
رامز النويصري : الذكاء الاصطناعي لا يمتلك الدافع الإبداعي الداخلي الذي يحرك الإنسان نحو الكتابة.
وامتدادا للموضوع الرئيسي عن الذكاء الإصطناعي كان لنا هذا الحوار مع الكاتب والشاعر رامز النويصري حول الذكاء الاصطناعي والى اي مدى يمكن القول ببدايات هيمنته على الكتابة كفن ابداعي انساني
رامز النويصري كاتب وشاعر صدرت له العديد من الدواوين والكتب النقدية ايضا هو صاحب الموقع الأدبي الأول في ليبيا بلد الطيوب والذي تكفل بالنشر الرقمي للعديد من الكتب الابداعية.
1. هل يمكن القول بوجود أدب تقني أو إلكتروني؟ وما المصطلح الأقرب؟
نعم، فمصطلح الأدب الإلكتروني أو الأدب الرقمي ظهر مع ظهور وانتشار استخدام الإنترنت بشكل مشاع بين سكان هذا الكوكب، الأمر مر من خلال مراحل، بداية من استخدام الإنترنت كوسيط للنشر أو استقبال النصوص، إلى استخدام تقنيات الحاسوب والشبكة إلى إنتاج النصوص الإبداعية من شعر وقصة ورواية، ليتحول المصطلح إلى الأدب التفاعلي، والنصوص التفاعلية.
مع وصول الذكاء الاصطناعي للاستخدام العام، بدأت مرحلة النصوص المولدة، وهي النصوص التي تقوم تطبيقات الذكاء الصناعي في توليد النصوص، وعن تجربة الذكاء الاصطناعي لديه من الإمكانيات الكثير في توليد النصوص، خاصة كتابة المحتوى وإعادة صياغة وكتابة النصوص، أما فيما يخص النصوص الإبداعية فهو يفتقد للمسة الإنسانية التي تميز النص الإبداعي.
2. هل يمكن للإبداع الكتابي أن تطاله يد الذكاء الاصطناعي؟
كما أشرت سابقًا، للذكاء الاصطناعي من خلال التجارب يمكنه كتابة النصوص، وفيما يخص الإبداعي فبإمكانه توليد أو إنتاج نصوص إبداعية تطابق الاشتراطات الفنية لكل جنس أدبي، لكنها نصوص باردة، جافة، سطحية ومباشرة، فهو لا يزال يفتقر إلى التجربة الإنسانية والبعد العاطفي العميق، حيث يعتمد على تحليل الأنماط بدلاً من الإحساس الداخلي بالمواقف والتجارب. يمكنه محاكاة الأسلوب، لكنه لا يمتلك الدافع الإبداعي الداخلي الذي يحرك الإنسان نحو الكتابة.
3. ما الفرق بين الكتابة بالذكاء الاصطناعي والبشر؟
الفرق الأساسي يكمن في المصدر العاطفي والإبداعي.
الكاتب أو المبدع يكتب من خلال تجربة، بمعنى إن النص نتاج لتجربة شخصية ومجتمعية وخبرات ومخزون من القراءات والمعارف، يتم تحويلها إلى مادة إبداعية، متجددة الخيال والصور والتفاعل مع الواقع بطرق غير متوقعة.
أما الذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات ضخمة وأنماط لغوية مكتسبة، مما يجعله بارعًا في إنتاج نصوص خالية من الأخطاء اللغوية ومنظمة منطقيًا، لكنه يفتقد إلى الأصالة والتجربة الشخصية والذاتية في الكتابة.
4. هل تتوقع مع الزمن موت الخيال الإنساني كما ماتت اللغات القديمة مثلا؟
لا يمكنني تصور موت الخيال الإنساني، فالخيال الذي صنع الأساطير والكائنات الخرافية من الرخ إلى التنين إلى الأحصنة المجنحة وغيرها، لا يمكنه أن ينضب، إنما قد يتغير بتغير حدود الرؤية والمعارف والمجتمع من حول المبدع، دون أن ننسى الثورة الصناعية وتأثيرها المباشر على البشر ومن بعد الثورة الرقمية، التي يبدو إنها ما زالت تحمل الكثير من المفاجآت.
5. هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي محفزًا للتغلب على السكتة الإبداعية؟
نعم وبقوة، فالذكاء الاصطناعي يمكنه من خلال سرعته وقدرته على البحث والتوليد، إجراء عمليات العصف الذهني للأفكار والصور وتوليد نصوص يمكن اعتمادها لتكون نواة لنصوص إبداعية.
6. كيف تتخيل مستقبل تحكم الآلة في الفنون والأدب؟
المهتمون بهذا المجال منقسمون إلى فريقين، فريق يرى إن الآلة ستسيطر على العالم من خلال اكتسابها للخبرة من خلال التدريب الذاتي الذي تقوم به، والذي بدأنا رؤية نماذج له مؤخراً، الفريق الثاني يرى إن الذكاء الاصطناعي أو الألة ستظل في حاجة البشر ولن يمكنها السيطرة، لغياب الوعي عنها.
7. هل جربت استعمال الذكاء الاصطناعي في الكتابة؟ وما النتيجة؟
نعم، وأقوم باستخدامه بشكل يومي تقريبا خاصة في عملي، فهي يساعدني بشكل كبير، أما فيما يخص الإبداع فهي تجارب بسيطة وغير عميقة.
في المقابل، هناك تجربة لي مع الذكاء الاصطناعي من خلال طيوب، أو موقع بلد الطيوب، حيث من فترة بدأت في استخدام الذكاء الاصطناعي في كتاب الأخبار الثقافية، مراجعة المتابعات واستخلاص المعلومات من المصادر، تحويل النصوص من مصورة إلى نصية، الترجمة، وكتابة بعض المراجعات، وصياغة السير الذاتية للشخصيات، وتوليد الصور واللوحات التشكيلية.
8. هل يمكن أن يتيح موقع ثقافي تجارب الكتابة بالذكاء الاصطناعي؟
هناك بالفعل بعض المنصات التي تنشر تجارب في هذا المجال، من باب بيان إمكانات الذكاء ومستواه، والأهم كتابة التعليمة أو الأمر الذي يمكنه انتاج نص إبداعي. وفي العادة تكون مجموعة تعليمات أو أوامر.