![](https://febp.ly/wp-content/uploads/2024/09/358050134_208823648796559_7025792224324498463_n-1.jpeg)
قال «لينين» : لا يمكنكَ أن تصنع ثورة بالقفازات البيضاء.. لكني أميل إلى ما قاله «فيديل كاسترو» : بأن الثورة ليستْ طريقًا مفروشًا بالورود..ليؤكد المفكر «جالبريت» في مخطوطة ما بأن الثورة ليستْ حدثًا بل عملية مستمرة..وحتى لا يكتنف الضبابُ مشهدَ فبراير لا بد أن لا يتوقف سعي الحكومة في المجاهرة بالتحديات القائمة، وماهية ديناميكية التحديثات بهدف الحفاظ على سقف، توقعات المواطن ويتم طرحه على طاولة علنية، ومباشرة أمام عينيه )لماذا نعم، ولماذا لا(.
فقد نجحتْ الثورةُ الأمريكية يومًا لأنها كانتْ لديها أهدافٌ واضحة للأمريكان، والغرباء..حيث إنّ الإعلان عن تحديد مسار، أو تغيير آخر سابق يضمن بالحجة والإقناع تناغم الرأي العام وانتعاش مزاج العامة..مثلما نجحتْ البلشفية في روسيا بسبب استيعابها للطبقة المتوسطة الغالبة..كما أن جذب النَّاس إلى فعاليات متنوعة وبالأخص غير مناسباتية يعد أمرًا بالغ الأهمية؛ فقد اكتسبت الثورة الفرنسية زخمًا لأنها حظيتْ بدعم من طبقات اجتماعية مختلفة نتيجة لإقامة مناشط صغيرة، وحاشدة على مدار الساعة.. تقريبًا وليس قياسًا مثل وقوف الخطباء في ساحة «بيكاديلي» اللندنية أمام جمهرة من النَّاس وربما يحدث الساعة في ميادين تواصل الإنترنت الإجتماعي.
إن مساهمة الشباب في المراكز الإعلامية والمنصات الاقتصادية وشبكات المعلومات خطوة ضرورية حتى تسير الثورة كما هو مخطط لها..لأن تلك الأجيال بمثابة نهر لا يمل ولا يكل يُسهم في تكيف الدولة مع المستجدات..
فقد سمحتْ مسيرة «ماو تسي تونج» الطويلة التي تقدم صفوفها الشبان الشيوعيين ببقاء الدولة وإعادة التجمع على الرغم من النكسات..وعلينا تقبل أن عديد الثورات نجحت بمساعدات أجنبية أو تحالفات مثلما تلقت الثورة الأمريكية دعمًا حاسمًا من فرنسا..لكن الثورة الفرنسية بدورها شهدتْ صراعات داخلية بين «اليعاقبة والجيرونديين» مما أدى إلى الفوضى وصعود نابليون..إذن الفوز بالثورة شيء والتسيير بعد ذلك شيء آخر..فقد أطاحت الثورة الهايتية بالحكم الفرنسي ولكن أعقب ذلك عدم الاستقرار السياسي لغياب المصالحة الوطنية..
كما فشلت كومونة باريس عام 1871 لأنها كانت تفتقر إلى الدعم الشعبي واستراتيجية الخطوة التالية..بعد أن ركن سكان المدينة إلى التسيب واللا إنتماء وجعلوا من بناء المجتمع كاهلاً ثقيلاً على عاتق المسؤولين وحدهم..وفي هذا الصدَّد قال «جيفارا» إنّ الثورة ليستْ تفاحة ننتظرها حتى تنضج، ثم نتركها تسقط..في النهاية نتج عن الثورات السابقة مفاهيم الرأسمالية والاستعمار، والليبرالية والإشتراكية لكن لم تنتهِ فصول الجلاد، والضحية، وظلت أغنية الحرية بلا لحن..وكما قال «برنارد شو» الحرية تعني المسؤولية، ولهذا يخشاها الجميع..ولحرية فبراير بابٌ بكل يدٍ مسؤولةٍ يُدقُ..