مع دخولنا الفعلي في الموجة الرابعة من جائحة كورونا والارتفاع المفاجئ لوتيرة إعداد المصابين داخل ليبيا والتي رافقها تزيد كذلك في أعداد الوفيات حسب التقارير الواردة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض خاصة بعد تصريح العديد من الأطباء وتحذيراتهم من خطورة الدمج بين اللقاحات خاصة من المتبرع للمصاب بحيث تكون من نفس اللقاح بدأت التساؤلات تحوم من جديد حول أهميه اللقاحات وحول أهميتها من عدمها إلى جانب اعتقاد الكثير من لقاحات كورونا تمنع الفيروس من إصابة الخلايا تمامًا. لكن في معظم الحالات ، وان الشخص الذي تم تطعيمه يكون محميًا من المرض ، وليس بالضرورة العدوى فهل التطعيم يمنع العدوى تمامًا وهل لا يزال من الممكن أن تصاب بالعدوى بعد التطعيم وفقا لموقع “cdc ” التطعيم لا يمنعك بنسبة 100٪ من الإصابة بالعدوى ، ولكنه في جميع الحالات يمنح جهازك المناعي دورًا كبيرًا في مواجهة فيروس كورونا وهو المؤكد
ووفقا لتقرير نشره الموقع ينتقل الفيروس عندما تدخل الجزيئات الفيروسية من شخص مصاب إلى جسم شخص غير مصاب وأنه يمكن لأي شخص مصاب بفيروس كورونا أن ينقله و لكن اللقاح سيقلل من فرصة حدوث ذلك فإذا لم يمنع التطعيم العدوى تمامًا ، فسيقلل بشكل كبير من كمية الفيروس التي تخرج من أنفك وفمك، وبما أن اللقاحات لا توفر حماية بنسبة 100٪ من العدوى ، فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصي بأن يستمر الأفراد في إرتداء الأقنعة ومراعاة المسافة الاجتماعية غير أن استخدام اللقاحات ضد كوفيد-19 لا تعني الوصول إلى صفر كوفيد ،و اللقاحات لن تستطيع وحدها كبح جماح الكورونا ،و لا يمكنها منع العدوى فى أناس يتجاهلون التدابير الوقائية .
ما يمكننا قوله انه لا تزال اللقاحات فعالة إلى حد كبير في الوقاية من أخطر حالات المرض الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا خاصة وأننا نعانى من موجه هي خليط بين دلتا و اوميكرون حسب ما صرح به د. هاشم بالخير
فأوميكرون يختلف بشكل كبير عما سبقه من متحورات لفيروس كورونا، بسبب العدد الكبير من التحورات الجينية، التي توجد فيه.على وجه الخصوص، هناك عشرات التغيرات، في المواقع الجينية التي تستهدفها اللقاحات، والتي تسمى الاشواك البروتينية، التي يستخدمها الفيروس للارتباط بالخلية قبل إصابتها.
ولان العالم يشهد طفرة جديدة في جائحة كورونا. والتى سجلت فى دول مختلفة مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والأرجنتين والبرازيل والعديد من البلدان الأخرى أعدادا قياسية من الحالات بسبب المتحورين دلتا وأوميكرون ومع ذلك ، يواصل العلماء والأطباء ومؤسسات الرعاية الصحية الاعتماد على اللقاحات المختلفة التي تم اختبارها واعتمادها بالفعل، في جميع أنحاء العالم للحماية من العدوى رغم الجدل الزائف الدى يغزو العالم مع غزو المتحور الجديد والسريع فبالنظر إلى السجلات اليومية للحالات الجديدة لكوفيد-19 في دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، أصبحت فعالية اللقاحات مرة أخرى موضوع نقاش على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما ينتقد بعض المستخدمين الإجراءات التي تفرضها السلطات لتشجيع التلقيح، يستنكر آخرون الآثار الجانبية المحتملة للقاحات.
لكن الآثار الجانبية الرئيسية التي لوحظت حتى الآن، خفيفة وتتلاشى بشكل طبيعي بعد بضعة أيام. من بين الآثار الجانبية الرئيسية: ألم واحمرار في مكان الحقن، وارتفاع في الحرارة، وصداع، وإرهاق، وآلام في العضلات، وقشعريرة وغثيان.
وتعتبر السلطات الصحية العالمية أن الآثار الجانبية الأكثر خطورة، مثل الحساسية المفرطة والتخثر والتهاب التامور (الغشاء المحيط بالقلب) والتهاب عضلة القلب، نادرة للغاية، كما أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر المحتملة ففى تقرير عن بي بي سي نقلت عن طبيب الأطفال واختصاصي الأمراض المعدية ريناتو كفوري، حول فعالية اللقاحات الحالية وحقيقة أن الأفراد الملقحين يصابون بالفيروس وينقلونه.وقال إن الموجة الأولى من اللقاحات ضد الفيروس، والتي تضم منتجات طورتها شركات فايزر وأسترازينيكا وجانسين وغيرها، تهدف إلى الحد من مخاطر الإصابة بأخطر أشكال المرض، أي تلك التي ترتبط بدخول المستشفى لتلقي العلاج أو التي تؤدي إلى الوفاة ولخص مدير الجمعية البرازيلية لتعزيز المناعة، «اللقاحات تحمي بشكل أفضل من الأشكال الأكثر خطورة من المرض مقارنة بالحماية التي تؤمنها من الأشكال المعتدلة أو الخفيفة أو غير المصحوبة بأعراض. وكلما كانت الأعراض أكثر حدة، زادت فعاليتها».
لذلك لم يكن الهدف الرئيسي لهذه اللقاحات هو وقف العدوى بحد ذاتها، ولكن جعل الإصابة بفيروس كورونا أقل ضررا ووطأة على الجسم وهو ما ينطبق على لقاح الإنفلونزا، المتاح منذ عقود طويلة.
إن الجرعة التي يتم تقديمها كل عام لا تمنع بالضرورة الإصابة بفيروس الأنفلونزا، ولكنها تُجنب المضاعفات والإصابات المتكررة لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل الأطفال والحوامل وكبار السن وبالنظر إلى السيناريو الأوسع، فإن هذه الحماية من أكثر الأشكال خطورة، ولها تأثير مباشر على النظام الصحي بأكمله: إن الحد من شدة التهابات الجهاز التنفسي يسير جنبا إلى جنب مع ضمان أن تكون غرف الطوارئ أقل ازدحاما، وبالتالي زيادة توافر الأسّرة في أجنحة الطوارئ و مزيد من الوقت لفرق الرعاية الصحية لعلاج المرضى بشكل مناسب.
ويقدر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (ECDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أنه تم إنقاذ حياة 470 ألف شخص ممن هم فوق 60 عاما في 33 دولة في جميع أنحاء أوروبا منذ بدء التطعيم ضد المرض.
بشكل عام يمكننا أن نلاحظ أن أولئك الذين تلقوا جرعات من لقاح فيروس كورونا، لديهم عدد أقل بكثير من الحالات والدخول إلى المستشفى والوفيات من أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح.
وقد أجري أحد البحوث المتضمنة في تقرير الوكالة في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، ويظهر أنه إذا كان الفرد مصابا بسلالة أوميكرون، فإن خطر دخوله المستشفى يكون أقل بنسبة 81 في المئة إذا كان قد تلقى بالفعل الجرعات الثلاث من اللقاح.وأظهر مسح ثان أجرته الوكالة نفسها، أن إعطاء الجرعات الثلاث من اللقاح فعالة بنسبة 88 في المئة، على الرغم من أنه لم يُعرف بعد إلى متى تستمر هذه الحماية، وما إذا كانت هناك حاجة إلى التعزيزات في الأشهر المقبلة.
كل هذه الأدلة تؤكد أهمية اللقاحات في مواجهة متحور أوميكرون والزيادة في عدد الحالات فمن الخطأ الاعتقاد بأنه لا جدوى من تلقي الجرعات بذريعة أن الجميع سيمرض على أي حال، فاللقاح قادر على تحويل الفيروس إلى مرض أبسط يمكن علاجه في المنزل في معظم الحالات».
ويخلص احد الطباء للقول: «الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوباء هي فقط بإعطاء اللقاح لأكبر عدد ممكن، بمن في ذلك الأطفال، بالإضافة إلى احترام القواعد الأساسية للصحة والسلامة مثل استخدام الكمامات، ومنع التجمعات والحشود، وغسل اليدين».( أندريه برناث)
وقد قام باحثون بريطانيون حسب- بي بي سي بتحليل التأثير المحتمل للجرعة المعززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في مواجهة المتحور الجديد (أوميكرون) ليصلوا إلى استنتاج مفاده أن الجرعة المعززة يمكن أن توفر حماية ضد الأعراض الخطيرة الناتجة عن المتحور الجديد بنسبة تصل إلى ما يقرب من 85 في المئة.وتعد درجة الحماية التي توفرها الجرعة المعززة ضد أوميكرون بحسب الدراسة أدنى بقليل من مستوىات الحماية التي توفرها الجرعات الأساسية ضد فيروس كورونا بشكل عام ورغم ذلك، لا تزال الجرعة الإضافية من اللقاحات المضادة للوباء توفر حماية للكثيرين بحيث تحول دون تدهور حالتهم إلى حدٍ يتطلب العلاج داخل المستشفيات.
وقال الباحثون إن هناك قدرا كبيرا من انعدام اليقين لن ينتهي إلا حين يتوافر المزيد من المعلومات الحقيقية عن تلك السلالة من الفيروس التي تنتشر بسرعة كبيرة.
وتتلخص فكرة عمل اللقاحات في إرشاد جسد الإنسان إلى كيفية محاربة كوفيد19، لكن اللقاحات المتوافرة في الوقت الراهن ليس لديها القدرة على مقاومة سلالة شديدة التحور مثل أوميكرون، مما يعني أنها ليست مثالية لتوفير الحماية المطلوبة.
ومن أجل التغلب على ذلك، تنصح المملكة المتحدة مواطنيها بتلقي جرعة معززة من اللقاحات المضادة للوباء حتى يحصلوا على مستويات أعلى من الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة الفيروس وتلتصق الأجسام المضادة بالفيروس وتمنعه من دخول الخلايا والتكاثر فيها ورجحت دراسات أن أوميكرون يسبب تراجعا بحوالي 20 إلى 40 ضعفا في قدرة الأجسام المضادة على حماية المحصنين بجرعتين من الإصابة.
وبينما توفر الجرعة المعززة من لقاحات كورونا حماية بنسبة 80 إلى 85.9 في المئة ضد تدهور حالة المريض الصحية في حال الإصابة بمتحور أوميكرون، فإن نسبة الحماية التي توفرها نفس الجرعة عند الإصابة بسلالة دلتا تصل 97 في المئة.
وهناك أجزاء أخرى من الجهاز المناعي، مثل الخلايا التائية، يمكنها مقاومة كوفيد19 أيضا. لكن الدراسة التي قام بها فريق العلماء في كلية لندن الملكية لم تتمكن من رصد تأثير أوميكرون على تلك المكونات الأخرى للجهاز المناعي .
وقالت أزرا غاني، من فريق البحث بكلية لندن الملكية: «يبقى مصدر واحد فقط لانعدام اليقين، وهو إلى أي مدى تصل درجة خطورة الأعراض التي يسببها أوميكرون مقارنة بالأعراض التي تسببها السلالات الأخرى».
وأضافت: «بينما يستغرق الأمر أسابيع حتى نتوصل إلى فهم واضح لهذا الأمر، سوف تحتاج الحكومات إلى وضع خطط للقضاء على أي آثار محتملة».
وتابعت: «تلقي نتائجنا الضوء على أهمية تلقي جرعة معززة في إطار استجابة أوسع نطاقا لحماية الصحة العامة».
وقال الرئيس السابق لفريق عمل اللقاحات في المملكة المتحدة: «هناك قدر كبير من انعدام اليقين حيال تلك التقديرات القائمة على أساس تلك النماذج. وسوف نكون واثقين من الأثر الذي قد تحدثه الجرعة المعززة على سلالة أوميكرون فقط عندما نستمر لشهر إضافي في جمع معلومات حقيقية من واقع الحالات التي تتلقى العلاج في المستشفيات، وأعني بذلك عدد من يتلقون العلاج في وحدات العناية الفائقة وعدد الوفيات» واضاف: «لا يزال الوضع يتطلب توفير اللقاحات الحالية والمستقبلية للعالم كله».
ويقول الأطباء، إنه من المهم أن يحصل الناس على العدد المطلوب من جرعات اللقاح، للحصول على أكبر قد ممكن من المناعة، في مواجهة المتحورات الحالية، والمنتظرة، للفيروس.
ورغم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا يتزايد، إلا أن عدد الحالات التي تطلبت الدخول للمستشفيات أو الوفاة لايزال قليلا إلى حد كبير، مقارنة بالمستويات التي شاهدناها في الفترات السابقة. ويقول الخبراء إن ذلك يعزى إلى نجاح برنامج التلقيح.
فالنسخ المعدلة من اللقاحات ضد السلالات المتحورة لفيروس كورونا، يتم صنعها بالفعل، واختبارها.والشركات المصنعة، يمكنها أن ترفع معدلات الإنتاج، كما أن الهيئات الصحية الرقابية، تناقش أيضا سبل تسريع عملية منح الموافقة على تداول اللقاحات الجديدة.وتقول شركة مودرنا إنها تأمل في طرح اللقاح الجديد، المضاد لمتحور أوميكرون، في غضون 3 أشهر.
ويقول الخبراء، إنه من المحتمل، أن المتحور الأخير (أوميكرون) نشأ داخل في جسد مصاب، لم يكن نظامه المناعي، قادرا على التخلص من عدوى بالفيروس الأصلي، بشكل سريع بما يكفي، وهو ما منح الفيروس فرصة أطول للانتهاء من عملية التحور.
خلاصة القول باننا اليوم بتنا امام خيار واحد لامفر منه وهو التحصن باللقاحات أمام هذه الجائجة للوصول لبر الامان وبأقل خسائر.