رأي

مستقبل‭ ‬موازي‭ !!!‬

معمر‭ ‬الزايدي

نحتاج‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الجنون‭ ‬والكثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الهلوسة‭ ‬لفهم‭ ‬آلية‭ ‬التفكير‭ ‬الموازي‭ ‬للعقل‭ ‬الموازي‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬حياتنا‭ ‬الموازية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الموازية‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬وقواعد‭ ‬الحكومات‭ ‬الموازية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬مستقبلنا‭ ‬الموازي‭ ..‬

ولاشك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬جاء‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ظروف‭ ‬موازية‭ ‬تصنع‭ ‬حياتنا‭ ‬بأسرها‭ ‬بكل‭ ‬ماتتطلبه‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬لزوميات‭ ‬وضرورات‭ ‬طبيعية‭ ‬وغير‭ ‬طبيعية‭ ‬وتسيطير‭ ‬على‭ ‬عقولنا‭ ‬وأنماط‭ ‬تفكيرنا‭ ‬وهي‭ ‬أشبه‭ ‬ماتكون‭ ‬بحالة‭ ‬الهامش‭ ‬والمحور‭ . ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬المعقول‭ ‬واللامعقول‭ ‬بمعنى‭ ‬أصح‭ ‬المنطقي‭ ‬وغير‭ ‬المنطقي‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التوصيفات‭ ‬نرى‭ ‬للعقل‭ ‬مكانة‭ ‬تؤثت‭ ‬وترتب‭ ‬لكل‭ ‬ضروري‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬العقلاني‭ ‬منهجا‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ . ‬

ولكننا‭ ‬هنا‭ ‬خارج‭ ‬المعقول‭ ‬وخارج‭ ‬أطره‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬روحا‭ ‬تحرك‭ ‬أجساد‭ ‬الحيوات‭ ‬بمختلف‭ ‬انواعها‭ .‬

نحن‭ ‬نعيش‭ ‬الحياة‭ ‬تلقائياً‭ ‬دونما‭ ‬هندسة‭ ‬خاضعين‭ ‬للتداعيات‭ ‬ومحكومين‭ ‬بالجنون‭ ‬وبالمزاج‭ ‬غير‭ ‬العقلاني‭ . ‬قد‭ ‬يري‭ ‬البعض‭ ‬أنني‭ ‬أتوهم‭ ‬وأحمل‭ ‬الأمور‭ ‬غير‭ ‬ماتحتمله‭ ‬لكننا‭ ‬فعلا‭ ‬نعيش‭ ‬حياة‭ ‬موازية‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬نتطلع‭ ‬إليها‭ ‬مفروضة‭ ‬علينا‭ ‬محكومين‭ ‬بعيشها‭ ‬ومضطرين‭ ‬للإستمرار‭ ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬الإصلاح‭ ‬بل‭ ‬عبثاً‭ ‬وبلاجدوى‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬حاكم‭ ‬سوى‭ ‬العبث‭ ‬والإضطراب‭ ‬الفكري‭ ‬وإنعدام‭ ‬المنهج‭ .‬

ولنسقط‭ ‬هذه‭ ‬الإدعاءات‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ .‬

سنجد‭ ‬مواطناً‭ ‬إمبراطورياً‭ (‬ماكيفه‭ ‬حد‭) ‬لاتستطيع‭ ‬حكومته‭ ‬منحه‭ ‬السيولة‭ ‬المالية‭ ‬المستحقة‭ ‬فيضطر‭ ‬لشراء‭ ‬مرتباته‭ ‬ومستحقاته‭ ‬من‭ ‬السوق‭( ‬الموازي‭ ) ‬لاحظ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬متوفرة‭ ‬بمنشآتها‭ ‬وجميع‭ ‬أجهزتها‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬دولة‭ ! ‬

يمرض‭ ‬المواطن‭ (‬الامبراطور‭) ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬علاجه‭ ‬في‭ ‬مرافق‭ ‬الدولة‭ ‬مما‭ ‬بوجب‭ ‬عليه‭ ‬المسارعة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬علاج‭ ‬في‭ ‬مشفى‭ ‬مواز‭ ‬بتكاليف‭ ‬موازية‭ ‬خارج‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ .‬

يتوجه‭ ‬الامبراطور‭ ‬لقضاء‭ ‬مصلحة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬إحدي‭ ‬الدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬داخلا‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬ليجد‭ ‬أن‭ ‬لايستطيع‭ ‬قضاء‭ ‬مصلحته‭ ‬دونما‭ ‬الحاجة‭ ‬لحل‭ ‬مواز‭ ‬للواقع‭ ‬فيبادر‭ ‬باستعمال‭ ‬العقل‭ ‬الموازي‭ ‬ليجد‭ ‬حلا‭ ‬موازياً‭ ‬لقضاء‭ ‬مصلحته‭ .‬

التعليم‭ ‬الأوقاف‭ ‬الزراعة‭ ‬الصناعةالضمان‭  ‬المصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬بأسرها‭ ‬منفصلةعن‭ ‬الواقع‭ ‬وتنسج‭ ‬أوهامها‭ ‬وتكرس‭ ‬لها‭ ‬بمختلف‭ ‬الوسائل‭ . ‬إنفصلت‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬فهمه‭ ‬وبااتالي‭ ‬صناعة‭ ‬الحلول‭ ‬لمشكلاته‭ ‬فاتجهت‭ ‬نحو‭ ‬الوهم‭ ‬والعبث‭ ‬وتلميع‭ ‬الواجهات‭ ‬واسقاط‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وملاحقته‭ ‬في‭ ‬ضروراته‭ ‬وإدخاله‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬أشبه‭ ‬ماتكون‭ ‬بالدوامة‭ ‬فقط‭ ‬ليكونوا‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬الواقع‭ ‬واشكالياته‭ .‬مايضطره‭ ‬الىاللجوء‭ ‬الى‭ ‬الحيلة‭ ‬السياسية‭ ‬والادارية‭ ‬ليعيش‭.‬

هذا‭ ‬النمط‭ ‬العام‭ ‬لم‭ ‬يستحدث‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬آلية‭ ‬فكرية‭ ‬تخضع‭ ‬لها‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والقراءة‭ ‬واختيار‭ ‬الاشياء‭ ‬والزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬وقيادة‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والبرلمان‭ ‬والاستراحة‭ ‬والنوم‭ ‬نحن‭ ‬نخضع‭ ‬طواعية‭ ‬وأيضاً‭ ‬مكرهين‭ ‬لإزدواجية‭ ‬تفكير‭ ‬وتشظي‭ ‬رهيب‭ ‬أنتج‭ ‬أجيالا‭ ‬من‭ ‬العبثيين‭ ‬وحياة‭ ‬عبثية‭ ‬وتفكيراً‭ ‬عبثيا‭ . ‬

نتشطى‭ ‬بين‭ ‬العقل‭ ‬والجنون‭ ‬المعرفة‭ ‬والجهل‭ ‬الأخلاق‭ ‬وإنعدامها‭ ‬نعيش‭ ‬المأزق‭ ‬النفسي‭ ‬والعقلي‭ ‬والإجتماعي‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬نتأنق‭ .. ‬ونلبس‭ ‬الكرفته‭ .. ‬نضع‭ ‬العطر‭ ‬ونبتسم‭ ‬للاشيء‭ .. ‬للعبث‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صوره‭ .‬

الحكومات‭ ‬الجميلة‭ (‬إبتسامة‭) ‬تبني‭ ‬الكباري‭ ‬والطرق‭ .. ‬والامبراطور‭ ‬يشتري‭ ‬مرتبه‭ ‬ويدفع‭ ‬20‭% ‬مقابل‭ ‬ذلك‭  ‬ألسنا‭ ‬نشتري‭ ‬الربا‭ ‬بأموالنا‭..‬

ألسنا‭ ‬محتاجين‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الجنون‭ ‬لفهم‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الابداعي‭ ‬العجيب‭ .!‬؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى