
كل أمة تمنح أفرادها ، أبرز سماتها وترسم مظاهر شخصياتهم وفق هويتها وتحدد عناصر ماهيتها في ثقافة سائدة وقيم شائعة تتناقلها الأجيال من جيل لجيل.
الامم المتحضرة تجد افرادها على قدر من التعاون والتسامح فيما بينهم ، وشعارهم الوضوح والشفافية التامة ، الجميع يساهم في مصلحة الجميع التي هي مصلحة ( الوطن).
معظم الحروب الأهلية تقع في الوطن العربي ، حيث تجد الفرد يسعى لتحقيق مصلحته على حساب مصلحة الجميع ، نرى المجتمع في حالة دائمة من التنافس والعدوانية ، شخصيات سيكوباتية عنيفة وقلوبها مليئة بالحقد والكراهية.
من الأعراض الدالة على شخصية المواطن العربي في العموم أنه إنسان مكبوث يعاني من شعور بالنقص ، متمسك بما يعتقد ويظن ، لايقبل الاختلاف ، يميل لتخوين غيره ، مضطرب في تفكيره وسلوكه ، عدواني يميل لحل المشاكل بمشكلة أكبر منها وهي الحرب ، تراه يحارب وهو في قمة اللذة ويردد عبارات النصر والتكبير ، وكل من مات مقتول فهو شهيد له الجنة.
المواطن العربي كائن شرس لايمل من النزاعات القبلية والحروب الاهلية ، فالمواطن العربي الذي يشارك في حروب أهلية ويعاني من ازدواج الشخصية ويؤمن بأن الحرب سببها مؤامرة اجنبية ، يؤمن بأن من يموت فيها شهيد ومكانه هو جنة النعيم.
بالرغم أن الشعوب العربية أكثر شعوب العالم تمسك بدينها ، غير أن الشيوخ والفقهاء الأغبياء قسموا الشباب لفرق وطوائف متناحرة ، تمارس القتل خارج القانون ، ويمارس أبشع أنواع التعذيب مع السجين والأسير ، بإسم الجهاد يستبيح دم أخيه يقتله وهو (يكبر ويهلل) .
فقهاء بسطاء دروسهم الوعظية تدور حول غرس (عقدة الذنب) في نفسية الشاب إتجاه الله ، وممارسة جلد الذات ، وتفسير مانحن فيه من ضعف وهوان ، سببه أسئلة العقل ووساوس الشيطان .
المواطن العربي يعاني من عقدتين عقدة الذنب مع الله ، وعقدة الاضطهاد مع الشعوب المتحضرة ، أمام الله هو عبد مقصر ، وأمام الأمم الأخرى هو كائن متخلف وكأن سبب قوة وتقدم دول مثل امريكا واليابان والصين وروسيا هو تمسكهم الشديد بالدين .