ثقافة

مشاركة ليبية في الندوة الدولية حول المعرفة والمقاومة

د.مصطفى عمر التير

ضمن‭ ‬الفعاليات‭ ‬الفكرية‭ ‬للدورة‭ )‬40‭( ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬قابس‭ ‬الدولي‭ ‬انطلقتْ،‭ ‬بمدينة‭ ‬قابس‭ ‬جنوب‭ ‬تونس‭ ‬الخميس‭ ‬07‭ ‬أغسطس‭ ‬فعاليات‭ ‬ندوة‭ ‬دولية‭ ‬حول‭ ‬المعرفة‭ ‬والمقاومة‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والباحثين‭ ‬من‭ ‬تونس،‭ ‬وفلسطين،‭ ‬والمغرب،‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا‭ ‬وتتواصل‭ ‬إلى‭ ‬09‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬المركب‭ ‬الثقافي‭ ‬محمد‭ ‬الباردي‭.‬

وأشار‭ ‬الأمين‭ ‬جرادي‭ ‬مدير‭ ‬مهرجان‭ ‬قابس‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬الجانب‭ ‬الفكري‭ ‬ضمن‭ ‬فعالياته،‭ ‬مشيدًا‭ ‬باختيار‭ ‬هذا‭ ‬المحور‭ ‬المهم‭ ‬ليكون‭ ‬موضوع‭ ‬ندوة‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬فيه‭ ‬أخوتنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬لافتًا‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهواجس‭ ‬المعرفية‭ ‬لهذه‭ ‬الندوة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬مفهوم‭- ‬المقاومة‭- ‬من‭ ‬حيز‭ ‬النضال‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬المعرفة،‭ ‬ومن‭ ‬الحس‭ ‬المقاوم‭ ‬الى‭ ‬المقاومة‭ ‬كنظام‭ ‬معرفي‭ ‬حمل‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والمواقف‭ ‬و‭-‬حساسية‭ ‬نحو‭ ‬العالم‭-‬،‭ ‬وليس‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬انها‭ ‬بداية،‭ ‬بل‭ ‬لحظة‭ ‬نضج‭ ‬لرؤية‭ ‬للعالم‭ ‬لعلها‭ ‬تتبلور‭ ‬منذ‭ ‬قرن‭ ‬أو‭ ‬يزيد‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬محسن‭ ‬بوعزيزي‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬اجتماع‭ ‬الثقافة‭ ‬بجامعة‭ ‬تونس‭ ‬المنار‭ ‬المنسق‭ ‬العلمي‭ ‬للندوة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أطروحات‭ ‬رائدة‭ ‬ومفاهيما‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬منطلقا‭ ‬للتفكير‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية،‭ ‬أهمها‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬رأى‭ ‬فيها‭ ‬المفكر‭ ‬الإيطالي‭ ‬أنطونيو‭ ‬غرامشي‭ ‬أن‭ ‬الطبقات‭ ‬الخاضعة،‭ ‬رغم‭ ‬خضوعها،‭ ‬قد‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬بوادر‭ ‬محدودة‭ ‬ونادرة‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية،‭ ‬ولكنها،‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬جمعت‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أنها‭ ‬تلفت‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المعارف‭ ‬الصغرى،‭ ‬المهمشة‭ ‬والمقصية‭ ‬بفعل‭ ‬قوة‭ ‬الآلة‭ ‬الايبستمولوجية‭ ‬الغربية،‭ ‬أما‭ ‬ثاني‭ ‬أطروحة‭ ‬مهمة،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬محفزة‭ ‬على‭ ‬التفكير،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬ميشيل‭ ‬فوكو،‭ ‬ومفادها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬سلطة‭ ‬تنتج‭ ‬من‭ ‬داخلها‭ ‬ميكانيزمات‭ ‬مقاومتها‭. ‬وهنا‭ ‬تبدو‭ ‬المقاومة‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬لعبة‭ ‬حقيقية‭ ‬لا‭ ‬تواجه‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬خارجها،‭ ‬بل‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬داخلها‭ ‬عبر‭ ‬التفكيك‭.‬

وأضاف‭ ‬منسق‭ ‬الندوة‭ ‬أن‭ ‬ثالث‭ ‬الأطروحات‭ ‬المطروحة‭ ‬هي‭ ‬أطروحة‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ادوارد‭ ‬سعيد‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬المعرفة‭ ‬الغربية‭ ‬شكلت‭ ‬الآخر‭ ‬الشرقي‭ ‬تشكيلا‭ ‬إقصائيا،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬مقاومته‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬نسج‭ ‬سرديات‭ ‬مضادة،‭ ‬أما‭ ‬رابع‭ ‬أطروحة‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬الديكولونيالي‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬فكرة‭ ‬كونية‭ ‬المعرفة‭ ‬الغربية‭ ‬ويدعو‭ ‬الى‭ ‬عدالة‭ ‬ايبستيمية‭ ‬عبر‭ ‬التحرك‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬التفاوضبين‭ ‬ايبستيميات‭ ‬مختلفة‭.‬

وخلص‭ ‬البوعزيزي‭ ‬إلى‭ ‬القول‭: ‬أن‭ ‬الندوة‭ ‬ستثير‭ ‬إشكالية‭ ‬اللغة‭ ‬والمقاومة‭ ‬والمقاومة‭ ‬والايبستمولوجيا‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬والمقاومة‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الصورة‭ ‬والمقاومة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬المهمة‭ ‬جدا‭.‬

وأشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬نعيم‭ ‬فرحات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجمعية‭ ‬العربية‭ ‬لعلم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بهذه‭ ‬الفعالية‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬تمثل‭ ‬حدثا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات‭.‬

الندوة‭ ‬الدولية‭ ‬اختارت‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬عمر‭ ‬التير‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬كضيف‭ ‬شرف،‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬الليبية‭ ‬للدراسات‭ ‬العليا‭ ‬والرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجامعة‭ ‬بنغازي‭ ‬والرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬لعلم‭ ‬الاجتماع‭ ‬وله‭ ‬28‭ ‬كتابا‭ ‬منشورا‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والانجليزية‭.‬

05‭ ‬جلسات‭ ‬علمية

الجلسة‭ ‬العلمية‭ ‬الأولى‭ ‬ترأسها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬العمارتي‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬عثمان‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬بمداخلة‭ ‬عنوانها‭ -‬نحو‭ ‬مقاربة‭ ‬ديكولونيالية‭ ‬لتاريخ‭ ‬العلوم‭ ‬العربية‭: ‬رشدي‭ ‬راشد‭ ‬مثالا‭.‬و‭ ‬أجاب‭ ‬محسن‭ ‬بوعزيزي‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭: ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬الأوربي‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬لنا‭ ‬؟،‭ ‬والقى‭ ‬المغربي‭ ‬طارق‭ ‬القطيبي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اشكال‭ ‬النضال‭ ‬بالمنطقة‭ ‬المغاربية‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي،‭ ‬والعراقي‭ ‬جميد‭ ‬الهاشمي‭ ‬تناول‭ ‬ابستيمية‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفكيك‭ ‬الهيمنة‭ ‬المعرفية‭ ‬وإنتاج‭ ‬سرديات‭ ‬بديلة‭.‬

الجلسة‭ ‬العلمية‭ ‬الثانية‭ ‬يترأسها‭ ‬الليبي‭ ‬مصطفى‭ ‬التير‭ ‬ويشارك‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬رافع‭ ‬الطبيب‭ ‬حول‭ ‬الجامعة‭ ‬والاختراق‭ ‬الإسرائيلي‭: ‬أية‭ ‬مقاومة‭ ‬أكاديمية؟

والحفصي‭ ‬بضيوفي‭ ‬يتعرض‭ ‬الى‭ ‬الجسد‭ ‬والمقاومة‭ ‬وامتداد‭ ‬مساحة‭ ‬الجهل‭ ‬ومحمد‭ ‬الناكوع‭ ‬يتناول‭ ‬التربية‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ / ‬بيداغوجيا‭ ‬المقهورين‭.‬

أما‭ ‬الباحث‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الخطيب‭ ‬فيدرس‭ ‬مسألة‭ ‬السجان‭ ‬والمقاومة‭: ‬السجون‭ ‬في‭ ‬الحيز‭ ‬الاستعماري‭ ‬الصهيوني‭ ‬رؤية‭ ‬المقاوم‭ ‬الفلسطيني‭.‬

الجلسة‭ ‬العلمية‭ ‬الثالثة‭ ‬ستناول‭ ‬تجارب‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ادب‭ ‬المقاومة‭ ‬السرية‭ ‬ويترأسها‭ ‬التونسي‭ ‬حافظ‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬ويساهم‭ ‬فيها‭ ‬المغربيان‭ ‬محمد‭ ‬العمارتي‮ ‬‭ ‬حول‭ ‬الكتب‭ ‬الرصاصية‭ ‬والأدب‭ ‬الالخميادي‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬المقاومة‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المعرفة‭ ‬بالهوية‭ ‬الوجودية‭ ‬والدينية‭ ‬عند‭ ‬الأندلسيين‭ ‬الأواخر‭ ‬ونورالدين‭ ‬الطريسي‭ ‬سيتناول‭ ‬أدب‭ ‬المقاومة‭ ‬عند‭ ‬محمود‭ ‬درويش،‭ ‬ويقدم‭ ‬التونسيان‭ ‬محمد‭ ‬الرحموني‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬حضور‭ ‬الروم‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث،‭ ‬والصحبي‭ ‬بوقرة‭ ‬سيقرأ‭ ‬السرية‭ ‬كضرب‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬المقاومة‭ ‬المعرفية‭ ‬أما‭ ‬آمنة‭ ‬اليحياوي‭ ‬فتتناول‭ ‬الصورة‭ ‬وإنتاج‭ ‬مخيال‭ ‬المقاومة‭.‬

الجلسة‭ ‬العلمية‭ ‬الرابعة‭ ‬سيترأسها‭ ‬المغربي‭ ‬طارق‭ ‬القطيبي‭ ‬ويحاضر‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬محسن‭ ‬التومي‭ ‬حول‭ ‬مشهدية‭ ‬تسليم‭ ‬الأسرى‭.. ‬نصا‭ ‬فائقا‭. ‬وهدى‭ ‬الفقيلي‭ ‬مجيد‭ ‬ستتناول‭ ‬الاستيطان‭ ‬الرمزي‭ ‬والتحول‭ ‬الدلالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكوفية‭ ‬في‭ ‬الموضة‭ ‬العالمية‭ ‬متنا‭. ‬وأمال‭ ‬الدريدي‭ ‬ستدرس‭ ‬الجمال‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‮ ‬‭ :‬سؤال‭ ‬الدلالة،‭ ‬والفة‭ ‬نجيمة‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬جماليات‭ ‬الإنساني‭: ‬تناسخ‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الكلمة‭ ‬viva palastine‭ ‬لجورج‭ ‬توتريمتنا‭. ‬ويتعرض‭ ‬نبيل‭ ‬العرفاوي‭ ‬الى‭ ‬الحرب‭ ‬ومقاومة‭ ‬الاختراق‭ ‬الرقمي‭.‬

الجلسة‭ ‬العلمية‭ ‬الخامسة‭ ‬ترأستها‭ ‬التونسية‭ ‬الفة‭ ‬نجيمة‭ ‬ويتدخل‭ ‬خلالها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬منصف‭ ‬القابسي‭ ‬وسميرة‭ ‬ولهازي‭ ‬وفؤاد‭ ‬الغربالي‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬ومن‭ ‬فلسطين‭ ‬سيتناول‭ ‬محمد‭ ‬نعيم‭ ‬فرحات‭ ‬مسألة‭ ‬المعرفة‭ ‬عينها‭ ‬مقاومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المثال‭ ‬الفلسطيني‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى