رصد

التعليم وتحدياته.. مخرجات ضعيفة .. خدمات متدنية .. مواسم هجرة إلى الشمال

التعليم‭ ‬وتحدياته‭ ..‬

‬يعد‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬تطور‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتقدمها‭  ‬ويشكل‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والثقافية‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1951م‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬التعليم‭ ‬الليبي‭ ‬مراحل‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬خاصة‭ ‬تركز‭  ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬القاعدة‭ ‬التعليمية‭ ‬وتحسين‭ ‬جودتها‭.   ‬وفي‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭  ‬واجه‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭  ‬سببت‭  ‬خلل‭ ‬في‭  ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬والتي‭  ‬منها‭ ‬تأثيرها‭ ‬بالتغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ .‬

  ‬و‭ ‬أصبح‭  ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬نحو‭ ‬إجراء‭ ‬عمل‭  ‬تحقيق‭  ‬استقصائي‭  ‬عن‭  ‬تحديات‭  ‬جودة‭  ‬التعليم‭ ‬الليبي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب‭  ‬التي‭ ‬تأثرت‭  ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭  ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬يعاني‭ ‬من‭   ‬ضعف‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭  . ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اشتراك‭ ‬أغلب‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬مشكلة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تحديث‭ ‬المناهج‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭. ‬كما‭ ‬يعاني‭ ‬النظام‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب‭   ‬من‭ ‬تزايد‭  ‬درجة‭ ‬التهميش‭ ‬حتى‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلاب‭ ‬و‭ ‬بعض‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬المحذرين‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬انهيار‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬مشاكل‭ ‬التعليم‭ ‬كنقص‭ ‬الموارد‭  ‬الأساسية‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬و‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتهالكة‭ ‬وقلة‭ ‬المعلمين‭ ‬ونقص‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭ ‬وانتشار‭  ‬التزوير‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬و‭ ‬الواسطة‭ ‬والمحسوبية‭ .‬

    ‬وبذلك‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬الملحة‭ ‬عمل‭ ‬تحقيق‭ ‬استقصائي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬تحسن‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬أبرز‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬التعليم‭ ‬عامة‭. ‬وسيتوضح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجابة‭ ‬المتخصصين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بشأن‭ ‬التعليم‭ ‬بناء‭ ‬على‭  ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭  :‬

1- هل‭ ‬توفرت‭ ‬خدمات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الحضر‭ ‬وكذلك‭ ‬الريف؟‭ ‬

2- ما‭ ‬أسباب‭ ‬تدني‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي؟

3- وما‭ ‬الحلول‭ ‬الناجعة‭ ‬لمواجه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬؟

    ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إظهار‭  ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭  ‬تتوضح‭ ‬للعاملين‭  ‬في‭ ‬سلك‭  ‬التعليم‭  ‬الحلول‭ ‬المنطقية‭ ‬والقابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬وبطرق‭ ‬علمية‭ ‬وتقنية‭ ‬متطورة‭  ‬فيتحقق‭ ‬الهدف‭  ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يحضوا‭ ‬طلاب‭ ‬العلم‭ ‬والمعلمين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الحضر‭ ‬أو‭ ‬الريف‭ ‬بوسائل‭ ‬ميسرة‭  ‬لإنجاز‭ ‬التحسين‭ ‬في‭  ‬ألية‭ ‬التعلم‭ ‬والتعليم‭ ‬وفق‭ ‬معدلات‭ ‬الأداء‭ ‬المطلوبة‭ ‬وترتفع‭ ‬درجته‭ ‬في‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولي‭ . ‬كما‭  ‬سنستعرض‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬موضوع‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقارنة‭  ‬مدى‭ ‬توفر‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليم‭ ‬في‭  ‬مدن‭ ‬الحضر‭ ‬والريف‭ ‬وكذلك‭ ‬تسليط‭  ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬التعليم‭ ‬الليبي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الامتحانات،‭ ‬واستكشاف‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬لتحسينه‭ ‬وتحديد‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬تدهور‭ ‬التعليم‭ ‬خلال‭  ‬الامتحانات‭ ‬النصفية‭ ‬والنهائية‭  ‬مع‭  ‬تحديد‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬للمعالجة‭ ‬وتقديم‭ ‬توصيات‭ ‬لتحسينه‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬نحو‭  ‬تعليم‭ ‬أفضل‭ ‬لمستقبل‭ ‬ليبيا‭ ‬الزاهر‭ .‬

المهندس‭ ‬عبد‭ ‬الله‭  ‬رمضان‭  ‬شكره‭  ‬معلم‭ ‬متقاعد‭ ‬ببلدية‭ ‬سبها‭  ‬قال‭  ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬خدمات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭  ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬بين‭ ‬مدن‭ ‬الحضر‭ ‬والريف‭ ‬حيث‭ ‬تتميز‭ ‬مدن‭ ‬الحضر‭ ‬كالعاصمة‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‭ ‬وسرت‭ ‬بتوفر‭ ‬سبل‭  ‬الخدمات‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬متفاوتة‭ ‬في‭  ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬معدومة‭ ‬بل‭ ‬تعاني‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬عديدة‭ ‬سببت‭ ‬تدهور‭ ‬التعليم‭ ‬وتوقفه‭ ‬خلال‭  ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬2025م‭ . ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭  ‬دليل‭ ‬على‭ ‬توقف‭ ‬الدراسة‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭  ‬قائلاً‭ ‬‮«‬لقد‭  ‬تم‭ ‬حبس‭ ‬مدير‭ ‬مدرسة‭ ‬تتبع‭ ‬مراقبة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬القرضة‭ ‬ببلدية‭ ‬سبها‭  ‬والذي‭ ‬تظاهر‭ ‬مع‭ ‬طلابه‭ ‬وقال‭  ‬نبي‭ ‬معلم‮»‬‭ ‬وأنا‭ ‬كولي‭ ‬أمر‭ ‬تضامنت‭ ‬مع‭ ‬المدير‭ ‬وسمحت‭ ‬لأولادي‭ ‬بالخروج‭ ‬في‭ ‬مظاهرة‭ ‬مع‭  ‬المدير‭ ‬الذي‭ ‬أوجعه‭ ‬حال‭ ‬المدرسة‭ ‬المتهالكة‭ ‬في‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬و‭ ‬وتقادم‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترتقي‭ ‬لتحضر‭  ‬حيث‭ ‬يدرس‭ ‬أبنائي‭ ‬في‭ ‬تريلات‭ ‬‮«‬بيوت‭ ‬الصفيح‮»‬‭ ‬وهي‭  ‬قديمة‭ ‬لا‭ ‬أبواب‭ ‬ولا‭ ‬نوافذ‭ ‬ولا‭ ‬كهرباء‭  ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬مكتب‭ ‬لمدير‭ ‬المدرسة‭ ‬حيث‭ ‬يضع‭ ‬ملفات‭ ‬الطلاب‭  ‬في‭ ‬سيارته‭ ‬وعندما‭ ‬تظاهر‭ ‬مع‭ ‬طلابه‭ ‬وبعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وبعد‭ ‬اخذ‭ ‬إذن‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬إلا‭ ‬عن‭  ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬التعليم‭ ‬مراقبة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬القرضة‭ ‬لم‭ ‬يعجبهم‭ ‬تصرفه‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يبلغوا‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬تم‭ ‬التبليغ‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬فتم‭ ‬حبسه‭ ‬لأيام‭ ‬وبجهود‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬وبمشقة‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عليه‭ . ‬وتم‭ ‬تحويل‭ ‬الطلاب‭ ‬لمكان‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬سكنهم‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬تعطل‭ ‬الدراسة‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أساساً‭ ‬تتعطل‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬وصعوبة‭ ‬وصول‭ ‬الطلاب‭ ‬لنقص‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬نقص‭ ‬المعلمين‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭  ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭  ‬وبسبب‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬سببت‭ ‬هجرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬الجنوب‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬وبنغازي‭ ‬لأجل‭ ‬أن‭ ‬يحضوا‭ ‬طلابهم‭ ‬بتعليم‭ ‬مستمر‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ . ‬

  ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬وليد‭  ‬صالح‭ ‬الوحيشي‭   ‬معلم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬وادي‭ ‬الربيع‭  ‬إن‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬توفر‭ ‬الخدمات‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬بلدية‭ ‬طرابلس‭ ‬الكبرى‭ ‬وبلدية‭ ‬سبها‭ ‬بل‭ ‬يوجد‭ ‬نقص‭ ‬بين‭ ‬بلديات‭ ‬طرابلس‭ ‬الكبرى‭ ‬حيث‭ ‬نشتكي‭ ‬دائماً‭ ‬في‭  ‬بلدية‭ ‬عين‭ ‬زارة‭ ‬الجنوبي‭   ‬توقف‭ ‬الدراسة‭  ‬في‭ ‬المدارس‭  ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬والمعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬والتقنية‭ ‬،‭ ‬وأشار‭ ” ‬الوحيشي‭ ” ‬إلى‭  ‬اهم‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬التعليم‭  ‬مثل‭ ‬صعوبة‭  ‬تنقل‭ ‬الطلاب‭ ‬والمعلمين‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭  ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬بسبب‭ ‬فيضان‭ ‬مياه‭ ‬وادي‭ ‬الربيع‭ ‬وقفل‭ ‬الطرق‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحرارة‭ ‬صيفاً‭  ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطل‭ ‬الدراسة‭ ‬لعدة‭ ‬أيام‭  ‬فاغلب‭ ‬المدارس‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬خدمات‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬تكييف‭ ‬وبعضها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صيانة‭ ‬وقلة‭ ‬توفر‭ ‬الكتب‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الأفاعي‭ ‬والقوارض‭ ‬والعقارب‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬ضرراً‭ ‬صحياً‭ ‬على‭  ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬والمعلمين‭  ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬خاصة‭ ‬مدارس‭ ‬البنين‭ ‬واكد‭ ‬إن‭ ‬انتشار‭ ‬الغش‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬أو‭ ‬الثانوية‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬أيضا‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬ابنه‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬للتعليم‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭ ‬ولم‭ ‬يذهب‭ ‬للدراسة‭ ‬إلا‭ ‬أسابيع‭ ‬معدودة‭ ‬ونجح‭ ‬بتقدير‭ ‬بسبب‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬تضل‭ ‬ضعيفة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تعالج‭ ‬مشكلة‭  ‬الغش‭ .  ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬تعين‭ ‬بواسطة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وقد‭ ‬اثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬وقال‭ ‬ل3‭ ‬أبناء‭ ‬كلهم‭ ‬لا‭ ‬يجيدون‭ ‬القراءة‭ ‬والإملاء‭ ‬فأحد‭ ‬أبنائي‭ ‬في‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬والأخر‭ ‬بالفصل‭ ‬السابع‭ ‬وأخر‭ ‬في‭ ‬الشهادة‭ ‬بمعهد‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمتوسط‭  ‬وقد‭ ‬دفعت‭ ‬أموال‭ ‬في‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭  ‬للتعويض‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬خاصة‭ ‬معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ .‬

  ‬وقالت‭: ‬الأستاذة‭ ‬سهام‭ ‬الفيتوري‭ ‬تخصص‭ ‬لغة‭ ‬إنجليزية‭ ‬إن‭ ‬أغلب‭ ‬الطلاب‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬فهم‭ ‬وحفظ‭ ‬كلمات‭ ‬في‭ ‬مادة‭  ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬واغلبهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬الغش‭ ‬لأجل‭ ‬النجاح‭ ‬فقط‭ ‬وليس‭ ‬لأجل‭ ‬أن‭ ‬يكتسبوا‭ ‬لغة‭ ‬يستفيدوا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬المتقدمة‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬الأجنبية‭ ‬الخاصة‭ ‬ومراكز‭ ‬التدريب‭  ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬لأبنائنا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭.  ‬من‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬احمد‭ ‬الحارس‭ ‬ناشط‭ ‬مدني‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬ناجعة‭ ‬لحل‭ ‬مشاكله‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭  ‬استهزاء‭ ‬الطلاب‭ ‬لمادة‭ ‬الرسم‭ ‬والموسيقى‭  ‬وأيضا‭ ‬إهمال‭ ‬المسرح‭ ‬المدرسي‭  ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬جعلتها‭ ‬تحت‭ ‬المجموع‭  ‬وقال‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معلمين‭ ‬متخصصين‭ ‬و‭ ‬هيئة‭ ‬السينما‭ ‬والمسرح‭ ‬فيها‭ ‬شخصيات‭ ‬ذا‭ ‬كفاءة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منهم‭ ‬الجهة‭ ‬المنظمة‭ ‬لاحتفال‭ ‬17‭ ‬فبراير‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الشهداء‭ ‬بطرابلس‭  ‬وتوفر‭ ‬أموال‭ ‬كثيرة‭ ‬بدل‭ ‬جلب‭ ‬مغني‭ ‬أو‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬ليبيا،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬قالت‭ ‬الأستاذة‭ ‬عائشة‭ ‬سليمان‭ ‬معلمة‭ ‬دروس‭ ‬خصوصية‭ ‬أوباري‭ ‬لقد‭ ‬تم‭  ‬قبولي‭  ‬بعقد‭ ‬منذ‭ ‬2015م‭  ‬كمعلمة‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬تعليم‭ ‬بمنطقتنا‭ ‬وكنت‭ ‬مثابرة‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬وطورت‭ ‬من‭ ‬نفسي‭ ‬وأخذت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبة‭ ‬على‭ ‬حسابي‭ ‬واستطعت‭  ‬ابتكار‭ ‬و‭ ‬توفير‭ ‬وسائل‭ ‬تعليمية‭  ‬تعين‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬سهولة‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عبر‭ ‬الأنترنت‭ ‬وتوصلت‭ ‬إلى‭  ‬إمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬خلال‭ ‬إعطاء‭ ‬الدروس‭ ‬لطلاب‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يعجب‭ ‬هذا‭ ‬موجهة‭ ‬المادة‭ ‬فبلغت‭ ‬مدير‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬كوني‭ ‬إعطاء‭ ‬دروس‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الخطة‭ ‬المنهجية‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الوزارة‭ ‬فتم‭ ‬استبعادي‭ ‬فاضطرت‭ ‬أن‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬منزلي‭ ‬وفتحت‭ ‬فصل‭ ‬لدروس‭ ‬الخصوصية‭ .    ‬الأستاذ‭  ‬محمد‭ ‬مفتاح‭ ‬ارحيم‭  ‬باحث‭ ‬و‭ ‬ناشط‭  ‬بالمجتمع‭ ‬المدني‭  ‬قال‭ : ‬يعرف‭ ‬تدني‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬بأنه‭  ‬حالة‭ ‬تأخر‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬العادي‭ ‬لأسباب‭ ‬عقلية‭ ‬أو‭ ‬جسمية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية‭ ‬بحيث‭ ‬تنخفض‭ ‬نسبة‭ ‬التحصيل‭ ‬والنجاح‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬العادي‭ ‬أو‭ ‬المتوسط‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.  ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬أيضا‭ ‬بأنه‭ ‬هبوط‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬إنجاز‭ ‬الأطفال‭ ‬بالرياض‭ ‬والتلاميذ‭ ‬بمرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬والإعدادية‭ ‬والطلاب‭ ‬بمرحلة‭ ‬التعليم‭ ‬المتوسط‭ ‬بفعل‭ ‬أسباب‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬القدرة‭ ‬العلمية‭ ‬لديهم‭ . ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬تدني‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬مشكلة‭ ‬عامة‭ ‬وتراكمية‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬معظم‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الليبية‭  ‬،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تعليم‭ ‬ابتدائي‭ ‬أو‭ ‬إعدادي‭ ‬أو‭ ‬متوسط‭ ‬وطبعا‭ ‬حتى‭ ‬الجامعي‭ ‬و‭ ‬العالي‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬افتقاد‭ ‬مدارسنا‭ ‬وجامعاتنا‭ ‬للرؤية‭ ‬احد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬تدني‭ ‬المستوي‭ ‬التحصيلي‭ ‬للمتعلمين‭ ‬بكافة‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬حيث‭ ‬تفتقد‭ ‬جل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬لرؤية‭ ‬ما‭ ‬تصبوا‭ ‬إليه‭ ‬وبالتالي‭ ‬انعدام‭ ‬الرسالة‭ ‬والأهداف‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المعايير‭ ‬والمقاييس‭ ‬التي‭ ‬نطمح‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬؟‭ ‬وبالتالي‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬معايير‭ ‬ومقاييس‭ ‬التلميذ‭ ‬والطالب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدارس‭ ‬؟؟‭ ‬

‭ ‬الدكتور‭ ‬زهير‭ ‬ارحومة‭ ‬تخصص‭ ‬العلوم‭ ‬الدبلوماسية‭  ‬قال‭ ‬يرجع‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭ :‬

أولا‭:  ‬أسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالدولة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬حيث‭  ‬تعاقب‭ ‬الحكومات‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجيات‭ ‬فاعلة‭ ‬للعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬بديلة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطواري‭ ‬وإعلان‭ ‬القوة‭ ‬القاهرة‭ . ‬كما‭ ‬إن‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬كانت‭ ‬توقف‭ ‬الدراسة‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬التلاميذ‭ ‬والطلاب‭ ‬والمعلمين‭. ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬إدارات‭ ‬تدير‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وقوعها‭ ‬وكيفية‭ ‬التدابير‭ ‬وكيف‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬الأزمة‭. ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬مازال‭ ‬المعلمون‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬تدني‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلبي‭ ‬احتاجتهم‭ ‬المعيشية‭ ‬كتوفر‭ ‬السيارة‭ ‬لتنقل‭ ‬والعلاج‭ ‬خاصة‭ ‬المعلمين‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬بيوت‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الدراسية‭ ‬واللذين‭ ‬كان‭ ‬يستخدمون‭ ‬الطباشير‭ ‬فتسبب‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬الرئة‭ ‬والوقوف‭ ‬لساعات‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الشد‭ ‬العضلي‭ ‬وتضرر‭ ‬الغضروف‭ ‬الركبة‭ ‬والعمود‭ ‬الفقري‭…‬وثانياً‭ ‬أسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمعلم‭ ‬منها‭ ‬تعيين‭ ‬المعلمين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬وتدني‭ ‬أسلوب‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬وقسوة‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬التلاميذ‭ ‬أو‭ ‬الطلاب‭   ‬وضعف‭ ‬طريقة‭ ‬عرضه‭ ‬للدرس‭ ‬وقلة‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬المعينة‭ ‬التعليمية‭ ‬التوضيحية‭ ‬مع‭ ‬أهميتها‭ ‬وضرورتها‭ . ‬وعدم‭ ‬الاهتمام‭  ‬بالفروق‭ ‬الفردية‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ‭ ‬و‭ ‬الطلاب‭ ‬و‭ ‬إهمال‭ ‬المعلم‭ ‬الكفاء‭ ‬وعدم‭ ‬تكريمه‭ ‬لمثابرته‭ ‬ولأفكاره‭ ‬الريادية‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬معلم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتورة‭  ‬بينما‭ ‬مدير‭ ‬المدرسة‭ ‬أو‭ ‬المعهد‭ ‬الفني‭ ‬المتوسط‭  ‬أو‭ ‬الثانوي‭ ‬خريج‭ ‬معهد‭ ‬معلمين‭ ‬أو‭ ‬معهد‭ ‬فني‭ ‬متوسط‭ ‬ويغار‭ ‬من‭ ‬الموظف‭ ‬المتفوق‭ ‬والمعلم‭ ‬المجتهد‭ ‬فيضايقه‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬وأضاف‭ ‬قائلاً‭ ‬توجد‭ ‬أسباب‭ ‬جوهرية‭  ‬لتدني‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬المفتش‭ ‬حيث‭ ‬يعاني‭ ‬قسم‭ ‬التوجيه‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬الفنية‭ ‬المتوسطة‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬أداء‭ ‬الموجه‭ ‬وتسلطه‭ ‬على‭ ‬معلم‭ ‬المادة‭ ‬الذي‭ ‬يتابعه‭ ‬بل‭ ‬وتغيب‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬عملهم‭ ‬لسنوات‭ ‬وإيجاد‭ ‬الأعذار‭  ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعديلات‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬المعلم‭ ‬والمبنى‭ ‬المدرسي‭ ‬وقدرات‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬وضعف‭ ‬المناهج‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬المتوسطة‭ ‬وعدم‭ ‬تحديثها‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬عصر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬والتلقين‭ ‬الحفظ‭ ‬دون‭ ‬الفهم‭ ‬والابتكار‭ ‬وضعف‭ ‬محصلة‭ ‬التقييم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لطالب‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬والمحاباة‭ ‬والواسطة‭. ‬وأخيرا‭ ‬إحساس‭ ‬عام‭ ‬عند‭ ‬المتعلمين‭ ‬والآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬بعدم‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الواقع‭ ‬المعاش‭ ‬وخاصة‭ ‬بوجود‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬المعاهد‭ ‬المتوسطة‭ ‬والعليا‭ ‬و‭ ‬الجامعات‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭  ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬ووقف‭ ‬قرار‭ ‬التعينات‭.  ‬كما‭ ‬توجد‭  ‬أسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأسرة‭  ‬التي‭  ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ (‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ) ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬التعلم‭ ‬التحصيلي‭ .‬وسوء‭ ‬تعامل‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقلل‭ ‬الطموح‭ ‬الشخصي‭ ‬لدى‭ ‬الأبناء‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأحسن‭ ‬والأفضل‭ ‬و‭  ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬الأخصائي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تتبع‭ ‬أسباب‭ ‬تدني‭ ‬مستوى‭ ‬الطلاب‭  ‬وتأثير‭  ‬المشكلات‭ ‬والخلافات‭ ‬المستمرة‭ ‬بين‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬العنصر‭ ‬الهام‭ ‬بالأسرة‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬مناخ‭ ‬مناسب‭ ‬للدراسة‭ ‬وأيضاً‭  ‬ارتفاع‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ,‬حيث‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬يشعر‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للدراسة‭ ‬والشهادة‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬والسهر‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭ ‬ولعل‭ ‬انتشار‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬في‭  ‬المؤسسات‭ ‬التعليمة‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬والغش‭ ‬به‭ ‬أثناء‭ ‬الامتحانات‭. ‬كما‭ ‬أشارت‭  ‬الدكتورة‭ ‬مفيدة‭ ‬زايد‭ ‬مستشارة‭ ‬قانونية‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬التعليم‭ ‬الليبي‭ ‬حاليًا‭ ‬منها‭( ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬و‭ ‬تدهور‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬في‭ ‬المرافق،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬ونقص‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬حيث‭ ‬ضعف‭ ‬التمويل‭ ‬الحكومي‭ ‬للتعليم‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الأدوات‭ ‬والمعدات‭ ‬اللازمة‭ ‬للطلاب‭ ‬والمعلمين‭ ‬وعدم‭ ‬كفاءة‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العصر‭ ‬و‭ ‬هجرة‭ ‬الكفاءات‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي‭ ‬إلى‭ ‬طرابلس‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬أفضل‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭  ‬و‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬من‭ ‬حيث‭  ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬التفاعل‭ ‬والتوجيه‭ ‬الفردي‭ ‬وصعوبة‭ ‬الوصول‭  ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭  ‬التعليم‭ ‬خاصة‭  ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المدارس‭  ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬الطلاب‭  ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭  ‬تراجع‭ ‬مستويات‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬بسبب‭ ‬العوامل‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬الفقهي‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الجغرافيا‭ ‬ونظم‭ ‬المعلومات‭ ‬الجغرافية‭ ‬قال‭  ‬توجد‭  ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬لمواجه‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬تدني‭ ‬التعليم‭  ‬تتطلب‭ ‬جهودًا‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الأخرى‭ ‬و‭ ‬لضمان‭ ‬تحسين‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬عدة‭ ‬استراتيجيات‭ ‬منها‭ ( ‬تحديث‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬وتطوير‭ ‬المحتوى‭ ‬و‭ ‬مراجعة‭ ‬المناهج‭ ‬لتكون‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬السوق،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬العملية‭ ‬والتفكير‭ ‬النقدي‭ ‬و‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭  ‬باستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعلم‭ ‬التفاعلي‭ ‬و‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتجديد‭ ‬المدارس‭  ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬وتحديث‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬لتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬ملائمة‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭  ‬ضمان‭ ‬توافر‭ ‬الكتب‭ ‬الدراسية‭ ‬والأدوات‭ ‬التعليمية‭ ‬اللازمة‭ ‬و‭ ‬دعم‭ ‬المعلمين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتورة‭.‬

    ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬وتطوير‭ ‬و‭ ‬تنظيم‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬دورية‭ ‬للمعلمين‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬وطرق‭ ‬التعليم‭ ‬الحديثة‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الرواتب‭ ‬وتقديم‭ ‬الحوافز‭ ‬لجذب‭ ‬الكفاءات‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والمهني‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬بإنشاء‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬متخصصة‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الفنية‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬السوق‭. ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬يبدأ‭ ‬بالتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬وتوعية‭ ‬الدارسين‭ ‬بعواقبه‭  ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬أسئلة‭ ‬من‭ ‬المنهج‭ ‬وعدم‭ ‬تعقيد‭ ‬الطلاب‭ ‬بأسئلة‭ ‬تعجزيه‭ ‬وأن‭ ‬تراعي‭ ‬الفروق‭ ‬الفردية‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬و‭ ‬تشجيع‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬و‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لدعم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬و‭ ‬تنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬مجتمعية‭ ‬لدعم‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعليم‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬تقييم‭ ‬وتحليل‭ ‬الأداء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وضع‭ ‬مؤشرات‭ ‬لقياس‭ ‬فعالية‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬مثل‭ ‬معدلات‭ ‬النجاح‭ ‬والانتقال‭  ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬دورية‭ ‬للمناهج‭ ‬والبرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬فعاليتها‭ ‬والإسراع‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬لتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬سياسي‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬التعليم‭ . ‬وشدد‭ ” ‬الفقهي‭ ” ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التوصيات‭  ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬فبها‭ ‬يتحقق‭ ‬الهدف‭ ‬وهو‭ ‬‭ ‬تحسين‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭.‬

في‭ ‬الشتاء‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬فزورة‭ ‬وسلملي‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية

يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬ودمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى