الإخلاء و إعادة المنهوب من أملاك عامة وخاصة تمت السيطرة عليها من قبل مسلحين أو ناهبين، هي هذه الرسالة التي انطلقت بها واستندت عليها قوة انفاذ القانون التابعة للإدارة العامة للعمليات الأمنية .. آمر هذه القوة لواء (عبدالحكيم الخيتوني) راعينا وقته وحجم الأمانة الملقاة على عاتقه التقيناه في لقاء بسيط الزمن ولكنه عميق المحتوى خاصة وأن اغلب الوقت كانت كلماته لا تخلو من كلمة (الوطنية لا تشترى بالمال، الوطن أمانة) .. و هذا نص اللقاء ..
■ لقاء..ربيعة حباس ■ صور صفحة إدارة إنفاذ القانون
بناءً على ما يشهده الوضع الليبي من فوضى وانقسام سياسي والظروف الصعبة يأتي تكليفكم بمهمة أصعب فما المشجع لكم على القبول ؟
حقيقة لم نحسب شيئا من كل هذا وذاك سواء تهديدات أو مغريات أو غيرها، توكلنا على الله وانطلقنا ونحن نؤمن بنقاء المهمة وإرجاع حق الدولة المنهوب من غابات ومشاريع وحق المواطن أيضا لم نتركه .
هل تلقيتم تهديدات و اغراءات للتخلي كرهاً أو طوعاً عن هذه المهمة؟
نعم والاغراءات المالية كانت ومازالت تعرض علينا بالملايين من الدولارات والدينارات، و ردنا دائما واحد الرفض، بل من عرض علينا لشراء الذمة نفذنا عليه أمر الاخلاء فوراً بدل منحه مهلة أسبوع لنقل حاجياته كما يقال بالليبي (بونطو).
لماذا هذا الإجراء الفوري وليس المعتاد؟
لسببين أولاً قطعاً للطريق امامه وعدم ترك الفرصة له للبحث عن نفوذ للضغط علينا، والسبب الاخر ليكون درساً و رسالة له ولأمثاله، و لنؤكد للمجتمع وكل من منحنا الثقة بأننا أهلاً لها بإذن الله تعالى.
الوطنية لا تشترى بالمال و كل من معي يتــميـــزون بحب الوطن
هل (توسطت) العائلة بناءً على طلب من المعتدين على أملاك الدولة ؟
مجتمعنا الليبي قريب من بعضه فهو بمثابة عائلة واحدة، فمن البديهي الوصول والتواصل مع عائلتي وهذا لم ولن يتوقف، في محاولة للالتفاف علينا ولكن منذ أن استلمت الى ان اسلم ردي عليهم واحد الرفض القطعي لأن هذا ما تربينا عليه الوطن شرف ولا يمكن التفريط به.
ماذا عن الشباب الذين معك، خاصة وأن بينهم فتية في مقتبل العمر والأحلام تحاصرهم؟
صحيح موجود هذا، وكثيراً ما تعرضوا له من اغراءات ولكن اغلبهم أولاد بيتية وفي هكذا مواقف وظروف تظهر البيتية و الأصل الطيب، وقد رصدنا من ضعفت نفسيته وتأكدنا منه من خلال (طعم) وضعناه ولما تبين لنا ضعف النفس، استبعدناه فوراً، لان المهمة لا تقبل المساومة أو المجاملة، بل تتطلب الإصرار والشجاعة والتحمل ساعات العمل في الشمس الحارقة كما شاهدتم الفترة الماضية.
العمل بتكليفات من النائب العام فيه دعم وحماية قانونيــــــــــــة قوية لنا ويمنحنا الثقــــــــة
بداية العمل هل تركت لك حرية اختيار العناصر تشكيل القوة أو وجدتها جاهزة ؟
حقيقة البداية كانت بعدد 5 دوريات عناصرها يتميزون بالوطنية الحقة وهذه (ما تنشرى بالفلوس) كما قلت ومن عنده وطنية طلب الالتحاق بنا وبدأنا في اختيار الخيرين الخيرين، وحاولنا أن نكون دقيقين جداً، والكمال في الأول و الآخر لله وحده ، واستطعنا بناء قاعدة من شرطة نظامية الهدف الأساسي والقاعدة القائمة عليها هي الانضباط قبل كل شيء.
ما معيار التقييم الأساسي للعناصر الذين معك بالنسبة إليك؟
إلى جانب الوطنية وهي في المرتبة الأولى ، الاستجابة الفورية لاي نداء و في أي وقت وهذا مكسب كبير بالنسبة إلينا، و في أول حملة قمت بها في بلدية تاجوراء كانت سنة 2018 اخترت لها انا عنوان(من أجلك يا مواطن) وكانت بتكليف من بلدية تاجوراء ، وشكلنا لجنة مشتركة مع الحرس البلدي و الامن الداخلي ، واستهدفنا بها المحال التجارية و المخابز و توقفنا بعد الحرب على العاصمة سنة 2019 .
أين تكمن قوة تواجد النائب العام في مهمتكم هذا ؟
العمل بتكليفات من النائب العام فيه دعم وحماية قانونية قوية ، و بناء على هذه التكليفات نحن نعمل ميدانيا وبكل ثقة ، قد يقول القائل ان أجهزة أخرى سبق وان تلقت تعليمات مثلكم و لم تنغذ ، هنا أقول ربما لعدم توفر الإمكانات البشرية و المادية كل و ظروفه .
ما الذي يميزكم عن غيركم من أجهزة أمنية كلفت بما كلفتم به؟
سرعة التنفيذ التي لم يكن النائب العام يتوقعها، فالرسالة التي تردنا منه ننفذها غالبا في نفس اليوم ، منها مثلا زليتن 89 موقعاً للدولة كان منهوبا و لم ارجع لبيتي وكل القوة التي معي إلا بعد قرابة الشهرين وكان بالكامل على التمام وقد عاد للدولة والجهات المعنية به.وهنا تنتهي مهمتنا.
ماذا تقول لمن معكم من الشباب الخيرين ؟
كونوا دائما للوطن والمواطن، و لاتجعلوا أنفسكم وسيلة لتحقيق غايات الآخرين الذين لايريدون لهذا الوطن الخير والاستقرار، و لا تضعفوا أمام المغريات الزائلة، و كل حق اقولها فخوراً بهم جميعا وبتنافسهم على التواجد وتلبية النداء في نصف ساعة في أي وقت اناديهم فيه .
