يعد مستشفى غريان التعليمي أحد القلاع الصحية في بلادنا يقدم خدماته لمواطني مدينة غريان ومواطني القرى المجاورة لها لكنه لم يحظَ بالاهتمام من قبل وزارة الصحة وصار عرضة للاهمال
حاورته / نعيمة التواتي
بهذا الخصوص التقتُ مدير عام مستشفى غريان العام
الأستاذ خالد زويط الذي كُلّف مديرًا عامًّا للمستشفى, بقرار صادر عن وكيل وزارة الصحة رقم (152) لعام 2020م, وقد باشر عمله من تاريخ صدور القرار: 22/6/2020 م.
وقد كثُرت الأسئلة والشائعات حول عدّة قضايا صحّيّة تمسّ المواطن في مدينة غريان. وقد حاورناه فأجاب رغم ضيق وقته وكثرة الضغوط.
ما السبب وراء تجميد وخفض مرتبات بعض العاملين بالمستشفى?
كلّ الّذين جُمّدتْ مرتباتهم هم منقطعون عن العمل, أما المداومون فمازالت مرتباتهم سارية, ولكن عند قيامنا بمراجعة العلاوات المصروفة; وجدنا أشخاصًا غائبين عن أعمالهم من عام أو أكثر, وما زالوا يتقاضون قيمة العلاوة, وهناك آخرون يستحقّونها بجدارة ولا يتقاضونها! وفيما يخصّ علاوة شهر (7) فلن تضيع وستكون في حساباتهم مع شهر (8).
من المُتسبّب في الإهمال الذي حدث في قسم الكلى ما أدى إلى انتشار فيروس كورونا بين المرضى?
فيما يخص قسم الكلى, نحن نقوم بعملنا على أكمل وجه, ولكن هذا وباء انتشر في العالم أجمع, ومن الطبيعي أن ينتشر بين مرضى في القسم نفسه, وقد قدّر اللّه وماشاء فعل. أمّا مرضى غسيل الكلى, فهم أصحاب حق, ومن واجبنا خدمتهم داخل المستشفى, لكن من الضروري أن يعلم الجميع: هناك بعض المُعرقلين من المجلس البلدي; فبعض مسؤولية تسلّموا مشروعًا متكاملًا لإنشاء مركز خاص بالكلى, وقد رُصدت ميزانية لذلك, وتم تحديد موقع له منذ ثلاثة أعوام! ومن المفترض أن ينتقل إليه المرضى من ذلك الوقت, ولكن المسؤولين على المركز لم يعطوا أيّ أهمية لذلك, وغير مبالين بالعواقب.
وردتنا عدّة استفسارات حول الفيديو الخاص بكَ, الذي أكّدتَ فيه إصابتك بفايروس كورونا ثم الشفاء منه, فما ردّك?
أريد توضيح شيء مهم: إن أي مُصابٍ لم تظهر عليه أعراض المرض خلال عشرة أيام; يستطيع أن يزاول عمله, وكل النَّاس تابعوا مستجدّات هذا الوباء. بالنسبة ليّ, لقد قضيتُ مدة العشرة أيام, وأجريتُ تحليلَيْ «pcr» وكانت النتيجة سالبة, وبذلك تماثلتُ للشفاء بفضل اللّه.
وأنا أستغرب حقًّا, كيف يتمّ توجيه الأنظار ليّ بعد إصابتي بشكلّ خاص? لِمَ تم التركيز على خالد زويط, فقط لأنه حضر اجتماعًا وهو مصابٌ بالكورونا? مع العلم, عندما حضرتُ الاجتماع لم تظهر عليّ أيّ أعراض للإصابة, وهناك أطبّاءٌ في المستشفى والعيادات في المدينة حضروا اجتماعاتٍ وهم مصابون بالمرض, ولم يتحدث عنهم أحد! لِمَ تمّ تشويهي بهذه الطريقة? هل لأنّني كلّفتُ بإدارة المستشفى? أو لأنني من منطقة معينة? أريد إجابة مُقنعة!!.
على الرغم من صدور قرار من الوزارة بوقف الجباية من المرضى داخل المستشفيات والعيادات العامة, ولكن ما زال قسم النساء والولادة يفرض رسومًا على المرضى! هل لديك تفسيراً لذلك?
صحيحٌ أن وزارة الصحة أصدرت قرارًا بوقف الجباية, لكنني أريد أن أوضّح: لو تمّ وقف الجباية سيتوقّف المستشفى عن العمل! والرابح الأكبر من ذلك المصحّات الخاصة وهذا ما يسعون إليه! وإليك هذا المثال لمزيدٍ من التوضيح: تكلفة عملية الولادة القيصرية في المستشفى: (600) دينار, أما المصحّات الخاصّة فهي: (2000) دينار أو أكثر! ما عدا الحضانات فتكلفتها وحدها: (500) دينار لليوم الواحد! وداخل المستشفى فالقيمة المطلوبة تشمل العملية والحضانة.
ومقارنةً بالمبلغ الذي نطلبه: (600) دينار; نقوم بدفع: (1000) دينار يوميًّا لطبيب الولادة, و(750 – 1000) دينار يوميًّا لفنّيّ التخذير, وقد نزيد في عدد الأطقم الطبية للعمليات.
مستشفى غريان لا يوجد به اختصاصيُّ ولادة! وطبيبات الولادة بالمستشفى تقدم كشفًا فقط في حال لم يكن لديهن العدد الكافي من الأطباء المختصين.
وأرى أنّ الجباية هي لمصلحة أهلي غريان, ونستطيع أن نجمّدها من الآن; لكن الوضع سيزداد سوءًا على سوء; فالأطباء المختصون بالولادة (الليبيون والأجانب) سيغادرون المستشفى إذا لم تدفع لهم بشكل سلس, وقد يعود مستشفى غريان من دون أطباء! وسيتحمّل المرضى أعباء ذلك وأسعار المصحّات الخاصة. ولو أن أهل المدينة أجمعوا على أن تتوقف الجباية; سأنفذ ذلك فورًا, ولا أتحمل مسؤولية خلو المستشفى من الأطباء, وربما إغلاق بعض الأقسام.
ما تفسير طلب رسوم على صورة الرنين المغناطيسي?
الرسم المتفق عليه: (150) دينارًا, فلو كان بهذا السعر المتوسّط ومواعيد انتظار المرضى تصل إلى الشهرين, فما بالك لو جعلته بالمجان, كم سينتظر المريض كي يصل دوره? ربما (6) أو (8) شهور وأكثر! ثمّ إنّ جهاز الرنين حسّاس, فلو تعطّل – لا قدّر الله – من الذي سيُصلحه? وما ستكون قيمة إصلاحه?, فالعاملون على هذا الجهاز هم متعاونون ويتقاضون: (1500) بعد تشغيل الجهاز وإصلاحه!
ما سبب الرسوم على التصوير العادي «x-ray»?
ليكون في علمكم: الجباية تشمل (30 %) من المواطنين تقريبًا, أما الحالات الطارئة والحوادث فلا تشملها الجباية, وكما يعلم أهل المدينة, فإنّ المستشفى ظلّ مدة (3) أشهر دون جهاز تصوير, والحالات الطارئة قد يحتاجون إلى التصوير خاصة في وقت متأخر من الليل, وبسبب عطل قد يطرأ على الجهاز لا يبقى حل أمامهم إلا الذهاب إلى المصحّات الخاصّة, وقد يطالبون بأكثر من صورة وتكلفة كل صورة: 35 دينارًا, بينما نحن (إدارة المستشفى) فرضنا رسومًا ثابتةً قيمتها: (10) دنانير مهما بلغ عدد الصور.
وجهاز التصوير ما زال جديدًا, قمنا بتركيبه منذ فترة قصيرة فقط, والعاملون عليه وفي قسم الإشعة يوجد منهم عددٌ لا بأس به من المتعاونين, ونقوم بالدفع لهم من قيمة الجباية. وبالجباية نزعم أنّنا نحافظ على الجهاز بتقليل الضغط عليه.
أما فيما يخصّ التصوير المقطعي «ct», فنحن نسعى إلى تركيب وحدة جديدة -إن وفقنا لذلك- وسيكون ذا سعة كبيرة, وحداثة في الطراز.
أين الأطباء في مستشفى غريان? لماذا عددهم قليل?
لا يوجد أطباءُ متعينون رسميًّا في مستشفى غريان أو ما يعرف بتعيينات (418), وسبب ذلك أن كل الأطباء تمّ ترحيلهم من قبل المديرين الذين سبقوني; إما نُقِلوا إلى مستوصفات وإما حُوربوا! أو أنّ أمورًا أخرى حصلت. والأطباء الموجودون بالفعل عددهم بسيط جدًّا, ولا يغطّون احتياجات حتى قسمين من أقسام المستشفى.