اعتادت الأسر الليبية في عيد الفطر الاجتماع في بيت كبير العائلة، حيث يقضون اول أيام العيد فيه، في فرح وسرور والفة وترابط..
ولا زالت أغلب الأسر الليبية تحافظ على هذه العادة الحميدة، حيث تتوجه بعد صلاة العيد مباشرة إلى البيت المقصود، وسط فرح الاطفال بملابسهم الجديدة وألعابهم، مع جلب ما لذ وطاب من حلويات العيد التي لا زالت أغلب الاسر الليبية تصنعها داخل بيوتها، رغم استعاضة البعض عن ذلك بشرائها جاهزة..
وتعبر هذه العادة الحميدة عن مدى ترابط المجتمع الليبي، وتآلفه، فاجتماع الجميع في بيت واحد، يمسح ما علق بالانفس من كدر وملامة وعتاب، في مسيرة الحياة اليومية، ويجعل التسامح اساسا متينا بين الجميع..
ومصطلح حوش العيلة في المجتمع الليبي، هو المكان الذي تجتمع فيه الاسرة الليبية، في الأعياد والمناسبات، والعطلات، وهو البيت الذي يعود إليه الجميع مهما استقلوا بحياتهم وتباعدت مساكنهم.. وهو البيت الذي يتم فيه تدارس شؤون الاسرة، واتخاذ القرارات التي تهمها..
وارتبط حوش العيلة بحنان الجد والجدة، وحب لأبنائهم وأحفادهم، والاهتمام بهم، وغرس القيم والمباديء لديهم..
وحوش العيلة هو خلية النحل النشطة في المجتمع الليبي، فالأحفاد يلتقون فيه، وتنشأ رابطة اجتماعية قوية بينهم، يدعمها ترابط الاهل وتآلفهم..
فكثيرا ما نجد ان بنات الخالات يتفقن على الالتقاء والمبيت في حوش العيلة، كلما اردن الحديث مع بعضهن، وكذلك بنات العمات والاعمام والاخوال..
وحوش العيلة هو الاساس الاول لترابط الاجيال ببعضها والتواصل بينها، ونقل ثقافة الآباء إلى الأبناء، وغرس التقاليد والعادات المجتمعية في الأجيال الجديدة..
إن العيد هو فرصة سانحة لكل واحد منا، لمراجعة الذات، والوقوف مع النفس، لتصحيح ما اعوج في مسارها، مع الذات، ومع الآخر، خاصة مع الاهل والأقارب والاصدقاء..
وهو فرصة عظيمة لتصفية القلوب، وتمتين الروابط، والتآلف والتآخي والتعاضد، فالحياة اقصر من ان نعيشها في كره وتباغض، وأرخص من ان نخسر الاهل والاقارب من اجلها..
فلنكن عباد الله أخواناً، تجمعنا المحبة والالفة، والكلمة الطيبة والعمل الصالح..
وعيدكم مبارك، ومن العائدين الفائزين، وعقبال داير..