مقالات

كتب ضائعة ووعود متكررة

فائزة صالح

أزمة‭ ‬التعليم‭ ‬بين‭ ‬التخبط‭ ‬والفساد‮ ‬

‮ ‬‭ ‬في‭ ‬مشهدٍ‭ ‬يتكرَّر‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يواجه‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬أزمةً‭ ‬متجدَّدة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتأخر‭ ‬توفير‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬جدية‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بوعودها‭.‬

رغم‭ ‬التصريحات‭ ‬المتكررة‭ ‬لمسؤولي‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬استعدادهم‭ ‬لتوفير‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬في‭ ‬مواعيدها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭.‬

ففي‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬2024‭-‬2025‭ ‬تم‭ ‬تأجيل‭ ‬الدراسة‭ ‬لضمان‭ ‬طباعة‭ ‬وتوزيع‭ ‬جميع‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسية‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬ليبيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬وعدم‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوعود‭.‬

تستمر‭ ‬الإدارات‭ ‬والمدارس‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجدول‭ ‬الزمني‭ ‬المحدد‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭. ‬هذا‭ ‬التراخي‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬ينعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الإحباط‭ ‬العام‭.‬

رغم‭ ‬وجود‭ ‬شُبهات‭ ‬فساد‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬طباعة‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حاسمة‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات‭. ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬للمساءلة‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭.‬

يواجه‭ ‬الطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬تأخر‭ ‬توفر‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭. ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يتطلب‭ ‬تدخلًا‭ ‬عاجلًا‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬مواعيدها‭ ‬المحددة‭.‬

إن‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬يتطلب‭ ‬إصلاحًا‭ ‬جذريًا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬يشمل‭ ‬تحسين‭ ‬التخطيط،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التجاوزات‭. ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬يمكن‭ ‬استعادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬وضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

إن‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬يسعى‭ ‬للتقدم،‭ ‬وتأخر‭ ‬توفير‭ ‬أبسط‭ ‬مستلزماته‭ ‬يعكس‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬الإدارية‭. ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬التحرك‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬وحاسم،‭ ‬فالطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬ضحايا‭ ‬للوعود‭ ‬المتكررة‭ ‬والفوضى‭ ‬المستمرة‭. ‬الإصلاح‭ ‬الجاد‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬لأجيال‭ ‬ليبيا‭ ‬القادمة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى