المحلية‭ ‬إذا‭ ‬خلاصة‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬المهرجانات‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬إيجابية‭ ‬لرفع‭ ‬قيمة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ ‬الليبية‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الليبية‭ ‬ومتصلة‭ ‬بتراث‭ ‬وموروث‭ ‬ليبي‭ ‬اصيل،ومنظمة‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي‭ ‬ومدعومة‭ ‬برؤية‭ ‬تنموية‭ ‬طويلة‭ ‬المدي،وان‭ ‬تراعي‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للناس،‭ ‬فلا‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬العرض‭ ‬المهرجانات‭ ‬ومعاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬اليومية‭.‬

نحتاج‭ ‬الفرح‭ ‬لكن‭ ‬بميزان‭ ‬يضع‭ ‬المعايير‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى