
نحتاج للكثير من الجنون والكثير الكثير من الهلوسة لفهم آلية التفكير الموازي للعقل الموازي الذي يقود حياتنا الموازية في الدولة الموازية وفق شروط وقواعد الحكومات الموازية التي تتحكم في مستقبلنا الموازي ..
ولاشك أن مثل هذا النمط من التفكير جاء بناء على ظروف موازية تصنع حياتنا بأسرها بكل ماتتطلبه الحياة من لزوميات وضرورات طبيعية وغير طبيعية وتسيطير على عقولنا وأنماط تفكيرنا وهي أشبه ماتكون بحالة الهامش والمحور . الأساسي العام المتفق عليه المعقول واللامعقول بمعنى أصح المنطقي وغير المنطقي وفي كل هذه التوصيفات نرى للعقل مكانة تؤثت وترتب لكل ضروري وتجعل من التفكير العقلاني منهجا متفق عليه .
ولكننا هنا خارج المعقول وخارج أطره وبعيدا عن كونه روحا تحرك أجساد الحيوات بمختلف انواعها .
نحن نعيش الحياة تلقائياً دونما هندسة خاضعين للتداعيات ومحكومين بالجنون وبالمزاج غير العقلاني . قد يري البعض أنني أتوهم وأحمل الأمور غير ماتحتمله لكننا فعلا نعيش حياة موازية ليست هي التي نتطلع إليها مفروضة علينا محكومين بعيشها ومضطرين للإستمرار أيضاً لا على أمل الإصلاح بل عبثاً وبلاجدوى حيث لا حاكم سوى العبث والإضطراب الفكري وإنعدام المنهج .
ولنسقط هذه الإدعاءات على الواقع .
سنجد مواطناً إمبراطورياً (ماكيفه حد) لاتستطيع حكومته منحه السيولة المالية المستحقة فيضطر لشراء مرتباته ومستحقاته من السوق( الموازي ) لاحظ هنا أن الدولة متوفرة بمنشآتها وجميع أجهزتها التي تجعلها دولة !
يمرض المواطن (الامبراطور) فلا يجد علاجه في مرافق الدولة مما بوجب عليه المسارعة البحث عن علاج في مشفى مواز بتكاليف موازية خارج قدرته على التفكير .
يتوجه الامبراطور لقضاء مصلحة ما في إحدي الدوائر الحكومية داخلا من الباب ليجد أن لايستطيع قضاء مصلحته دونما الحاجة لحل مواز للواقع فيبادر باستعمال العقل الموازي ليجد حلا موازياً لقضاء مصلحته .
التعليم الأوقاف الزراعة الصناعةالضمان المصالح الحكومية بأسرها منفصلةعن الواقع وتنسج أوهامها وتكرس لها بمختلف الوسائل . إنفصلت عن واقع عجزت عن فهمه وبااتالي صناعة الحلول لمشكلاته فاتجهت نحو الوهم والعبث وتلميع الواجهات واسقاط اللوم على المواطن وملاحقته في ضروراته وإدخاله في دورة حياة أشبه ماتكون بالدوامة فقط ليكونوا بمنأى عن مواجهة الواقع واشكالياته .مايضطره الىاللجوء الى الحيلة السياسية والادارية ليعيش.
هذا النمط العام لم يستحدث بل هو آلية فكرية تخضع لها حياتنا في كل شيء في التفكير والقراءة واختيار الاشياء والزواج والطلاق وقيادة السيارة في الزراعة والبرلمان والاستراحة والنوم نحن نخضع طواعية وأيضاً مكرهين لإزدواجية تفكير وتشظي رهيب أنتج أجيالا من العبثيين وحياة عبثية وتفكيراً عبثيا .
نتشطى بين العقل والجنون المعرفة والجهل الأخلاق وإنعدامها نعيش المأزق النفسي والعقلي والإجتماعي ومع ذلك نتأنق .. ونلبس الكرفته .. نضع العطر ونبتسم للاشيء .. للعبث في أبهى صوره .
الحكومات الجميلة (إبتسامة) تبني الكباري والطرق .. والامبراطور يشتري مرتبه ويدفع 20% مقابل ذلك ألسنا نشتري الربا بأموالنا..
ألسنا محتاجين للكثير من الجنون لفهم هذا الواقع الابداعي العجيب .!؟



