رأي

الرنجة والتونة الليبية في المطاعم الإيطالية!

نجاح مصدق

تخيل‭ ‬ان‭ ‬تترك‭ ‬باب‭ ‬بيتك‭ ‬مشرعا‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬اقفالا‭ ‬ولا‭ ‬حماية‭ ‬وتنام‭ ‬يوما‮…‬‭ ‬اسبوعا‭..‬شهرا‭ ..‬سنة‭ ‬وكل‭ ‬مرة‭ ‬تكتشف‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سرق‭ ‬بيتك‭ ‬وممتلكاتك‭ ‬حتى‭ ‬مابداخل‭ ‬ثلاجتك‭ ‬من‭ ‬علب‭ ‬واطعمة‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬خزنته‭ ‬من‭ ‬مؤن‭ ‬وسلع‭ ‬سلب‭ ‬ونهب

وانت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬شلل‭_ ‬تشبه‭ ‬التواطؤ‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭  _‬لاتملك‭ ‬عصا‭ ‬موسى‭ ‬الطويلة‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬شمشون‭ ‬بن‭ ‬منوح‭ ‬الدني‭ ‬فقط‭  ‬تمارس‭ ‬الهش‭ ‬والنش‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬ردع‭ ‬ولا‭ ‬يحقق‭ ‬حماية

هذا‭ ‬الحال‭ ‬يشبه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬ماتعانية‭ ‬الثروة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬سطو‭ ‬

الجرافات‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬لطرح‭  ‬شباكها‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬الصيد‭ ‬وسواها‭ ‬وتملأ‭ ‬قواربها‭  ‬بالتونه‭ ‬والجمبري‭ ‬والرنجو‭ ‬والسردين‭ ‬والحبار‭ ‬وتعود‭ ‬لبيع‭ ‬خيرات‭ ‬بلادنا‭ ‬داخل‭ ‬أراضيها

حسب‭ ‬إحصائيات‭ ‬لحرس‭ ‬السواحل‭  ‬الليبية‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬القطع‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬حجزها‭ ‬داخل‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭  ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2016‭ ‬تجاوز‭ ‬ثمانية‭ ‬وأربعين‭ ‬قطعة‭ ‬بحرية،‭ ‬ضُبطت‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬صيد‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬داخل‭ ‬المياه‭ ‬الليبية،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬تتجاوز‭ ‬71‭% ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الصيد‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬وقد‭ ‬تفوق‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬رصده‭ ‬صيادون‭ ‬فهي‭  ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬13‭ ‬سفينة‭ ‬صيد‭ ‬أجنبية‭ ‬أسبوعياً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬الجرف‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬جنزور‭ ‬‮«‬غرب‭ ‬طرابلس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الخمس‭ ‬‮«‬شرق‭ ‬طرابلس‮»‬‭ ‬ومنها‭ ‬حتى‭ ‬سرت‭ ‬‮«‬ساحل‭ ‬المنطقة‭ ‬الوسطى‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬الصيد‭ ‬المختلفة،‭ ‬هذا‭ ‬عدا‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬رصده‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬2011من‭ ‬تعرض‭ ‬الأسطول‭ ‬والقطع‭ ‬البحرية‭ ‬للضرب‭ ‬جعل‭ ‬حرس‭ ‬السواحل‭ ‬الليبية‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬الا‭ ‬قطع‭ ‬صغيرة‭ ‬و‭ ‬يفتقرالحرس‭ ‬بذلك‭ ‬للإمكانات‭ ‬وتتعرض‭ ‬المياه‭ ‬والشواطي‭ ‬للاختراقات‭ ‬وعلى‭ ‬عينك‭ ‬ياتاجر‭ ‬من‭ ‬صيادين‭  ‬تونسيين‭  ‬ومصريين‭ ‬ومالطيين‭ ‬وايطاليين‭  ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬بوارجهم‭ ‬العسكرية‭ ‬ودرايتهم‭ ‬التامة‭ ‬بالشواطي‭ ‬الليبية‭ ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬مايعانيه‭ ‬الصيادون‭ ‬الليبيون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬للمردود‭ ‬المادي‭ ‬بعد‭ ‬تغير‭ ‬سعر‭ ‬العملة‭ ‬وانخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬دفع‭ ‬بعضهم‭ ‬للشركة‭ ‬مع‭ ‬الجرافات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بالعمل‭ ‬معا‭ ‬والصيد‭ ‬المشترك‭ ‬وآخر‭ ‬المطاف‭ ‬صياد‭ ‬ليبي‭ ‬يخلص‭ ‬بالدولار‭ ‬واجنبي‭ ‬يعود‭ ‬محمل‭ ‬بالجمل‭ ‬وحمله‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬القوانين‭ ‬الصارمة‭ ‬والتحديث‭ ‬لقوانين‭ ‬تجرم‭ ‬هذا‭ ‬التجاوز‭ ‬وتشدد‭ ‬العقوبة‭ ‬والغرامة‭ ‬بلا‭ ‬تحايل‭ ‬او‭ ‬صفقات‭ ‬تضع‭ ‬السياسة‭ ‬يدها‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬الصيد‭ ..‬ويبقى‭ ‬الرزق‭ ‬السايب‭ ‬يعلم‭ ‬الخنبه‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى