يشكل النشاط المدرسي بمختلف فروعه الأساس لما بعده, وهو الركيزة الأساسية لكل الأنشطة فإن كان الاعداد منذ البدايات سليمًا ستكون المحصلة في النهايات تسر الخاطر, وتحقق الأماني; والنشاط المدرسي منذ عقود كان له اثره الواضح على كل الأنشطة سواء أكانت رياضية أم فكرية, أم مسرحية,أم موسيقية, فكم من موهبة برزت خلال هذا النشاط, كان لها حضورها المميز فيما بعد, وتجربة النشاط فى سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كان لها اثرها الكبير على الرياضة الليبية بمختلف تخصصاتها; فترة ازدهرت فيها العديد من الألعاب الرياضية وكانت كرة القدم في أزهى عصورها عندما وصلت الكرة الليبية إلى قمة الكرة في القارة الأفريقية ووصول المنتخب الوطني للكرة الطائرة إلى نهائيات كأس العالم وشكلت الدورة المدرسية العربية السابعة التى أقيمت ببلادنا القنطرة التى جعلت من اغلب الألعاب في المقدمة عربيًا وأفريقيًا عقب تلك الحقبة أصاب النشاط المدرسي الوهن والركود وتاهت اغلب الألعاب الرياضية ولم نعد نرى أي اثر لأغلبها على المستويين العربي والإفريقي .
عن المشكلات والعراقيل التى تواجه النشاط المدرسي, وأسباب التدنى الكبير لأغلب الألعاب الرياضية في بلادنا اليوم, وابتعاد المواهب الليبية عن منصات التتويج في المحافل العربية والإفريقية فى اغلب الألعاب الرياضية كان لابد من البحث عن أسباب المشكلة وكان علينا الذهاب مباشرة إلى المنبع الأساسي لكل الألعاب الرياضية ألا وهو النشاط المدرسي .. للحوار عن أسباب غياب النشاط والمشكلات التى تواجهه والطرق الكفيلة لإنجاحه .. العديد من الأسئلة حملتها إلى الاستاذ عبد الباسط النعاس مدير الإدارة العامة للنشاط المدرسي بوزارة التعليم الذي رحب بنا رفقة عدد من الاساتذة المختصين بمقر الإدارة فكانت هذه الإجابات ..
.. الخطة العامة وتطبيقها أثناء العام الدراسي لأن توفر الإمكانات بالصورة المطلوبة يجعلك تنهى الخطة على أكمل وجه لكن عدم توفرها يجعلك تصل إلى نقطة معينة ولا تستطيع أن تكمل الخطة إلى نهايتها بوقوف الإمكانات عائق ونحن اكملنا بعض البرامج على مستوى المناطق ونأمل أن نكمل تلك المناشط على مستوى ليبيا كاملة حتى نصل إلى المطلوب .
.. اغلب ما نقوم به بالمجهودات الذاتية والمرحلة على مستوى ليبيا هي أهم المراحل على الإطلاق لأنها مرحلة أبراز المواهب والتى نعرف من خلالها صفوة المناشط على مستوى ليبيا .. وهي المؤشر الحقيقي للمستوى الرياضي في بلادنا والسؤال المطروح هو هل بالإمكان الوصول بالنشاط الرياضي إلى النهاية واقامته على مستوى ليبيا? والوصول إلى الهدف المطلوب ?!
.. النشاط يعتمد على مثلث (المعلم, والتلميذ, والإمكانات) وكل المحاولات كانت من تلقاء أنفسنا من مختصين ولهم تجارب في النشاط منذ سنوات طويلة .
.. غياب المؤسسات الموازية عن أداء دورها مثل الثقافة, والإعلام والشباب والرياضة فى تفعيل النشاط المدرسي بما تملكه من امكانات مادية وفنية .. والمطلوب هو جلوس كافة الجهات التى لها علاقة من أجل وضع خطة شاملة للنشاط .. الجميع يلوم ويتحدث عن غياب وقلة النشاط المدرسي ولكن في الوقت نفسه تغيب عنهم الرؤية والأفكار التى يمكن من خلالها تطوير النشاط بمختلف توجهاته.
.. أمر آخر مهم هو عزوف المعلمين عن النشاط المدرسي وعدم وجود الدماء والأفكار الجديدة ومن يقوم بتطوير المناهج .
.. النشاط المدرسي في حاجة ماسة لتكوين هئية مستقلة خاصة به لها الذمة المالية الخاصة بها حتى يمكن حل مشكلات عديدة للنشاط المدرسي .
.. اللجنة الأولمبية الليبية لها دور كبير في وصول النشاط المدرسي إلى الأهداف المطلوبة ولنا في هذا الصدد اتفاقية مع اللجنة الأولمبية تم الاتفاق عليها وهى في انتظار وتوقيعها من طرف الوزير سيكون لها اثرها الكبير.
النشاط المدرسي قريب من اللجنة الأولمبية لما لها من إمكانات بالإمكان أن تساعدنا بها مثل الفنيين المختصين وما توصل إليه العلم في كافة مناحي الرياضة .
الإدارة العامة للنشاط لها الإمكانية التواصل مع كل الجهات بعد أخذ الإذن من الوزير الذي رحب بالتعاون مع كل الجهات ذات الاهتمام بالنشاط ولم يضع اي شروط لذلك .
.. عملية التطوير يمكن أن تكون على مراحل وكلية التربية البدنية لها دور بارز في العملية لانها بيت الخبرة بما تمتلكه من كفاءات وخبرات في مختلف مجالات الرياضة .
.. يجب أن تكون مخرجات الكليات في توافق مع ما تطلبه المؤسسات التعليمية ومواكبة التطور مع العالم الخارجي وعدم الاكتفاء بما هو موجود في الداخل وإقامة ورش العمل لتحسين النشاط والدفع به الى الامام .. إنشاء معهد خاص يختص بالمواهب في مختلف التخصصات الرياضية مثلما نراه الآن في أغلب دول العالم لأن ما نقوم من أنشطة لم يعد بوسعها مواكبة التطور السريع لمختلف الأنشطة الرياضية .
.. الرياضة عمومًا والنشاط الرياضي المدرسي خصوصًا يجب أن يكون مشروع دولة وإن لم يكن كذلك فسوف تستمر رحلة المعاناة للأنشطة الرياضية كافة بمختلف مراحها .
.. اقامة الدورات التخصصية لمعلمى التربية البدنية والنشاط المدرسي عمومًا الداخلية والخارجية لما من فائدة كبيرة في الرفع من قدرات وإمكانيات معلم التربية البدنية.
.. تنظيم المؤتمرات العلمية والندوات وورش العمل لبحث كيفية النهوض بالنشاط المدرسي والوقوف على العوائق التى جعلته فى حالة سيئة والسبل التى يمكن من خلالها تجاوز الواقع الحالي .
.. تبنى المواهب الصغيرة والوقوف على احتياجاتها واذكر في العام 2012 كان أحد المشاركين في البطولة العربية المدرسية بالكويت متسابق ليبي نافس القطري معتز برشم بطل العالم الحالى في القفز العالى الذي حصل على الاهتمام حتى وصل إلى بطولة العالم وانتزع الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في حين لم يلقى المتسابق الليبي اى اهتمام .
.. كل الدول تعنى بالرياضة ولها أولوية في برامجها السنوية وما نراه في الدول المحيطة بنا من برامج ما يمكن أن نحاكيه للوصول برياضتنا لوضع أفضل .
.. العزوف الذي نشهده في عدم الاقبال على تدريس مواد النشاط يكمن في عدم الاهتمام بمدرسي تلك المواد وعدم تحفيزيهم .