رأي

محمد الأصفر.. تمر وقعمول

 

حسين نصيب المالكي

 

الروائي محمد الأصفر  يعتبر من أغزر الروائيين الليبيين ، في كتابة ونشر الرواية الليبية ،

اطلعت على روايته الأخيرة : (تمر وقعمول )الصادرة عن دار الجيدة للنشرسنة 2019م .

وقد صدرت للاصفر من قبل ،أكثر من اثنتي عشرة رواية،  وهي :   نواح الريق ، وتقودني نجمة، والمداسة ، وسر الكون، وعسل الناس، وشرمولة ، شكشوكة ،وملح،  يانا علي ، فرحة، وعلبة السعادة وغيرها

في روايته (نواح الريق ) يتطرق محمد الأصفر إلي سيرته ، من ولادته بالخمس ،إلي طفولته بحي الظهرة في طرابلس ، وحتى انتقاله إلي مدينة  بنغازي ، وبالتحديد حي الوحيشي، وممارسته للرياضة في نادي التحدي ،  وعلاقاته الغرامية مع جارته ، وتجارة الشنطة وغيرها

اما في روايته هذه ( تمر وقعمول) الصادرة حديثا  فهي تسرد سيرته ، بعد 17 فبراير 2011م  عندما هاجر من بلاده مع زوجته وابنته مهجة وابنه جبير،  واستقر في المانيا كلاجيء سياسي  وهو يقول في ص7  ( بينما انا مجرد لاجيء مؤقت  استقبلوني بحفاوة وقدموا لي كل العون  وأشكرهم علي الاحترام وحسن الضيافة )

لكنه كان يتلذذ بأكل التمر، ورمي النوى وراءه ، حتى استدعي للتحقيق معه، ولم يعثروا على النواة، فقد كان السنجاب يلتهم النواة، ويصعد الشجرة، ثم في احتفال مأوى المسنين، أصبح بطل الرواية  يسعى لخلق عالمه الاجتماعي ، فابنته مهجة تحتاج الي جدة ، وابنه جبير  سيختار جده ، أما زوجته أمل فسوف تختار عمة أوخالة، وبطل الرواية وجد جده الحقيقي اليهودي  موشي ، الذي يعد  هو من مواليد بنغازي، وكان يعيش فيها حتى سنة 1967م  ، والذي عندما وصل الي فلسطين شعر بالغربة ، خاصة بعد وفاة أمه، وسافر مع زوجته الالمانية الي المانيا واستقر بها ويتبادلان سرد الحكايات عن حياتهما

فهذه الرواية  تحمل ملامح سيرة مفعمة بالفنتازيا والسخرية وعن ولادته في وادي كعام يحكي الراوي عن حياته وعن عكل والده في الزجاج حياته   وغربته في المانيا كلاجيء ومعه أسرته ويحكي فيها عن التمر  الفاكهة المحببة لليبيين  و عن نبات القعمول وهو خرشوف بري موسمي لاينمو الا في برقة .

في هذه الرواية احساس بالغربة والالم حيث يقيم في المانيا بعيدا عن وطنه وأهله.

فهي مكملة لرواية نواح الريق من حيث السيرة كتبها الروائي بأسلوب رشيق بلغة فصحى قريبة من العامية مفهومة لدى القاريء

اعتمد الروائي في هذه الرواية على الموروث الشعبي من الاغنية الشعبية الي الأمثال الشعبية وكشف المستور والخروج  عن المألوف في الفاظه كما هي عادته دائما  .. تحية للروائي الغزير في انتاجه المحب لوطنه وأهله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى