
رمية تماس
المتابعُ للمشهد المتردي الذي تعيشه كرة القدم الليبية خلال الفترة الأخيرة التى اعقبتْ مباراة ما يسمى بدوري الكرة الليبية التى كانت إحدى مباريات الدوري السداسي الأول، وما حدث خلالها والتعامل الخاطئ من قبل اتحاد الكرة مع ما شهدته في الدقائق التى لعبتْ الذي جعل الموقف يزداد تأزمًا أو على ما يتم تداوله في مثل هذه المواقف زاد الطين بله لأن اتحاد الكرة هو المسؤول عن «كرة اللهب» التى كبرتْ في محاولة منه لكسب الوقت وتحويل المشكلة إلى أجزاء والتعامل مع كل جزء على حده من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع إلا أن حسابات اتحاد الكرة لم تكن صائبة، وتوقعاته لم تصل للمطلوب.
اليوم وبعد أن مضى أكثر من عشرة أيام على المباراة المشكلة لم تحل وكل يوم نرى تداعيات أخرى تضاف على ما كانت في يوم المباراة وأصبحنا في أخذ ورد وكل من له علاقة ولا علاقة له بكرة القدم يدلي بدلوه وفي كل يوم، أو كل ساعة تظهر علينا صفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية على اختلاف مشاربها من خلال الصحفيين والإعلاميين، ومن لهم علاقة بالشأن الرياضي وحتى البرامج السياسية دخلت على خط المباراة من أجل كسب نقاط في إحدى جولات الصراع المهم اليوم وحسب ما شهده الجميع وما وصلت إليه مباراة في كرة القدم كان من المفترض أن تكون عرسًا لكرة القدم الليبية كيف لا وهي تجمع فريقين، إن لم نقل أهم فريقين كرويًا وجماهيريًا فهما الأكثر تتويجًا بالبطولات هذا حسب الوثائق وتاريخ الكرة في ليبيا.
أخيرًا وعندما أرى الكثير مندهشين من ما وصلتْ إليه المشكلة أود أن أوضح ما يعلمه الجميع أنّ كرة القدم في بلادنا ليستْ استثناءً، وأنها جزءٌ من المشهد العام وما يحدث فيها هو أحد المشاهد الحزينة التى نراها كل يوم في العديد من مناحي الحياة في مجملها، والحديث عما نشاهده في كرة القدم منفصل هو تجن على اللعبة في بلادنا فهي ليستْ لوحدها ما يعكر الصفو الذي نعيشه.
كرة القدم لعبة سماها المحبون لها في عقود خلت «لعبة الفقراء» إلا أنها ومع مرور السنين تحولتْ من لعبة للفقراء إلى لعبة الملايين ووصلت في أعلى مستوياتها إلى تجاوز المليار .. رفقًا بلعبة احبها الناس وعشقها البسطاء وحولها البعض إلى ساحة للعراك والشحناء .. اللوائح والنظم والقوانين واضحة تحتاج إلى من يفعلها حتى تعود العجلة إلى الدوران، ونرى نهاية للدوري الذي تجاوز كل دوريات العالم من حيث المدة مع علم الجميع أنه الأقل مستوى .. ولكم في الأدوار التمهيدية للبطولات الأفريقية شــاهد ودليل .