الرئيسية

كابوس الهجـــرة : معطيـات تستوجب إجراءات حازمة

محمد الزرقاني

تعد‭ ‬قضية‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أثارتْ‭ ‬جدلاً‭ ‬واسعاً‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المهاجرين‭ ‬الوافدين‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬عبر‭ ‬الصحراء،‭ ‬بدأ‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المهاجرين‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع،‭ ‬سنتناول‭ ‬رأي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬حول‭ ‬رفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وأسباب‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬والآثار‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

الجزء‭ ‬الأول‭: ‬الأسباب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لرفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين

التاثير‭ ‬السلبي‭  ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬عديد‭ ‬المواطنين‭ ‬الليبيين‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هو‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المحلي‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬يرى‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المتاحة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬الماهرة‭ ‬مثل‭ )‬البناء‭ ‬والزراعة‭(‬،‭ ‬وغيرهما‭. ‬

رأي‭ ‬أحد‭ ‬الخبراء‭ ‬الاقتصاديين

سوقُ‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬كبير‭ ‬نتيجة‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتدهور‭. ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬الليبيين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬عمل

‭ ‬ليبيا‭ ‬تشهد‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬معقدة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬فيه‭ ‬المواطنون‭ ‬إلى‭ ‬مزيدٍ‭ ‬من‭ ‬الاستقرار،‭ ‬فإن‭ ‬توطين‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬قد‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإجرامية‭ ‬والتهديدات‭ ‬الأمنية،‭ ‬مما‭ ‬يعقّد‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬للبلاد‭ .‬

رأي‭ ‬أكاديمي‭ ‬حول‭ ‬التوترات‭ ‬الاجتماعية

التحديات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنشأ‭ ‬نتيجة‭ ‬لوجود‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬قد‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬انقسامات‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬والمهاجرين‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يعقد‭ ‬عملية‭ ‬الاندماج‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭ .‬

‭ ‬الأسباب‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لرفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين

‭ ‬التحديات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتقاليد‭ ‬المحلية‭ ‬الرفض‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لتوطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يعود‭ ‬جزئيًا‭ ‬إلى‭ ‬الفروق‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬ثقافات‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬والمهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬ثقافية‭ ‬ودينية‭ ‬مختلفة،‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬قد‭ ‬يهدد‭ ‬التقاليد‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

رأي‭ ‬أحد‭ ‬الناشطين‭ ‬الاجتماعيين

التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬المهاجرين‭ ‬والمجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توترات‭ ‬ثقافية‭ ‬ودينية‭. ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬المهاجرين‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬اجتماعية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭.‬

رأي‭ ‬أحد‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬

الاندماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للمهاجرين‭ ‬ليس‭ ‬عملية‭ ‬سهلة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬متعدد‭ ‬الأعراق‭ ‬والثقافات‭ ‬مثل‭ ‬ليبيا‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬صعوبة‭ ‬العيش‭ ‬المشترك،‭ ‬ويؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭.‬

رفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا

‭ ‬قلةُ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستيعاب‭ ‬تظهر‭ ‬الآراء‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬الليبيين‭ ‬أن‭ ‬ليبيا‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬الكافية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المهاجرين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين،‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬تحتاج‭ ‬أولاً‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬قبل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬مهاجرين‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭.‬

رأي‭ ‬مواطن‭ ‬ليبي

‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصُعد،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬ليس‭ ‬واقعيًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬يجب‭ ‬أولاً‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلاتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬مثل‭ : ‬البطالة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬قبل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭.‬

الخوف‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ :‬‭ ‬عديد‭ ‬الليبيين‭ ‬يخشون‭ ‬أن‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المهاجرين‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تشبع‭ ‬الأسواق،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويؤثر‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.‬

رأي‭ ‬أحد‭ ‬المحللين‭ ‬السياسيين‭: ‬

من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬آثار‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭. ‬إضافة‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

خاتمة‭:‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تمثل‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأمنية‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬فرصة‭ ‬لتحريك‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬العمالة،‭ ‬فإن‭ ‬غالبية‭ ‬الآراء‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ليبيا‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭.‬

يتفق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والخبراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬المحتملة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬يبقى‭ ‬الأمر‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تفكير‭ ‬دقيق،‭ ‬ومراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬للظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

سرقة‭ ‬وابتزاز‭ ‬بالصور‭ ‬

جلال‭ ‬المهدي‭ :‬

نحن‭ ‬لا‭ ‬نمانع‭ ‬وجودهم،‭ ‬واسترزاقهم‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬ولكن‭ ‬نعارض‭ ‬دخولهم‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬شرعية،‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬تضمن‭ ‬متابعة‭ ‬أعمالهم‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬وحصر‭ ‬أعدادهم‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬المخالفين‭ ‬منهم،‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬فرار‭ ‬مرتكبي‭ ‬الجرائم‭ ‬وهنا‭ ‬أخص‭ ‬بالذكر‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جلب‭ ‬وتوفير‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل،‭ ‬وعمال‭ ‬النظافة؛‭ ‬فمن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬منظمة،‭ ‬وموثوقة‭ ‬المصدر،‭ ‬وبإجراءات‭ ‬تضمن‭ ‬هوية‭ ‬العامل،‭ ‬أو‭ ‬العاملة‭ ‬بإثبات‭ ‬إجراءاته‭ ‬الرسمية،‭ ‬والكشف‭ ‬عنه‭ ‬طبيًا،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬خلوه‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬والسوابق‭ ‬السلوكية؛‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬قامتْ‭ ‬بتشغيل‭ ‬عاملات‭ ‬لهن‭ ‬اشتكين‭ ‬من‭ ‬السرقة‭ ‬والابتزاز‭ ‬بالتصوير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهاتف‭ ‬داخل‭ ‬المنازل،‭ ‬ومنهن‭ ‬من‭ ‬وضعن‭ ‬السحر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الرشوة‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬يكيدون‭ ‬لهذه‭ ‬العائلات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الاغتصاب،‭ ‬والتحرش‭ ‬بالأطفال‭ ‬أثناء‭ ‬غياب‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التكتم‭ ‬والتستر‭ ‬عنها‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬القيل‭ ‬والقال‭ ‬وحفاظًا‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬اجتمعيًا‭.‬

تصدير‭ ‬المهاجرين‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬

محمد‭ ‬الحالي‭ :‬

سؤالٌ‭ ‬يطرحُ‭ ‬نفسه؛‭ ‬لماذا‭ ‬أصبحتْ‭ ‬أعدادهم‭ ‬تتزايد‭ ‬بكثرة‭ ‬وبشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬بالذات‭ ‬الأطفال‭ ‬منهم؟،‭ ‬وأين‭ ‬ولد‭ ‬أطفالهم؟،‭ ‬وكيف‭ ‬وصلوا‭ ‬لليبيا،‭ ‬وتحملوا‭ ‬عناء‭ ‬الطريق؟‭ .‬

وأيضًا‭ ‬عندما‭ ‬نلاحظ‭ ‬تجمعاتهم‭ ‬في‭ ‬الميادين،‭ ‬والساحات،‭ ‬بأعداد‭ ‬مأهولة‭ ‬لدرجة‭ ‬أصبح‭ ‬لهم‭ ‬أسواق‭ ‬شعبية‭ ‬خاصة‭ ‬بهم،‭ ‬ومحال‭ ‬صغيرة‭ ‬تبيع‭ ‬أشياءهم‭ ‬التقليدية،‭ ‬وحلاقين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وقيادتهم‭ ‬للسيارات‭ ‬دون‭ ‬أوراق‭ ‬رسمية؛‭ ‬أيضًا،‭ ‬والسماع‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬لآخر‭ ‬بجرائم‭ ‬قتل‭ ‬وسرقة،‭ ‬ونهب،‭ ‬ونصب،‭ ‬وسحر،‭ ‬وعند‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬وظروفه‭ ‬السياسية‭ ‬المتصارعة،‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعين،‭ ‬وتعامل‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬معهم‭ ‬يتضح‭ ‬جليًا‭ ‬ما‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬الدول‭ ‬الخارجية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬مطالبة‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬المهاجرين،‭ ‬والإدعاء‭ ‬باحترام‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مراكزَ‭ ‬لإيوائهم‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬المسكن‭ ‬الصحي،‭ ‬والغذاء‭ ‬الصحي،‭ ‬وتوفير‭ ‬العلاج،‭ ‬والعناية‭ ‬التامة‭ ‬بهم‭ ‬مع‭ ‬علم‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بالظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتدهورة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬جاهدة‭ ‬بتصدير‭ ‬هذه‭ ‬النفايات‭ ‬البشرية‭ ‬لليبيا‭ ‬عبر‭ ‬منظمات‭ ‬قامت‭ ‬بإنشائها،‭ ‬ووفرتْ‭ ‬لها‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس،‭ ‬وتجار‭ ‬البشر‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬ممن‭ ‬باعوا‭ ‬الذمم‭ ‬واستبدلوا‭ ‬الوطنَ‭ ‬بالمال‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬كليبيين‭ ‬الوقوف‭ ‬صف‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬ملامحه‭ ‬واضحة‭ .‬

دون‭ ‬شهادات‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬المخابز‭ ‬والسلخانات‭ ‬

أحميدة‭ ‬العكروت‭ :‬

الأسبابُ‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬انتشارهم،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬السبَّب‭ ‬هو‭ ‬الليبيون‭ ‬أنفسهم‭ ‬وهنا‭ ‬اقصد‭ ‬عديمي‭ ‬الوطنية،‭ ‬والسلبيين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‭ ‬ومصالحهم‭ ‬الشخصية؛‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إدخالهم‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬دون‭ ‬حتى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬عواقب‭ ‬دخولهم‭ ‬للوطن،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬وفر‭ ‬لهم‭ ‬السكن‭ ‬بالإيجار‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬التحقَّق‭ ‬من‭ ‬أوراقهم،‭ ‬وإجراءات‭ ‬دخولهم،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬باستغلالهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬مقابل‭ ‬توفير‭ ‬الطعام،‭ ‬والمسكن‭ ‬لهم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشغيلهم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬نظافتهم‭ ‬وأوضاعهم‭ ‬الصحية‭ ‬دون‭ ‬شهادات‭ ‬صحية‭ ‬مثل‭ : )‬المخابز،‭ ‬والسلخانات‭ ‬والمطاعم‭( .‬

قرابة‭ )‬5‭( ‬ملايين‭ ‬أفريقي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬

محمد‭ ‬أبورقيبة‭ :‬

تمرُ‭ ‬ليبيا‭ ‬بوضع‭ ‬خطير‭ ‬جراء‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬رسمية،‭ ‬وقانونية،‭ ‬ودون‭ ‬تنظيم؛‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬الاحصائية‭ ‬تقول‭ :‬

‭)‬إنّ‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬غير‭ ‬الليبيين‭ ‬الموجودون‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تجاوز‭ ‬13‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬منهم‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الأفارقة،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬الجنسية‭ ‬المصرية،‭ ‬و3‭ ‬ملايين‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأخرى‭ ‬كـ«الهنود،‭ ‬والبنغلاديش،‭ ‬والسوريين،‭ ‬والفلسطيين،‭ ‬وعرب‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أن‭ ‬تعداد‭ ‬الليبيين‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬الـ‭)‬7‭( ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬موزعون‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الثلاث‭.‬

لهذا‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬تقيد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬وفرض‭ ‬ضرائب‭ ‬وقيود‭ ‬وضوابط‭ ‬أمنية،‭ ‬وصحية‭ ‬عليهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تقليلهم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬ليبيا،‭ ‬وأمنها‭ ‬ومقدراتها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى