
بصفتكم رئيسًا للجنة التحكيم، ما هي الرؤية النقدية التي اعتمدتها اللجنة في عملها بهذه الدورة؟
مهمة لجنة التحكيم مهمة فنية بحثة تلتزم بالمعايير والضوابط الموضوعة وتقييم العرض المسرحي من خلالها فمثلاً في النَّص نركز على مدى البناء الدرامي للنَّص، الصراع في النَّص، الشخصيات الموجودة في النَّص..
في التمثيل يتم التركيز على أداء الممثل وإحساسه، حركته وليونته الجسدية على الركح ومن هذه المعايير في كل عناصر العرض….
هل يتم التركيز على عنصر محدَّد أكثر من غيره؟
كل عناصر العرض لا بد وأن نشاهدها بالأهمية وذاتها لا بد أن تتوفر متكاملة وأي اخلال في أي جزئية يفقد هذا العنصر فرصته في الحصول على التقييم الجيد من هنا يجب أن يكون أعضاء لجنة التحكيم من المتخصصين ولهم دراية بكل هذه الأمور والتفاصيل التي من خلالها يتم التقييم.
أعضاء لجنة التحكيم هل كانوا من المتخصصين؟، وكانت لهم رؤية تحليلية جيدة.؟
نعم، كلهم من المتخصصين وتتوفر فيهم الشروط اللازمة في أي مهرجان فيهم الناقد، فيهم الكاتب، والمؤلف، فيهم المخرج وفيهم الممثل وجمعيهم خبراء في مجالهم أقل خبرة فيهم تصل لثلاثين عامًا في المجال بالتالي هم أهلٌ ليكونوا في هذا المكان.
ما هي الخصوصية التي تميز كل مهرجان عن غيره من المهرجانات ؟
لا يوجد خصوصية محدَّدة، فلفظ «مهرجان» هو واحدٌ في كل المهرجانات لايختلف من مكان لآخر، لكن المهرجان الوطني وعلى اعتباره المهرجان الرسمي للدولة الذي يفترض أن يقدم فيه أفضل الإبداعات، كغيره من الدول إلا أنَّ أغلب الدول لديهم موسمٌ مسرحي يعمل على مدار العام ومن خلاله يتم اختيار أفضل العروض للمشاركة بها في المهرجان الرسمي للدولة..
في ليبيا ونتيجة للظروف التي نمر بها والكثير من المشكلات المعروفة لم نتمكن من الإلتزام بهذه القاعدة ولأن عديد الفرق المسرحية تم الاستيلاء على مقارها وبالتالي لا يوجد مكان ملائم للتدريبات في حال وجود عروض لهم، أيضًا الكثير من الفنانين ابتعدوا عن المسرح للظروف الاقتصادية والأمنية التي مرت بها البلاد نتاج لهذه الأسباب وغيرها لم نتمكن من خلق موسم مسرحي ثابت واحبطتْ الكثير من الجهود التي كانت تبذل لخلق حراك مسرحي حقيقي وبالتالي لم نتمكن من خلق الخصوصية للمهرجان كما ينبغي له.
كيف استطاعت اللجنة ترجمة شعار المهرجان )المسرح بالناس وللناس( إلى معايير تقييم عملية للعروض؟
وهل نجحت العروض المشاركة في تحقيق هذا التفاعل المجتمعي؟
شعار المهرجان المسرح بالناس وللناس أعتقد أنه ضمن توجه كان لإدارة الهيئة ناتج من حرصهم على أن يكون المسرح الاجتماعي هو عنوان المهرجان ولفظة الاجتماعي تعني كل ما يخص المجتمع من قضايا على مختلف الأصعدة وبالتالي فإن أغلب الأعمال والعروض تركزت على هذا التوجه والموضوع..
بعد قرار اللجنة حجب جائزة «أفضل عرض متكامل»، ما هي الجوانب التي لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات اللجنة للعمل المتكامل ؟
العمل المتكامل يكون على مستوى النَّص، الإخراج، التمثيل، الديكور، الإضاءة، الموسيقى، الملابس والمكياج والتنكر أي كل عناصر العرض إذا كانت هذه العناصر متوفرة في عمل بشكل يلتزم بالمعايير الموضوعة تمنح له جائزة العمل المتكامل وإذا نقص أي عنصر فإن العرض يصبح منقوصًا ولا تمنح له الجائزة..فيما عرض في المهرجان لم نجد عملاً من الأعمال وصل أو حتى اقترب من أن يكون عملاً متكاملًا لذلك تم حجب الجائزة.
ما أبرز النقاط التي يجب على الفرق العمل عليها لتفادي هذا الحجب مستقبلاً؟
لا وجود لنقاط محدَّدة؛ فحتى الفرق المسرحية من جهتها معذورة لعدة أسباب منها أننا لا يوجد لدينا عروضٌ دائمة، وهذه الفرق أغلبها لا تملك مقرات للتدريب الدائم والجيد، أيضاً لدينا نقص وضعف في كتَّاب النَّص المسرحي كل هذه العوامل تؤثر على جودة العمل؛ حتى غياب العنصر النسائي ناتجٌ عن هذه الظروف فمن غير اللائق في مجتمعنا أن تجلس المرأة في اماكن لا تليق بوجودها لقراءة نص، أو إجراء تدريبات على عرض ما.
ماذا يحتاج المسرح الليبي للنهوض به على أسس متينة؟
يحتاج للكثير، من جهتنا نتمنى أن تتحلحل كل العراقيل وخاصة الكبيرة منها التي تقف حجر عثرة في طريق النهوض بالمسرح في ليبيا، الآن في ظل الصلاحيات المَّمنوحة للبلديات نتمنى من كل بلدية أن تهتم بالجانب الإبداعي من أنشطة فنية وثقافية ورياضية وقبل كل شيء العودة للاهتمام بالنشاط المدرسي فكل أو أغلب الوجوه الموجودة على الساحة كانت انطلاقتها من النشاط المدرسي؛ فغيابه أثَّر بشكل كبير وسلبي على الحركة الإبداعية بشكل عام.
هل كان المضمون الاجتماعي والسياسي حاضرًا بقوة في العروض وبشكل فني عميق؟
أغلب العروض ناقشتْ قضايا المواطن الليبي والتي كانت ذات علاقة مباشرة بالجانب الاجتماعي ونظرًا للضعف في بعض النصوص الذي تحدثنا عنه سابقًا فإن العروض تباينتْ في تسليط الضوء على هذه القضايا.
ما هي أبرز التوصيات التي خرجتْ بها لجنة التحكيم لضمان نجاح الدورات المقبلة وتطوير المنتج المسرحي الوطني؟
أصدرنا في نهاية المهرجان كلجنة تحكيم توصيات وجهتْ للهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون لعلها تجد فيها ما يفيد في قادم الدورات ومنها
- تشابه في الموضوعات التي تناولتها عديد الأعمال المسرحية.
- ضعف النصوص المقدمة انعكس على باقي عناصر العرض.
- غياب العنصر النسائي أسهم في التأثير على بعض الأعمال.
- لاحظتْ اللجنة أن عددًا من الممثلين و المواهب الواعدة لم يتم استغلالهم بشكل أمثل رغم امكانات المواهب تحديدا التي ظهرتْ بعض ملامحها للجنة.
- بعض الأعمال لا ترقى إلى مستوى المهرجان فهي أقرب للأعمال المدرسية.
- بالنظر إلى دراستكم للنقد المسرحي كيف أثَّر هذا التكوين الأكاديمي على رؤيتكم للنقد المسرحي في ليبيا ؟، وهل تجدون أن المسرح الليبي اليوم بحاجة إلى رؤى نقدية أكثر تخصصًا ؟
هو سؤال بقدر ما هو سهل فهو صعب؛ فالمسرح الليبي الترمومتر الخاص به غير ثابت بالتالي يصعب تقييمه لأن في مراحل المسرح حصلتْ انقطاعات كثيرة وعند عودته يعود بشكل أقل مما كان عليه ويحتاج لوقت حتى يبدأ في استعادة مكانته وما أن يحصل ذلك يحدث إنكسار آخر بالتالي هذا الوضع لا يمكن معه تكوين رؤية واضحة عن المسرح الليبي..
المسرح الليبي كان يقدم في مسرحيات عالمية وكان يبدع فيها سواء بوجود مخرجين جيدين وممثلين بارعين لنصل بعدها لمراحل نفتقد فيها حتى النص والعرض المحلي.. أما الحركة النقدية فهي حركة لاحقة وليستْ سابقة ما لم يكن هناك نشاطٌ وزخم من العروض المسرحية، أو زخم من النصوص المسرحية المنشورة في كتب لن تكون هناك حركة نقدية صحية وصحيح.
أخيراً..بعد نهاية المهرجان، وعودة الفرق المشاركة لمدنهم هل كنتم تتوقعون ما حدث من سخط وعدم الرضا بنتائج التحكيم لحد التشكيك فيها؟
اعتقد أن ردود الفعل ظاهرة طبيعية في كل المهرجانات كل من قدَّم عملًا يرى في نفسه وعرضه الأفضل والأحق بنيل الجوائز، وإرضاء الجميع أمر يصعب إدراكه.
بيلوغرافيا
أحمد بشير عزیز. .
ولد في 1950/1/23 بطرابلس
تلقی مراحله التعليمية الأولى بطراباس ، ثم انتفل لدراسة الفن المسرحي فدرس بأكاديمية الفنون بمصر وتحصل على البكالوريوس عام 1965…
نشر نتاجه الأدبي من خلال الصحف والمجلات المحلية من بينها :
الأسبوع الثقافي ، الجهاد ، البلاغ، الفصول الأربعة، الإذاعة ، المسرح والخيالة ، صوت الوطن ، المنارة ، و لا.
تقلد العديد من الوظائف منها :
رئيسا لقطاع المسرح بالهيئة عامة للمسرح والموسيقی الفنون الشعبية ، مدیرا لمعهد جمال الدين الميلادي للموسيقى والمسرح ، أمينا لمكتب شؤون المسرح باللجنة الشعبية العامة الإعلام ، ومدیرا للإدارة العامة للثقافة باللجنة الشعبية العامة للإعلام والثقافة، أمينا ساعدا لرابطة الأدباء والكتاب ، كاتباً عاماً للشؤون الثقافية باللجنة الشعبية العامة للإعلام
اعد ، وقدم العديد من البرامج الإذاعية منها مجلة الفن، إضاءات ثقافية ، و أسماء مضيئة.
المصدر / مدونة المسرح الليبي الجزء الثالث..
عبدالله سالم مليطان



