كشجرة وحيدة
مفتاح العلواني
يا فاطمة..
ستنتهي الحرب..
وترفع البلاد يدها لتفرك عينيها..
سأقابلك في أول الشارع
بشعر أشعث..
ووجه ناضح بصور الموتى..
ستعرفينني من مشيتي..
تلك التي لم تغيرها محاولات
الاختباء من الموت..
وسأعانقك كشجرة
وحيدة في خلاء شاسع..
ثم نسرد لأولادنا كيف كان
الانتظار قاتلاً كرصاصة
طائشة.
خدعك الحنين فعدت..
وها أنت وقد تُركت من جديد..
ترتب الحسرات في رف قلبك مثل قطعٍ ثمينة.
•
مثل شجرة
يحتطبُني الباحثون عن الدّفء
أظلّل التّائهين
تخبّئ الطّيور في قلبي أعشاشها
يتوارى خلفي الهاربون
وكثيرا ما أمدّ غصناً للّذين
تجرفهُم الأنهار
ومثلها أيضا
لا أحد تذكّر مرةً وسألني
ألستَ مُتعبًا
•
كـعُملةٍ قديمة
جالس على رفّ
الوقت..
أروي للناس كيف
كنت ثميناً بيدِ أحدهم
مثل فخ
نطأُ على الأيام الجميلة
مصادفةً
ونحن هاربون
•
ولأنّهُ لا أحد ينتظرني في كلّ مرة أعود فيها ناجياً من الحياة
أعلّق عناقي المبلّل
عند مدخل العُمر
وأنزع الطرق العالقة في رجلي
وأبكي