لك الله يا فلسطين
محمد بن زيتون
محنة فلسطين والفلسطينيين وفي طليعتهم غزة العزة ليست في قلة الرجال ولا في عقول الساسة ولا في تخبط الزعامة ولا في تشتت وحدتهم ولا في قلة السلاح والعتاد, فالحجر يتحول بقدرة القادر لقنبلة وحجارة من سجيل ويصيب العدو في مقتل, ولا في حصار العدو الجائر والمستمر فالعدو ديدنه القتل والتجويع والتجهيل والركون للذل ولكن الشعب الفلسطيني أجتاز كل ذلك بفضل الصبر على المكاره والتقوى وحسن التدبير السليم المتوازن .
إنما المحنة الحقيقية بدأت في حرب أيلول الأسود في الأردن عندما قضت على عناصر المقاومة وأبعدوا عنها لحماية الصهاينة من عمليات فتح ذلك الحين .
ثم أشتدت المحنة الحقيقية عندما طبع الراحل أنور السادات مع الصهاينة بعد مسرحية حرب أكتوبر 1973م حيث تحول النصر إلى هزيمة والهزيمة إلى مناشدة بفك الإرتباط وعودة القوات الصهيونية من الكيلومتر 101 من القاهرة إلى سيناء وخطب في الكنيست وأبرم إتفاقية كامب ديفيد المشؤمة بالتطبيع مع العدو ثم أبرم الأردن إتفاقية وادي عربة وتواصل التطبيع حتى يومنا هذا من قبل الإمارات والبحرين وغيرهما ومغازلة العدو الصهيوني من دول أخرى للتطبيع مستقبلا بعد إخماد صيحات رفض شعوبهم .
محنة الأقصى والقدس وغزة في رضى الجوار العربي بعمليات حصار طويلة للفلسطينيين ومنعهم من التنقل والخروج والسفر وغيرها وحتى ادخال مواد البناء وقفل كل المنافذ الحيوية وحتى إغراق الأنفاق بالمياه المالحة والخراسانات الأسمنتية منذ عهد السادات ومبارك واليوم السيسي .
سطر الفلسطينيون ملاحم بطولية سواء مسيرات غاضبة بيوم الأرض وذكرى النكبة الفلسطينية وغيرها من انتفاضات الأقصى والقدس وغيرها من المدن والمناطق الفلسطينية خارج وداخل الخط الأخضر وخاصة في غزة العزة التي أعطت العرب والصهاينة دروسا في الجهاد والنضال مرات عدة.
ورغم تردي القيادة الفلسطينية الفتحاوية الحالية باتفاقيات شبه مطبعة مقابل تأسيس دويلة على مناطق الضفة والقطاع وهذه تعادل ربع مساحة فلسطين إلا أن العدو قصد منها المناورة وكسب الوقت وقضم مزيد من أراضي الفلسطينيين الأصليين وداخل الكيان الفلسطيني نفسه بنى مستوطنات ومعسكرات تحت حماية الأمن الفلسطيني للأسف ولم تنفع المناشدات ولا المطالبة وكل قرار من مجلس الأمن تعارضه دول عظمى .
بطولة الشعب الفلسطيني وتحديدا الشعب الغزاوي منعت الاحتلال من ارتكاب مجازر مستمرة وقضم كثير من الأراضي الفلسطينية وأخرها حي الشيخ جراح حيث تصدت اليوم المقاومة بالرد على صلفه وغروره بدك مدنه البعيدة والقريبة على حد سواء بآلاف الصواريخ الموجهة وطيران مسير وقذائف الهاون الطويلة المدى مما خلق توازن جزئي بين القوتين سيجبر العدو أن يوقف الهجمات البربرية العنصرية والغارات بقصد تصفية القضية الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على الحياة في الأسر أو الموت قهراً والإستيلاء على المقدسات الإسلامية .ستبقى غزة شامخة والقدس والأقصى مقدسات إسلامية وفلسطين وأهلها في رباط إلى يوم الدين شاء من شاء وأبى من أبى مهما حاول المرجفون والتبع الخونة من طمس الحقيقة وتزوير التاريخ الناصع للمقاومة الأبية.