كتب / عبدالسلام الفقهي
أقيمت بقصر «الخلد» خلال الأيام الماضية فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الثقافة الليبية، تحت شعار (الثقافة تجمعنا) والذي شهد جملة من المناشط في مجالات الفكر والموسيقى والتراث .
وكان ميدان الجزائر قد شهد شرارة البداية للمهرجان بمسيرة راجلة صحبة ايقاعات الطبول لبعض الفرق الشعبية في اتجاه قصر الخلد ثم تولت الفرقة النحاسية اتمام مراحل الافتتاح بحضور وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي، ووزيرة العدل حليمة البوسيفي، ورئيس هيئة الرقابة الادارية سليمان الشنطي .
وتضمن البرنامج العام في اليوم الأول معرضاً للفن التشكيلي في مجال الرسم والفوتوغراف والخط العربي وكذا الجانب المتعلق بالكتاب وعرضاً للمقتنيات التراثية وجاءت مشاركة الخطاط سالم الدغيس بأربعة أعمال من القرآن والحديث الشريف كتبت بالخط المغربي المبسوط، وهي آيات من سورتي «البقرة والاسراء» وحديث بيان الإسلام والايمان وآخر للصحابي معاذ بن جبل، كما كانت خطوط الفنان محمد الخروبي حاضرة ايضا في تشكيلة حروفية زاوجت بين جمال المسحة اللونية وخصوصية الخط العربي .
ومن جانب اخر توقفت بنا جولة المعرض عند لوحة فسيفسائية للفنان عبدالحكيم العطوي الذي جسد في تجميعته لمربعات الرخام بورتريها لشيخ المجاهدين عمر المختار عبر اللونين الابيض والاسود يجاوره اعمال التشكيلية الشابة مروة التومي حيث تجسد في اعمالها انصهار الاجساد وذوبانها بل وتلاشيها في سقوط حر يعكس حالة الضياع والتشظي وكذا صراعه مع واقعه المتشبع بالمتناقضات .
ولامس الفوتوغرافي العارف القاجيجي صمت الاماكن وبوحها الدفين عبر تقاسيم الاضواء والظلال فأعماله تستنطق الزمن عبر زوايا الجدران ومحيطها وقد تقترب من فورة منعطفات الفورة البشرية ورغبتها في الحصول على حياة كريمة وما كان للعدسة الا الحصول على وميض من ذلك العنفوان .
طقوس الاسلاف
ومن التشكيل الى الحبر ممثلا في عرض رمزي لمؤلفات وزارة الثقافة عبر مجموعة من العناوين اضافة الى مشاركة لمكتبة سوق الجمعة تضمنت عددا من العناوين في مجال التاريخ والادب وعلوم الدين وشمل برنامج الحفل نصب خيمة تراثية تجسد طقوس الاسلاف ، صاحبها نماذج من الصناعات اليدوية كأطباق السعف وقدور الفخار وبعض المعدات المستخدمة في الحياة اليومية للإنسان البدوي .
وشهد الفعاليات مساء اقامة حفل فني احيته مجموعة من الفرق الموسيقية منها فرقة الانوار الاسمرية التي قدمت وصلة من الاناشيد والموشحات الدينية ثم خصص جانباً من برنامج السهرة لتكريم عدد من الشخصيات الفنية والادبية التي لها بصمة في المشهد الثقافي الليبي حيث منحت دروع وشهادات تقدير لكل من الاعلامي عطية باني , الفنانة خدوجة صبري والكاتب منصور ابوشناف الفنان صلاح الشيخي الاعلامي الطاهر جديع الشاعر صالح قادربوه الفنانة لطفية ابراهيم .
أسئلة الثقافة
وشهدت فعاليات اليوم الثاني والختامي عقد ندوة فكرية حول سؤال الثقافة الليبية بمشاركة كل من الناقد منصور أبوشناف والشاعر عبدالحكيم كشاد والباحث السنوسي حامد بإدارة الدكتور احمد الرشراش حيث توقف الكاتب منصور أبوشناف عند سؤال معنى الكيان الذي طرق بابه الاديب الراحل عبدالله القويري في كتاب يحمل ذات الجملة منوها الى اهمية هذا الطرح كقاعدة اسس عليها كل ما يتعلق بأبعاد كيان اسمه ليبيا من حيث التاريخ والجغرافيا .
وتطرق الشاعر عبدالحكيم كشاد الى علاقة أسئلة الثقافة بالمؤسسة مسندا الدور الاكبر لها في قدرتها على ادراك ضرورة التغيير الجمعي من زاوية السلوك والتوجه واكد الباحث السنوسي حامد على خطورة ترميز الثقافة واختزالها في الادب أو الرقص والزي فهو في نظره مفهوم يشوبه النقص وقدم امثلة من واقع النظرة الى التارقي او التباوي حال قدومه الى المدينة وكأنه شخص غير مرغوب في دخوله لنسيجها الاجتماعي .
وانتظمت مساء أمسية شعرية ادارها الشاعر رامز النويصري واحياها كل من الشعراء (أكرم اليسير محمد عبدالله , يوسف عفط صالحقادربوهحيثالقوامجموعةمنالنصوصالتيتراوحتبينأسئلةالذاتولغةالعاطفة