ثقافةرأي

لغة تشبهني

زينب البرعصي

شاعرةٌ‭ ‬أنمو‭ ‬تحت

قشورِ‭ ‬الكلمات‮…‬

تاركةً‭ ‬وجوهَ‭ ‬الشعراء

للغزل،‭ ‬للعصافير

لامرأةٍ‭ ‬جميلةٍ‭ ‬عابرة

لوطنٍ‭ ‬مسلوب‭.. ‬

للأطلال‭. ‬

أعجنُ‭ ‬خميرةَ‭ ‬الشعر

في‭ ‬طحينِ‭ ‬الكلام

خبزًا‭ ‬للدراويش‮…‬‭ ‬

أنصِّبُ‭ ‬نفسي‭ ‬ملكةً

للريح‮…‬‭ ‬والعطرُ‭ ‬

أمدّ‭ ‬السماءَ‭ ‬شراعًا

وأحتمي‭ ‬بطفولةِ‭ ‬الليل‭ ‬

مبعثرةً‮…‬‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يحملني‭.‬

وأبحث‭ ‬لحُلمي‭ ‬عن

بلد‭ ‬أمين‭ ‬

لو‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬موطنِ‭ ‬الحلم

بحرٌ‭ ‬ومرفأ‮…‬

لألقيتُ‭ ‬بشعري،‭ ‬ليُصغي

اللؤلؤُ‭ ‬في‭ ‬المحار

وينامَ‭ ‬فوق‭ ‬أهدابي‭ ‬البرقُ

والسحاب‮…‬

على‭ ‬جبيني‭ ‬قناعٌ

ملحُ‭ ‬الموجِ،‭ ‬والبحرُ‭ ‬توأمي‭ ‬وشبيهي‭. ‬

سأترك‭ ‬وطني‭ ‬المليءَ‭ ‬بالسواد

وأخلق‭ ‬وطنًا‭ ‬صديقًا‭ ‬كالدمع‭.‬

أترك‭ ‬الوطنَ‭ ‬للذين‭ ‬يُلغمون

الطرقاتِ‭ ‬للأنثى‭ ‬والطفولة

ويتفيأون‭ ‬ظلَّ‭ ‬الفراشات‭. ‬

سأُقنع‭ ‬الغاباتِ‭ ‬البعيدةَ‭ ‬بحضوري

وأضربُ‭ ‬بعصا‭ ‬قصائدي‭ ‬الحجر

أحاورُ‭ ‬الكهوف،‭ ‬أُقنع‭ ‬الحقول

أن‭ ‬تهتزَّ‭ ‬لترقُص‭.‬

أبدّل‭ ‬أسماءَ‭ ‬الأشجار

وأُؤرشفُ‭ ‬تاريخَ

الأزهارِ‭ ‬والعشب‮…‬

وأهبُ‭ ‬اسمَ‭ ‬زينب‭ ‬لشجرةٍ

يكتسي

السفحُ‭ ‬بأوراقِها‭. ‬

شاعرةٌ‭ ‬أنا

الكلمةُ‭ ‬في‭ ‬دمي

والحرفُ‭ ‬ينبتُ

لغةً‭ ‬تُشبهني‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى