الرئيسيةفنون

في زمن الانكسارات المتكررة للمسرح الليبي .. النقد بوصلة

هند التواتي

بصفتكم‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الرؤية‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬بهذه‭ ‬الدورة؟

مهمة‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬مهمة‭ ‬فنية‭ ‬بحثة‭ ‬تلتزم‭ ‬بالمعايير‭ ‬والضوابط‭ ‬الموضوعة‭ ‬وتقييم‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فمثلاً‭ ‬في‭ ‬النَّص‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭ ‬للنَّص،‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬النَّص،‭ ‬الشخصيات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬النَّص‭.. ‬

في‭ ‬التمثيل‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الممثل‭ ‬وإحساسه،‭ ‬حركته‭ ‬وليونته‭ ‬الجسدية‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬العرض‭…. ‬

هل‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬محدَّد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره؟‭ ‬

كل‭ ‬عناصر‭ ‬العرض‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬نشاهدها‭ ‬بالأهمية‭ ‬وذاتها‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬متكاملة‭ ‬وأي‭ ‬اخلال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جزئية‭ ‬يفقد‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬فرصته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التقييم‭ ‬الجيد‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬ولهم‭ ‬دراية‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬والتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يتم‭ ‬التقييم‭. ‬

أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬هل‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬المتخصصين؟،‭ ‬وكانت‭ ‬لهم‭ ‬رؤية‭ ‬تحليلية‭ ‬جيدة‭.‬؟‭ ‬

نعم،‭ ‬كلهم‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬وتتوفر‭ ‬فيهم‭ ‬الشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مهرجان‭ ‬فيهم‭ ‬الناقد،‭ ‬فيهم‭ ‬الكاتب،‭ ‬والمؤلف،‭ ‬فيهم‭ ‬المخرج‭ ‬وفيهم‭ ‬الممثل‭ ‬وجمعيهم‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬مجالهم‭ ‬أقل‭ ‬خبرة‭ ‬فيهم‭ ‬تصل‭ ‬لثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬بالتالي‭ ‬هم‭ ‬أهلٌ‭ ‬ليكونوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬الخصوصية‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬كل‭ ‬مهرجان‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬؟‭ ‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬خصوصية‭ ‬محدَّدة،‭ ‬فلفظ‭ ‬‮«‬مهرجان‮»‬‭ ‬هو‭ ‬واحدٌ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهرجانات‭ ‬لايختلف‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر،‭ ‬لكن‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬وعلى‭ ‬اعتباره‭ ‬المهرجان‭ ‬الرسمي‭ ‬للدولة‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬فيه‭ ‬أفضل‭ ‬الإبداعات،‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬إلا‭ ‬أنَّ‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬لديهم‭ ‬موسمٌ‭ ‬مسرحي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬أفضل‭ ‬العروض‭ ‬للمشاركة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬الرسمي‭ ‬للدولة‭.. ‬

في‭ ‬ليبيا‭ ‬ونتيجة‭ ‬للظروف‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬المعروفة‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الإلتزام‭ ‬بهذه‭ ‬القاعدة‭ ‬ولأن‭ ‬عديد‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬تم‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مقارها‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬ملائم‭ ‬للتدريبات‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬عروض‭ ‬لهم،‭ ‬أيضًا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬للظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬نتاج‭ ‬لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬وغيرها‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬موسم‭ ‬مسرحي‭ ‬ثابت‭ ‬واحبطتْ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبذل‭ ‬لخلق‭ ‬حراك‭ ‬مسرحي‭ ‬حقيقي‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬الخصوصية‭ ‬للمهرجان‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬له‭. ‬

كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬اللجنة‭ ‬ترجمة‭ ‬شعار‭ ‬المهرجان‭ )‬المسرح‭ ‬بالناس‭ ‬وللناس‭(  ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬تقييم‭ ‬عملية‭ ‬للعروض؟‭ ‬

وهل‭ ‬نجحت‭ ‬العروض‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التفاعل‭ ‬المجتمعي؟

شعار‭ ‬المهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬بالناس‭ ‬وللناس‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬ضمن‭ ‬توجه‭ ‬كان‭ ‬لإدارة‭ ‬الهيئة‭ ‬ناتج‭ ‬من‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المسرح‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬المهرجان‭ ‬ولفظة‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعني‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬الأعمال‭ ‬والعروض‭ ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬والموضوع‭.. ‬

بعد‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬حجب‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬عرض‭ ‬متكامل‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ترتقِ‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬تطلعات‭ ‬اللجنة‭ ‬للعمل‭ ‬المتكامل‭ ‬؟

العمل‭ ‬المتكامل‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النَّص،‭ ‬الإخراج،‭ ‬التمثيل،‭ ‬الديكور،‭ ‬الإضاءة،‭ ‬الموسيقى،‭ ‬الملابس‭ ‬والمكياج‭ ‬والتنكر‭ ‬أي‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬العرض‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬بشكل‭ ‬يلتزم‭ ‬بالمعايير‭ ‬الموضوعة‭ ‬تمنح‭ ‬له‭ ‬جائزة‭ ‬العمل‭ ‬المتكامل‭ ‬وإذا‭ ‬نقص‭ ‬أي‭ ‬عنصر‭ ‬فإن‭ ‬العرض‭ ‬يصبح‭ ‬منقوصًا‭ ‬ولا‭ ‬تمنح‭ ‬له‭ ‬الجائزة‭..‬فيما‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬عملاً‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬وصل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عملاً‭ ‬متكاملًا‭ ‬لذلك‭ ‬تم‭ ‬حجب‭ ‬الجائزة‭. ‬

ما‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الفرق‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬لتفادي‭ ‬هذا‭ ‬الحجب‭ ‬مستقبلاً؟‭ ‬

لا‭ ‬وجود‭ ‬لنقاط‭ ‬محدَّدة؛‭ ‬فحتى‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬معذورة‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬عروضٌ‭ ‬دائمة،‭ ‬وهذه‭ ‬الفرق‭ ‬أغلبها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬مقرات‭ ‬للتدريب‭ ‬الدائم‭ ‬والجيد،‭ ‬أيضاً‭ ‬لدينا‭ ‬نقص‭ ‬وضعف‭ ‬في‭ ‬كتَّاب‭ ‬النَّص‭ ‬المسرحي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬العمل؛‭ ‬حتى‭ ‬غياب‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬ناتجٌ‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬اللائق‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬أن‭ ‬تجلس‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬اماكن‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بوجودها‭ ‬لقراءة‭ ‬نص،‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬تدريبات‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬ما‭. ‬

ماذا‭ ‬يحتاج‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭ ‬للنهوض‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬متينة؟‭ ‬

يحتاج‭ ‬للكثير،‭ ‬من‭ ‬جهتنا‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتحلحل‭ ‬كل‭ ‬العراقيل‭ ‬وخاصة‭ ‬الكبيرة‭ ‬منها‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النهوض‭ ‬بالمسرح‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المَّمنوحة‭ ‬للبلديات‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بلدية‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بالجانب‭ ‬الإبداعي‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬فنية‭ ‬وثقافية‭ ‬ورياضية‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬العودة‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالنشاط‭ ‬المدرسي‭ ‬فكل‭ ‬أو‭ ‬أغلب‭ ‬الوجوه‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬كانت‭ ‬انطلاقتها‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬المدرسي؛‭ ‬فغيابه‭ ‬أثَّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وسلبي‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬الإبداعية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

هل‭ ‬كان‭ ‬المضمون‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬حاضرًا‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬العروض‭ ‬وبشكل‭ ‬فني‭ ‬عميق؟

أغلب‭ ‬العروض‭ ‬ناقشتْ‭ ‬قضايا‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونظرًا‭ ‬للضعف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭ ‬الذي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنه‭ ‬سابقًا‭ ‬فإن‭ ‬العروض‭ ‬تباينتْ‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭. ‬

‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬خرجتْ‭ ‬بها‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬الدورات‭ ‬المقبلة‭ ‬وتطوير‭ ‬المنتج‭ ‬المسرحي‭ ‬الوطني؟‭ ‬

أصدرنا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المهرجان‭ ‬كلجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬توصيات‭ ‬وجهتْ‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للسينما‭ ‬والمسرح‭ ‬والفنون‭ ‬لعلها‭ ‬تجد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الدورات‭ ‬ومنها‭ ‬

‭- ‬تشابه‭ ‬في‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تناولتها‭ ‬عديد‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭. ‬

‭- ‬ضعف‭ ‬النصوص‭ ‬المقدمة‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬عناصر‭ ‬العرض‭. ‬

‭- ‬غياب‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭. ‬

‭- ‬لاحظتْ‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬و‭ ‬المواهب‭ ‬الواعدة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استغلالهم‭ ‬بشكل‭ ‬أمثل‭ ‬رغم‭ ‬امكانات‭ ‬المواهب‭ ‬تحديدا‭ ‬التي‭ ‬ظهرتْ‭ ‬بعض‭ ‬ملامحها‭ ‬للجنة‭. ‬

‭- ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬المهرجان‭ ‬فهي‭ ‬أقرب‭ ‬للأعمال‭ ‬المدرسية‭. ‬

‭- ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬دراستكم‭ ‬للنقد‭ ‬المسرحي‭ ‬كيف‭ ‬أثَّر‭ ‬هذا‭ ‬التكوين‭ ‬الأكاديمي‭ ‬على‭ ‬رؤيتكم‭ ‬للنقد‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬؟،‭ ‬وهل‭ ‬تجدون‭ ‬أن‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رؤى‭ ‬نقدية‭ ‬أكثر‭ ‬تخصصًا‭ ‬؟

هو‭ ‬سؤال‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سهل‭ ‬فهو‭ ‬صعب؛‭ ‬فالمسرح‭ ‬الليبي‭ ‬الترمومتر‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬غير‭ ‬ثابت‭ ‬بالتالي‭ ‬يصعب‭ ‬تقييمه‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬المسرح‭ ‬حصلتْ‭ ‬انقطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬وعند‭ ‬عودته‭ ‬يعود‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬ويحتاج‭ ‬لوقت‭ ‬حتى‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬مكانته‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬إنكسار‭ ‬آخر‭ ‬بالتالي‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معه‭ ‬تكوين‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭.. ‬

المسرح‭ ‬الليبي‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬مسرحيات‭ ‬عالمية‭ ‬وكان‭ ‬يبدع‭ ‬فيها‭ ‬سواء‭ ‬بوجود‭ ‬مخرجين‭ ‬جيدين‭ ‬وممثلين‭ ‬بارعين‭ ‬لنصل‭ ‬بعدها‭ ‬لمراحل‭ ‬نفتقد‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬النص‭ ‬والعرض‭ ‬المحلي‭..  ‬أما‭ ‬الحركة‭ ‬النقدية‭ ‬فهي‭ ‬حركة‭ ‬لاحقة‭ ‬وليستْ‭ ‬سابقة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬نشاطٌ‭ ‬وزخم‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية،‭ ‬أو‭ ‬زخم‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬المسرحية‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حركة‭ ‬نقدية‭ ‬صحية‭ ‬وصحيح‭. ‬

أخيراً‭..‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬المهرجان،‭ ‬وعودة‭ ‬الفرق‭ ‬المشاركة‭ ‬لمدنهم‭ ‬هل‭ ‬كنتم‭ ‬تتوقعون‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬سخط‭ ‬وعدم‭ ‬الرضا‭ ‬بنتائج‭ ‬التحكيم‭ ‬لحد‭ ‬التشكيك‭ ‬فيها؟‭ ‬

اعتقد‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬ظاهرة‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهرجانات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قدَّم‭ ‬عملًا‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وعرضه‭ ‬الأفضل‭ ‬والأحق‭ ‬بنيل‭ ‬الجوائز،‭ ‬وإرضاء‭ ‬الجميع‭ ‬أمر‭ ‬يصعب‭ ‬إدراكه‭.‬

بيلوغرافيا‭ ‬

أحمد‭ ‬بشير‭ ‬عزیز‭. .‬

ولد‭ ‬في‭ ‬1950‭/‬1‭/‬23‭ ‬بطرابلس

تلقی‭ ‬مراحله‭ ‬التعليمية‭ ‬الأولى‭ ‬بطراباس‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬انتفل‭ ‬لدراسة‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬فدرس‭ ‬بأكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬بمصر‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬البكالوريوس‭ ‬عام‭ ‬1965‭… ‬

نشر‭ ‬نتاجه‭ ‬الأدبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ : ‬

الأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬،‭ ‬الجهاد‭ ‬،‭ ‬البلاغ،‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة،‭ ‬الإذاعة‭ ‬،‭ ‬المسرح‭ ‬والخيالة‭ ‬،‭ ‬صوت‭ ‬الوطن‭ ‬،‭ ‬المنارة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لا‭. ‬

تقلد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬منها‭ :‬

رئيسا‭ ‬لقطاع‭ ‬المسرح‭ ‬بالهيئة‭ ‬عامة‭ ‬للمسرح‭ ‬والموسيقی‭ ‬الفنون‭ ‬الشعبية‭ ‬،‭ ‬مدیرا‭ ‬لمعهد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬الميلادي‭ ‬للموسيقى‭ ‬والمسرح‭ ‬،‭ ‬أمينا‭ ‬لمكتب‭ ‬شؤون‭ ‬المسرح‭ ‬باللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬الإعلام‭ ‬،‭ ‬ومدیرا‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للثقافة‭ ‬باللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬للإعلام‭ ‬والثقافة،‭ ‬أمينا‭ ‬ساعدا‭ ‬لرابطة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬،‭ ‬كاتباً‭ ‬عاماً‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬باللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬للإعلام‭ ‬

اعد‭ ‬،‭ ‬وقدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الإذاعية‭ ‬منها‭ ‬مجلة‭ ‬الفن،‭ ‬إضاءات‭ ‬ثقافية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أسماء‭ ‬مضيئة‭.‬

‭ ‬المصدر‭ / ‬مدونة‭ ‬المسرح‭ ‬الليبي‭ ‬الجزء‭ ‬الثالث‭.. ‬

عبدالله‭ ‬سالم‭ ‬مليطان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى