زووم

قانون ٢٠-١٠ نص على إلزامية التأمين الصحي شمول التأمين يتطلب تمويلاً مستداماً .. قدرة تنظيمية .. بنية صحية كافية

زهرة برقان

التامين‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الان‭ ‬ضرورة‭ ‬العصر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬

فمن‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬عامة‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ ‬تامين‭ ‬صحي‭ ‬بمعايير‭ ‬وشروط‭ ‬تضمن‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬حقها‭ ‬باستقطاع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬راتب‭ ‬الموظف‭ ‬والاتفاق‭  ‬مع‭ ‬المستشفيات‭ ‬والصيدليات‭ ‬لعمل‭ ‬بطاقات‭ ‬تامين‭ ‬

بعض‭ ‬الجهات‭ ‬تتمتع‭ ‬بهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬وبتوسع‭ ‬ويحق‭ ‬لها‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬والبعض‭ ‬الاخر‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬المعايير‭ ‬لتوفير‭ ‬تلك‭ ‬الخدمة‭ ‬صحيفة‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيقها‭ ‬ارادت‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الشروط‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تمتع‭ ‬البعض‭ ‬بهذه‭ ‬الخدمة‭ ‬الضرورية‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬لارتفاع‭ ‬اسعار‭ ‬العيادات‭ ‬والأدوية‭ ‬وعدم‭ ‬تحمل‭ ‬المرتب‭ ‬الهزيل‭ ‬التغطية‭ ‬

‭..‬توجهنا‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ )‬القافلة‭( ‬للتأمين

وطرحنا‭ ‬سؤالنا‭ ‬السيد‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬الشمام‭ ‬خبير‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬ومدير‭ ‬إدارة‭ ‬تأمين‭ ‬الأشخاص،‭ ‬وتكوين‭ ‬الأموال‭ ‬بشركة‭ ‬‮«‬القافلة‮»‬‭ ‬للتأمين‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭ ‬توجهنا‭ ‬به‭ ‬إليهما‭.‬

الفرق‭ ‬بين‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الطبية

يخلط‭ ‬كثيرون‭ ‬بين‭ ‬مفهوم‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬ومفهوم‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬المسؤولية‭ ‬الطبية،‭ ‬رغم‭ ‬أنَّ‭ ‬كليهما‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬الحماية‭ ‬الصحية،‭ ‬إلا‭ ‬أنَّ‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬طبيعة‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأهدافًا‭ ‬متميزة،‭ ‬كما‭ ‬ينظمهما‭ ‬تشريعان‭ ‬مستقلان‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

أولًا‭: ‬التأمين‭ ‬الصحي

يُعد‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬نظامًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬لتمويل‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬بحيث‭ ‬تُموّل‭ ‬تكاليف‭ ‬علاج‭ ‬الأعباء‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وثائق‭ ‬ومنتجات‭ ‬تأمينية‭ ‬تُسوّقها‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬التجاري،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭.‬

وينظم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬20‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬2010‭ ‬بشأن‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة،‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬المالية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تكاليف‭ ‬العلاج،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الخاص‭.‬

ما‭ ‬المقصود‭ ‬بالتأمين‭ ‬الصحي‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام؟

يُعرّف‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬بأنه‭ ‬نظام‭ ‬وطني‭ ‬متكامل‭ ‬لتوفير‭ ‬وتمويل‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتضامن‭ ‬الوطني؛‭ ‬بحيث‭ ‬تُموّل‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اشتراكات‭ ‬إلزامية‭ ‬تُفرض‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬الجغرافي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادي‭.‬

يهدف‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الحماية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة‭ ‬عبر‭ ‬تحويل‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬التمويل‭ ‬المباشر‭ )‬الدفع‭ ‬من‭ ‬الجيب‭ ‬عند‭ ‬تلقي‭ ‬الخدمة‭( ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬تمويل‭ ‬مؤسسي‭ ‬مستدام‭ ‬تُدار‭ ‬فيه‭ ‬الموارد‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬وطني‭ ‬واحد،‭ ‬يقوم‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬مقدمي‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المعتمدين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬جودة‭ ‬وكفاءة‭ ‬محدَّدة‭.‬

كما‭ ‬يسعى‭ ‬الصندوق‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬عادل‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬التمويل‭ ‬واستدامة‭ ‬الخدمات،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬المرض‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬الفقر‭ ‬أو‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬تغطية‭ ‬التكاليف‭ ‬العلاجية،‭ ‬بل‭ ‬يصبح‭ ‬العلاج‭ ‬حقًّا‭ ‬مكفولًا‭ ‬لكل‭ ‬مواطن،‭ ‬تموّله‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساهمات‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭.‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬للصندوق‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬تغطية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين؟

من‭ ‬الناحية‭ ‬المبدئية،‭ ‬نعم،‭ ‬فالقانون‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬20‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬2010‭ ‬بشأن‭ ‬نظام‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬نص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬إلزامية‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وعلى‭ ‬أنَّ‭ ‬الدولة‭ ‬تتحمل‭ ‬أقساط‭ ‬التأمين‭ ‬عن‭ ‬الفئات‭ ‬غير‭ ‬القادرة‭ ‬مثل‭ ‬الأرامل،‭ ‬والأيتام‭ ‬وذوو‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الشمول‭ ‬والعدالة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬يتطلب‭ ‬توافر‭ ‬مقومات‭ ‬عديدة،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬التمويل‭ ‬المستدام،‭ ‬والقدرة‭ ‬الإدارية‭ ‬والتنظيمية،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭ ‬الكافية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭.‬

حاليًا،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التأسيس‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي،‭ ‬إذ‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬للمؤمن‭ ‬عليهم،‭ ‬وإنشاء‭ ‬نظام‭ ‬معلومات‭ ‬صحي‭ ‬متكامل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المصحات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬زالتْ‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬حقيقية،‭ ‬أبرزها‭ ‬ضعف‭ ‬تخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتغطية‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬وعدم‭ ‬تفعيل‭ ‬الإلزام‭ ‬القانوني‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تغطية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭ ‬يتطلب‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬واضحة،‭ ‬وتمويلًا‭ ‬مستدامًا،‭ ‬وآليات‭ ‬رقابية‭ ‬فعالة‭ ‬تضمن‭ ‬التطبيق‭ ‬المتدرج‭ ‬والعادل‭ ‬للقانون‭.‬

ما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام،‭ ‬والتأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الخاص؟

الفرق‭ ‬بين‭ ‬التأمينين‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الهدف،‭ ‬وآلية‭ ‬التمويل،‭ ‬ومستوى‭ ‬الخدمات‭:‬

التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭:‬

هو‭ ‬نظام‭ ‬وطني‭ ‬تموّله‭ ‬الدولة،‭ ‬والمواطنون‭ ‬عبر‭ ‬الاشتراكات،‭ ‬ويهدف‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وضمان‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭ ‬لكل‭ ‬مواطن،‭ ‬بغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬قدرته‭ ‬المالية‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الأولية،‭ ‬والطوارئ،‭ ‬والعمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬الأساسية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الأدوية‭ ‬الأساسية‭.‬

يديره‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬بصفته‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬المخوَّلة‭ ‬بتنظيم‭ ‬وتوزيع‭ ‬الموارد،‭ ‬ويقوم‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬مقدمي‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المعتمدين‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬الخدمة‭ ‬واستمراريتها‭.‬

التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الخاص‭ :‬

تقدمه‭ ‬شركات‭ ‬تأمين‭ ‬تجارية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وفق‭ ‬تراخيص‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬وتغطي‭ ‬خدمات‭ ‬إضافية‭ ‬أو‭ ‬بمستويات‭ ‬أعلى،‭ ‬مثل‭ ‬علاج‭ ‬الأسنان‭ ‬التجميلي،‭ ‬والإقامة‭ ‬الفندقية‭ ‬في‭ ‬المصحات،‭ ‬والعلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

هذا‭ ‬النَّوع‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬اختياري،‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الفرد،‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬التكلفة،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬تلجأ‭ ‬إليه‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬لتوفير‭ ‬مزايا‭ ‬إضافية‭ ‬لموظفيها‭.‬

ويُفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التأمين‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الوطني‭ ‬الضامن‭ ‬للحق‭ ‬في‭ ‬العلاج،‭ ‬بينما‭ ‬يأتي‭ ‬التأمين‭ ‬الخاص‭ ‬كخيار‭ ‬تكميلي‭ ‬لمَنْ‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭.‬

ما‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬حاليًا؟

تشمل‭ ‬وثائق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الأساسية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬القانون‭ ‬واللوائح‭ ‬التنفيذية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ :‬

‭- ‬الفحص‭ ‬العام‭ ‬والاختصاصي‭ ‬والعلاج‭ ‬الطبي‭.‬

‭- ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الأولية‭ ‬وطب‭ ‬الأسرة‭ ‬ومتابعة‭ ‬الحالات‭ ‬المزمنة‭.‬

‭- ‬التحاليل‭ ‬المخبرية‭ ‬والفحوصات‭ ‬الشعاعية‭.‬

‭- ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬الكبرى‭ ‬والصغرى‭ ‬والإيواء‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬والمصحات‭.‬

‭- ‬خدمات‭ ‬متابعة‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة‭ ‬ورعاية‭ ‬الأم‭ ‬والطفل‭.‬

‭- ‬صرف‭ ‬الأدوية‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬الأساسية‭.‬

‭- ‬علاج‭ ‬الأسنان‭ ‬واللثة‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬محدَّدة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬مسؤولية‭ ‬التمويل‭ ‬الكامل‭ ‬للخدمات‭ ‬الوقائية‭ ‬مثل‭ :‬

التطعيمات،‭ ‬وبرامج‭ ‬مكافحة‭ ‬الأوبئة،‭ ‬والتثقيف‭ ‬الصحي،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل،‭ ‬وليس‭ ‬الأفراد‭ ‬فقط‭.‬

ويعمل‭ ‬الصندوق‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬دليل‭ ‬وطني‭ ‬موحد‭ ‬للمنافع‭ ‬الطبية‭ ‬يحدَّد‭ ‬بوضوح‭ ‬نطاق‭ ‬التغطية‭ ‬والحقوق‭ ‬الصحية‭ ‬لكل‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬المؤمن‭ ‬عليهم‭.‬

لماذا‭ ‬توجد‭ ‬جهات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬لديها‭ ‬تأمين‭ ‬صحي‭ ‬وأخرى‭ ‬لا؟

يعود‭ ‬هذا‭ ‬التفاوت‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬التطبيق‭ ‬الموحد‭ ‬للقانون‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬20‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬2010،‭ ‬وضعف‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تفاوت‭ ‬الإمكانات‭ ‬المالية‭ ‬للمؤسسات‭.‬

فبعض‭ ‬الجهات‭ ‬مثل‭ :‬

الشركات‭ ‬النفطية،‭ ‬والمصارف،‭ ‬وقطاع‭ ‬الاتصالات‭  ‬تمتلك‭ ‬ميزانيات‭ ‬مستقلة،‭ ‬أو‭ ‬ترتبط‭ ‬بعقود‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬تأمين‭ ‬خاصة،‭ ‬ما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬موظفيها‭ ‬بتأمين‭ ‬صحي‭ ‬متقدم،‭ ‬بينما‭ ‬تعجز‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬آلية‭ ‬إلزام‭ ‬واضحة،‭ ‬أو‭ ‬عقوبات‭ ‬رادعة‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تشترك‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الوطني‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬التفاوت‭.‬

ويؤكد‭ ‬الصندوق‭ ‬أنَّ‭ ‬أحد‭ ‬أهدافه‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬هو‭ ‬توحيد‭ ‬المرجعية‭ ‬التأمينية‭ ‬للجهات‭ ‬العامة‭ ‬كافة؛‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬امتيازًا‭ ‬لفئة‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬حقًّا‭ ‬مكفولًا‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.‬

ما‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحديد‭ ‬الجهات،‭ ‬أو‭ ‬الفئات‭ ‬المشمولة‭ ‬بالتأمين‭ ‬الصحي؟

وفق‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬يعتمد‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الفئات‭ ‬المستهدفة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الأولوية‭ ‬والتدرج‭ ‬في‭ ‬التنفيذ؛‭ ‬بحيث‭ ‬تُعطى‭ ‬الأولوية‭ ‬للفئات‭ ‬التالية‭:‬

‭- ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬باعتبارهم‭ ‬نواة‭ ‬النظام‭ ‬الإداري‭ ‬للدولة‭.‬

‭-‬الفئات‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬أو‭ ‬المعدوم؛‭ ‬حيث‭ ‬تتكفل‭ ‬الدولة‭ ‬بسداد‭ ‬أقساطهم‭.‬

‭- ‬المقيمون‭ ‬الأجانب‭ ‬العاملون‭ ‬بعقود‭ ‬رسمية‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭.‬

يتم‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬للصندوق‭ ‬ومدى‭ ‬جاهزية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬عدالة‭ ‬التوزيع‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭.‬

هل‭ ‬توجد‭ ‬خطة‭ ‬لمنظومة‭ ‬تأمين‭ ‬صحي‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الدولة؟‭ ‬وما‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات؟

نعم،‭ ‬لدى‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تغطية‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬مرحلي‭ ‬ومدروس‭.‬

وقد‭ ‬بدأ‭ ‬الصندوق‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المتقاعدين؛‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬الكشف‭ ‬العام‭ ‬والمتخصّص،‭ ‬وصرف‭ ‬الأدوية‭ ‬الأساسية،‭ ‬والعمليات‭ ‬الصغرى،‭ ‬والكبرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬المتابعة‭ ‬الدورية‭.‬

وستتجه‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬نحو‭ ‬تغطية‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬مثل‭ ‬الصحة،‭ ‬والتعليم‭ ‬والداخلية،‭ ‬والدفاع،‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لتعميم‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية،‭ ‬تواجه‭ ‬الخطة‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬رئيسة،‭ ‬أبرزها‭:‬

‭- ‬نقص‭ ‬التمويل،‭ ‬وتأخر‭ ‬تخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬التشغيلية‭.‬

‭- ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬الإدارية‭ ‬والتقنية‭ ‬اللازمة‭ ‬لإدارة‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة‭.‬

‭- ‬تداخل‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭.‬

‭- ‬الوعي‭ ‬المؤسسي‭ ‬بأهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الإلزامي‭.‬

ويؤكد‭ ‬الصندوق‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاونًا‭ ‬مؤسسيًا‭ ‬شاملاً‭ ‬بين‭ ‬وزارات‭ ‬المالية‭ ‬والصحة‭ ‬والعمل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬سياسي‭ ‬واضح‭ ‬لتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بعدالة‭ ‬وفعالية‭.‬

ما‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لمستقبل‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة؟

تتلخص‭ ‬رؤية‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬نظام‭ ‬وطني‭ ‬موحد‭ ‬ومستدام‭ ‬يضمن‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمة،‭ ‬ويحقق‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬عبر‭ ‬إدارة‭ ‬رشيدة‭ ‬للموارد‭.‬

ويعمل‭ ‬الصندوق‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬إلكترونية‭ ‬وطنية‭ ‬متكاملة‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الصندوق‭ ‬وشركات‭ ‬التأمين‭ ‬والمرافق‭ ‬الصحية،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬وسرعة‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وتسهيل‭ ‬وصول‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.‬

كما‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬نظم‭ ‬التسعير‭ ‬والمنافع‭ ‬بين‭ ‬التأمين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬ضبط‭ ‬النفقات‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭.‬

وتشمل‭ ‬الخطة‭ ‬المستقبلية‭ ‬إطلاق‭ ‬برامج‭ ‬شاملة‭ ‬لتغطية‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬لاحقًا‭ ‬توسيع‭ ‬المظلة‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬‮«‬الصحة‭ ‬حق‭ ‬للجميع‮»‬‭.‬

وإذا‭ ‬ما‭ ‬تحقَّق‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬فإن‭ ‬ليبيا‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تطبق‭ ‬نظام‭ ‬تأمين‭ ‬صحي‭ ‬وطني‭ ‬شامل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة،‭ ‬والتكافل‭ ‬والاستدامة‭.‬

ثانيًا‭: ‬المسؤولية‭ ‬الطبية

أما‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬المسؤولية‭ ‬الطبية‭ ‬فهو‭ ‬تأمينٌ‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص،‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بعلاج‭ ‬المريض،‭ ‬أو‭ ‬تغطية‭ ‬نفقات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬بل‭ ‬يهدفُ‭ ‬إلى‭ ‬تعويض‭ ‬المرضى‭ ‬المتضرَّرين‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقع‭ ‬أثناء‭ ‬ممارسة‭ ‬المهن‭ ‬الطبية،‭ ‬والطبية‭ ‬المساعدة‭.‬

ويتم‭ ‬هذا‭ ‬التأمين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاع‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬5‭%‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬دخل‭ ‬العنصر‭ ‬الطبي‭  ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬وفنيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الممارسين‭ ‬الصحيين‭ ‬لتجميعها‭ ‬كاشتراكات‭ ‬سنوية‭ ‬تُحال‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬التأمين‭ ‬الطبي،‭ ‬وهي‭ ‬الجهة‭ ‬المخوّلة‭ ‬قانونًا‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬أي‭ ‬مريض‭ ‬متضرَّر‭ ‬نتيجة‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬أثناء‭ ‬العمليات،‭ ‬أو‭ ‬الإيواء،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬طبي‭ ‬آخر‭.‬

وينظم‭ ‬هذا‭ ‬النَّوع‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬‮«‬17‮»‬‭ ‬لسنة‭ ‬1987‭ ‬بشأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الطبية،‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬لضمان‭ ‬العدالة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬والطبيب،‭ ‬وحماية‭ ‬سمعة‭ ‬المهنة‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬الممارسة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى