شاعرةٌ أنمو تحت
قشورِ الكلمات…
تاركةً وجوهَ الشعراء
للغزل، للعصافير
لامرأةٍ جميلةٍ عابرة
لوطنٍ مسلوب..
للأطلال.
أعجنُ خميرةَ الشعر
في طحينِ الكلام
خبزًا للدراويش…
أنصِّبُ نفسي ملكةً
للريح… والعطرُ
أمدّ السماءَ شراعًا
وأحتمي بطفولةِ الليل
مبعثرةً… لا شيء يحملني.
وأبحث لحُلمي عن
بلد أمين
لو كان لي في موطنِ الحلم
بحرٌ ومرفأ…
لألقيتُ بشعري، ليُصغي
اللؤلؤُ في المحار
وينامَ فوق أهدابي البرقُ
والسحاب…
على جبيني قناعٌ
ملحُ الموجِ، والبحرُ توأمي وشبيهي.
سأترك وطني المليءَ بالسواد
وأخلق وطنًا صديقًا كالدمع.
أترك الوطنَ للذين يُلغمون
الطرقاتِ للأنثى والطفولة
ويتفيأون ظلَّ الفراشات.
سأُقنع الغاباتِ البعيدةَ بحضوري
وأضربُ بعصا قصائدي الحجر
أحاورُ الكهوف، أُقنع الحقول
أن تهتزَّ لترقُص.
أبدّل أسماءَ الأشجار
وأُؤرشفُ تاريخَ
الأزهارِ والعشب…
وأهبُ اسمَ زينب لشجرةٍ
يكتسي
السفحُ بأوراقِها.
شاعرةٌ أنا
الكلمةُ في دمي
والحرفُ ينبتُ
لغةً تُشبهني.


