لا لحظي .. لا لهطي .. هدرزة ليبيين في انتظــــار السيولة
سالمة عطيوة .. نادية البطني

تعيشُ البلادُ منذ سنوات أزمةً سيولةً خانقة، أثّرتْ بشكل كبير على حياة المواطنين ومعاملاتهم اليومية؛ فالكثير من النَّاس يعانون من صعوبة في سحب أموالهم من المصارف، حتى لو كانتْ أرصدتهم موجودة.
الواحد ممكن يمشي للبنك من الصبح ويقعد ساعات ينتظر، وفي النهاية يطلع بمبلغ بسيط، أو حتى دون شي..
أزمة السيولة ما جاتش من فراغ، فهي نتيجة تراكمات اقتصادية وسياسية، ، والاعتماد الكبير على النقد بدل المعاملات الإلكترونية، إضافة إلى الانقسام السياسي وسوء إدارة الموارد المالية.
كل هالعوامل خلتْ المواطن يعيش ضغطًا يوميًا..
خديجة بدر – أوباري
إجراءات سحب المرتب لدينا ليستْ سهلة على الإطلاق، فهي تأخذ منا وقتًا طويلًا من لانتظار حتي ورود المرتب، وبعدها نبدأ رحلة المعاناة الفعلية، إذ نضطر للانتظار بالساعات الطويلة أمام المصارف بسبب الزحام الشديد وضعف السيولة. عندما تتوفر السيولة فهي تتوفر ليوم واحد فقط مما يضطر كل المواطنين للزحام لليوم التالي غالبًا شعار المصرف «ما فيش سيولة !!!».
كثير من الموظفين يلجأون للتعامل مع السماسرة مقابل نسبة من المبلغ للحصول على السيولة نقدًا.
الوضع يختلف عن طرابلس من حيث كثرة المصارف والفروع والمكينات، لكنّه لا يقل صعوبة، فالمعاناة في الجنوب لا تقف على قلة سيولة فقط قد يضطر الموطن للوقوف ساعات بسبب الأعطال المتكرَّرة في المنظومات المصرفية وسوء الخدمات المصرفية، وسوء تعامل موظفي المصارف مع المواطنين باختصار عملية سحب المرتب أصبحتْ مرهقة نفسيًا وبدنيًا، وتشكل معاناةً حقيقية للمواطنين..
د.نعيمة سلامة - الزاوية
معاناة الأسر الليبية في سحب مرتباتها من المصارف العاملة في ليبيا قصة ألم ومعاناة يعيشها الكثيرُ من المواطنين؛ فالأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها ليبيا أثرتْ بشكل كبير على القطاع المصرفي، مما أدى إلى نقص السيولة، وطوابير طويلة أمام المصارف، وحكتْ لنا سلامة عن معاناة بعض المواطنين
محمد - موظف في قطاع الصحة يقول:
أذهبُ إلى المصرف كل أسبوع، ولكن لا أستطيع سحب أكثر من ألف دينار. كيف أستطيع توفير احتياجات أسرتي مع هذا المبلغ الضئيل؟.
فاطمة - أم لثلاثة أطفال تقول:
أنتظر ساعات طويلة أمام المصرف، ولكن في النهاية أجد أن السيولة قد نفدتْ. ماذا أفعل؟! هل أترك أطفالي جائعين؟.
أحمد – تاجر يقول: السيولة النقدية قليلة جدًا، مما أثّر على تجارتي لا أستطيع شراء البضائع، أو دفع الإيجارات. كيف أستطيع الاستمرار في العمل؟!.
أسباب الأزمة
- الانقسام السياسي في ليبيا أثر على سياسات البنك المركزي، مما أدى إلى نقص السيولة.
- الاعتماد على صادرات النفط كمصدر رئيس للعُملة الأجنبية جعل الاقتصاد الليبي ضعيفًا أمام التقلبات العالمية.
- سوء إدارة النظام المالي والفساد في بعض المؤسسات المالية أضعف قدرة البنوك على تلبية احتياجات السوق.
- غياب الثقة بالمصارف المحلية دفع المواطنين إلى الاحتفاظ بالنقود في المنزل بدلاً من إيداعها في البنوك.
مطالب بحلول جذرية :
- توحيد الحكومة ورفع كفاءة النظام المصرفي.
- تعزيز الشفافية والرقابة على المؤسسات المالية.
- تشجيع الاستثمار وتطوير الاقتصاد الوطني.
- توفير السيولة النقدية الكافية لتلبية احتياجات المواطنين.
- الأسر الليبية تعاني من أزمة حقيقية، ويجب على الجميع العمل على إيجاد حلول جذرية لتخفيف هذه المعاناة..
سهام عرفة بلال – سبها
لا تزال أزمة السيولة تُثقل كاهل المواطنين في الجنوب الليبي؛ حيث يشكوا الأهالي في سبها ومحيطها من شبه انعدام للأوراق النقدية داخل المصارف.
وتشمل إجراءات السحب سلسلة طويلة من الخطوات المعقدة، مثل تحويل المرتبات، وإعداد كشوفات، ونقل المرتبات من مصرف إلى آخر أو من حساب إلى آخر، الأمر الذي يفاقم معاناة الموظفين.
وتبرز صعوبات إضافية تتمثل في تأخر صرف المرتبات، الازدحام الشديد أمام المصارف، تعطل أجهزة الصراف الآلي، وعدم توفر العملة الورقية في شبابيك السحب، وفي الوقت الذي شهدت فيه طرابلس تحسّنًا نسبيًا بفضل انتشار الخدمات الإلكترونية كـ)البطاقات والمحافظ الرقمية(، ما زالت مناطق الجنوب تعتمد بشكل كبير على التحويلات اليدوية والشراء بالدَّين نظرًا لاستمرار نقص السيولة..
فاطمة عبدالسلام -غات :
تتم إجراءات سحب المرتب عادةً عن طريق الماكينات أو من خلال الشي المصرف. أحياناً نواجه بعض الصعوبات أثناء عملية السحب بسبب الزحام أو تعطل الماكينات، كما نعاني أحيانًا من نقص في السيولة، خاصة في نهاية الشهر، مما يضطرنا أحياناً للانتظار أو السحب على فترات..
نقص السيولة في المصارف، خاصة في نهاية الشهر وتعطل الماكينات، أو نفاد السيولة منها بشكل متكرّر، بإلاضافة الازدحام وطول فترات الانتظار داخل المصرف، زد على ذلك تحديد سقف منخفض للسحب اليومي من الماكينات، وإحياناً تأخر صرف المرتبات أحياناً أو تأخر وصولها إلى الحسابات، وصعوبة السحب بالشيك في بعض الأوقات بسبب قلة السيولة المتاحة..
د. رجب عصر – الخمس :
طبعاً في مدينة الخمس لينا زمان على السحب شخصياً منذ عام لم أسحب منه، وعن طريق البطاقة السحب قليل جداً بسبب طول الطابور الذي يصل 2 كيلو مترات ،
أنا عندي صديق لديه صيدلية يسحب من البطاقة ويعطيني كاش لأن بعض المستلزمات نحتاج فيها للكاش، وأحياناً اذهب إلى طرابلس للسحب طبعًا لازم التوقيت يكون قبل الساعة 12 وبعد الساعة 12 حتى اسحب 2000 دينار معقولة هذا كله على خاطر هذا المبلغ ؟!
مصطفى شهبون – صبراتة :
كل شخص لديه طريق لسحب أمواله من المصرف كما اسلفت، عن نفسي حين أسمع عن توفر السيول أقف في الطابور قد يصل إلى ثلاث ساعات لتحصل على المبلغ، وإحياناً من ماكينة السحب نتابع الإخبار لنعرف انه في سيولة وفي أغلب الأحيان الماكينة لا تعمل، ونتساءل هنا، لماذا السحب على ثلاث مراحل يعني تدخل البطاقة 3 مرات للسحب ؟، لماذا لا تكون مرة واحدة لتخفيف الزحمة ؟!
وفي حال غياب السيولة في المصارف لدي صديق لديه ورشة حدادة يأخذ البطاقة يسحب ويعطيني كاش،.
أما عن طريق الحرق فهذه أمور لا نخوض فيها المواطن يكون مجبرًا على ذلك ، طبعًا المسؤولين وضعهم مبحبح وبعدين عن معاناة النَّاس ولا يعلمون حال المناطق البعيدة والنائية، زّي ما يقول المثل : ) الشبعان ، ما يندري على الجعان ( ..
الحاج مسعود لا يعرف راتبك لحظي ولا لهطي.. ولا حتي كيف يسحب من ماكينة السحب الآلي، ولا كيف يدخل البطاقة بها أصلا، هو لا يملك واحدة، ولا يريد أن يدخل جيبه مليمًا واحدًا من محل الصرافة «يحرق يعني»بل ماشي بالبركة وزي مايقول المثل الشعبي، «أصرف ما في الجيب،يجيك ما في الغيب»،ولسان حاله يقول «وين راحت السيولة،والكاش،امام ماكينات السحب والصرافة يصطف المواطنون بعضهم يهمس، للآخر في وسط الزحام عن خوفه من نفاد السيولة قبل ان يوصل فيه الدور، هذا إن وجدت سيولة، والكل يحدق بالكل، والكل عينه على الكل إلا الحاج مسعود عيونه تترقب باب المصرف عله يعود لبيته بمحفظة حبلى بالنقود.
المشهد يتكرَّر كل يوم في أغلب المدن الليبية بين مَنْ ينتظر دوره في طابور لا ينتهي، ومَنْ يبحث عن مكتب صرافة، ومَنْ يدفع نسبة من مرتبه ليستلمه نقدًا «يحرق يعني» وعلى رأي السيدة فيروز حين غنت «زروني كل سنة مرة !!».
ورغم تأكيد محافظ مصرف ليبيا المركزي أن أزمة السيولة ولتْ إلى زوال «وأن الكاش سيغرق المصارف، وينهي النقاش، ظلت مجرد وعود بعيدة عن أرض الواقع
السيد / خليفة صوان -مدير مدرسة سابق:
اعتبر أن شح السيولة مشكلة الكل، لا معصم منها، ورأى أن العمل الخاص هو أحد الحلول لهذه المعضلة، إلى حد الآن لا يوجد لديه بطاقة حوالة، ولم يفكر في استخراجها في الوقت الحاضر، نسحب إما بدفتر الشيكات، أو ببطاقة الصديق، أو استعين بالمجمد.
- سألته ما هو المجمد؟.
أجاب: هو مبلغٌ اقتصده من المرتب في نهاية كل شهر من المرتب، أو بالاشتراك في الجمعيات فكرة جد عظيمة وأرى بها الحل لمشكلة السيولة لدي، مهما بلغتْ مقدار رسوم الاشتراك، اضافة إلى التقنين في بند المصروفات في البيت.
أما السيد / سالم الغرياني؛ فاوعز ذلك إلى أن المصرف يُدار بعقل أشخاص لا بعقل دولة، بما معناه أن القرارات في مصرف ليبيا المركزي أو في مؤسسات الدولة عامة ما عادت تبني على رؤية وطنية اقتصادية شاملة بل على مزاج أشخاص ومصالح ضيقة وتوازنات سياسية مؤقته ولعلي اوضح ذلك في نقاط :
أولًا : عقل الدولة؛ عقل الدولة يعني ان القرار المالي يتخدر على أساس مصلحة عامة تشمل كل الليبيين شرقًا غربًا، وجنوبًا
– رؤية اقتصادية بعيدة المدى تستند إلى أرقام ودراسات ومؤشرات مؤسسية وشفافية تجعل كل إجراء خاضع للرقابة والمحاسبة.
الفصل ما بين السياسة والاقتصاد بحيث لا تتأثر قرارات المصرف بتغير الحكومة أو الوزير، بمعنى آخر عندما يدار المصرف بعقل دولة فهو يخدم الاقتصاد لا الأشخاص.
ثانيًا:عقل الأشخاص: أما عقل الأشخاص فيعني أن القرار المالي يتخذ : حسب رغبات محافظ المصرف، أو الدائرة المحيطة به أو بضغط سياسي من حكومة أو مجموعة نفود، في هذا النمط تتحوَّل مؤسسة بحجم المصرف المركزي إلى أداة في يد أفراد بدل أن تكون مؤسسة تحكمها القوانين واللوائح
ثالثَا: النتائج على الواقع، عدم العدالة في توزيع السيولة بين المناطق، وقرارات متناقضة في السياسة النقدية «مرة توحيد سعر الصرف،مرة تمييز» هذا يؤدي إلى ضعف شفافية في الاعتمادات والتحويلات، فقدان الثقة من المواطن لان المصرف يرى وكأنه يخدم جهة دون أخرى.
الخلاصة .. عندما يدار مصرف بعقل دولة تبني مؤسسات قوية، وعندما يدار بعقل أشخاص تبني مصالح مؤقتة علي انقاض التقة والاقتصاد .
- السيد .امحمد القندي-من براك الشاطيء، عن مدينته براك الشاطي السيولة في المصرف التجاري موجودة، يوم السبت الماضي ، وزع 1000دينار اما مصرف شمال إفريقيا في سبها وزع يوم الأربعاء الماضي السيولة «شهادة لله ناقصة»طبعا مرة واحدة «عطونا 2000دينار من الشباك والف الباقية من ماكينة السحب وطوابير وقصص، وكان الله في عون المواطن.
- أما محمد البيباص:
نحنا مرتباتنا حوافظ مش «راتبك لحظي» إلى الآن لم اتقاضَ مرتبي عملية السحب عبر المصرف عملية معقدة على مراحل، والعمولة 1٠دينارات على كل سحبة، والعمولة تختلف من العام إلى الخاص «كل واحد وتسعيرته»، مادامت الدولة غير قادرة على توفير السيولة لماذا لا يتم التعامل بالبطاقة في كل مكان ابتداءً من :
)الغذائية، المخبز، الخياط، محطة الوقود، الخضار( الكل ويكون فيه منظومة زّي النّاس مش كل مرة واقفة بعد ما الشخص ياخذ بضاعته تامة «يجي يخلص يقولوله المنظومة واقفة»
- السيد صلاح الدين محمد – الخمس قال:
إن السيولة متوفرة في فروع مصارف الجمهورية سواء بالشيك، أو الماكينة، إلا ان المزعج في الموضوع الطوابير الممتدة والطويلة جدًا لأكثر من ساعتين، وعلي اي حال عندنا ان نقف في الطابور افضل من ان لاتكون هناك سيولة ابدا.



