
في جلسة حوارية بعنوان ” دور الصحافة في مواجهة خطاب الكراهية و تعزيز الاستقرار في ليبيا ” أقيمت صباح السبت بمقر الهيئة العامة للصحافة وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو بمشاركة مهمة من مكتب الإعلام لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا وبحضور السيدة هانا سيروا تيتة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والسيد عبدالرزاق الداهش رئيس المؤسسة الوطنية للإعلام و الهيئة العامة للصحافة ومشاركة روؤساء ومدراء تحرير الصحف والمجلات التابعة للهيئة ومنصاتها الإلكترونية وعدد من الصحفيين التابعين لمختلف المؤسسات و وكالات الأنباء والمواقع الالكترونية المحلية…
في مستهل كلمتها قالت السيدة تيتة ” أتقدم بخالص التهاني إلى جميع الصحفيين الليبيين نساءً ورجالًا الذين يسعون جاهدين للتمسك بقيم النزاهة الصحفية في ظروف صعبة، بما في ذلك الاستقطاب السياسي والرقابة والمخاوف الأمنية والإهمال المزمن لهذا القطاع. لقد كان النضال من أجل حرية الصحافة الحقيقية طويلًا زميلتكم الراحلة خديجة الجهمي، التي كرمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مؤخرًا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الليبية، كانت تتحدث علنًا ضد هذه التحديات منذ ستينيات القرن الماضي. إن صمودكم يلهمنا بشدة…
و تطرقت في حديثها إلى الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في تهيئة بيئة مواتية لتوحيد البلاد ومؤسساتها وإرساء الاستقرار والازدهار فيها في ظل حساسية الوقت والظروف التي تمر بها ليبيا..
كما عرجت في كلمتها على عديد المواضيع التي تعنى بالشأن الصحفي والاعلامي وتصب في صالح المواطن منها الصحافة الاستقصائية والتقارير الشفافة و دورًها الحاسم في محاسبة الجهات السياسية من خلال تسليط الضوء على الفساد والظلم وسوء المعاملة، و عن دور وسائل الإعلام و قدرتها أن تساعد في بناء و استعادة ثقة الجمهور في بلد لا يزال فيه الحكم مجزأ والعديد من المؤسسات معطلة….
كما شددت على ضرورة أن تكون الصحافة قوية لمكافحة التهديد المتزايد للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية والتحريض والذكاء الاصطناعي الذي اصبح يشكل خطرا في حال استخدامه بشكل غير مسؤل أو سيء..
في ختام كلمتها أعلنت السيدة هانا تيتة أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستطلق يوم 7 مايو برنامجًا جديدًا للتطوير المهني للعاملين في وسائل الإعلام والطلاب، والذي سيشمل ورش عمل وندوات عبر الإنترنت منتظمة للمساعدة في بناء المهارات في التحقق الرقمي من الحقائق والتقارير الاستقصائية وتقارير النزاعات وغير ذلك الكثير. ستكون المناقشات الأولى حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الجوانب السياسية واستخدام الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار….
ليفتح بعد هذه الكلمة السيد علي الهلالي الذي أدار الجلسة الباب للمداخلات والنقاش بين الصحفيين والمبعوثة الأممية في محاور مختلفة منها…
كيف يمكن للإعلام أن يسهم في ردم الهوة و تمتين الثقة بين الفرقاء الليبيين.
التحديات الخفية التي تواجه الاعلام وكيف يمكن للأمم المتحدة أن تسهم في دعمه ومجابهة خطاب الكراهية وتفشي المعلومات المضللة..
ليتدخل عدد من الصحفيين والكتاب بطرح أفكارهم و روءاهم لمستقبل العمل الصحفي والاعلامي في ليبيا ومواضيع أخرى ذات سياق متصل بمهام البعثة في ليبيا وتعاطيها حيال بعض القضايا الشائكة والحساسة، لينتهي النقاش بتوصيات عرضها مدير الإعلام و الاتصال في البعثة د. محمد الأسعدي فكانت حوصلتها أن أعرب الصحفيون الحاضرون عن تقديرهم العميق للمبادرات التي تقوم بها البعثة لمكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة الذي ستشرى في الفضاء العام الليبي، شدد الصحفيون على أهمية تعزيز قنوات التواصل وتوسيع نطاقها ليشمل كافة ربوع البلاد، مؤكدين على ضرورة استمرار هذه الحملة وتكثيفها لما لها من أثر إيجابي…
وفي سياق متصل، دعا الصحفيون البعثة الأممية إلى القيام بدور فاعل في دعم حق جميع العاملين في مجال الإعلام في الوصول إلى المعلومات دون أي تمييز أو قيود كما طالبوا البعثة بالوقوف صفاً واحداً مع مطالبهم المشروعة الداعية إلى إلغاء المواد العقابية المجحفة في قانون العقوبات الليبي، والتي تقوض حرية الصحافة وتعيق أداء مهام الصحفيين
كما أكد الصحفيون على الحاجة الملحة لتفعيل آليات واضحة وفعالة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق الصحفيين مشددين على أهمية مكافحة الإفلات من العقاب لضمان تهيئة بيئة عمل آمنة وعادلة…
ودعوا إلى تبني مدونة السلوك المهني لكافة العاملين في القطاع الإعلامي…
و جدد الصحفيون مطالبتهم بإحياء المساعي الرامية إلى إنشاء نقابة وطنية موحدة تجمع شتات الصحفيين في ليبيا تحت مظلة واحدة….
من جانبه…. اختتم رئيس الهيئة العامة للصحافة السيد عبد الرزاق الداهش اللقاء بتجديد شكره وتقديره للسيدة تيتة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على دعمهم المتواصل للصحافة الليبية. وأكد على الأهمية القصوى لحق النفاذ إلى المعلومة مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة بمعزل عن ضمان الوصول غير المقيد إلى مصادر المعلومات وأضاف قائلاً: “إن جوهر مشكلتنا في ليبيا يكمن في الفشل الذريع في إدارة خلافاتنا بشكل حضاري، الأمر الذي أفضى إلى حالة استقطاب حادة، والاستقواء بالدين والوطنية لتكفير وتخوين وإقصاء الآخر المختلف.”