رأي

معضلة توطين الهجرة!

هاشم شليق

قبل‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي‭..‬تشير‭ ‬الاحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬حوالي‭ ‬710‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬خصوصا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كمقصد‭ ‬أول‭ ‬للهجرة‭ ‬حيث‭ ‬ذكرها‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬خمسة‭ ‬مهاجرين‭ ‬محتملين‭..‬وقد‭ ‬أرسل‭ ‬المهاجرون‭ ‬كتحويلات‭ ‬مالية‭ ‬نصف‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬أوطانهم‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭..‬لذا‭ ‬درست‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬المستضيفة‭ ‬ماهو‭ ‬العائد‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الاستنزاف‭ ‬للدخل‭ ‬القومي‭..‬وذلك‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬تحول‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬نحو‭ ‬القومية‭  ..‬مغلقة‭ ‬الحدود‭ ‬بعد‭ ‬صعود‭ ‬سياسات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬مستغلا‭ ‬وجود‭ ‬استياء‭ ‬عام‭ ‬متنامي‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬دمج‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬الإسكان‭ ‬وأنظمة‭ ‬الرعاية‭ ‬الإجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إرتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭..‬وأيضا‭ ‬أدت‭ ‬الحوادث‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭..‬فها‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬ترحيل‭ ‬سريع‭ ‬لطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬والمهاجرين‭ ‬المرفوضين‭..‬مع‭ ‬منح‭ ‬تأشيرات‭ ‬عمل‭ ‬للعمالة‭ ‬الماهرة‭ ‬بحصص‭ ‬محدودة‭..‬وقد‭ ‬سعت‭ ‬إيطاليا‭ ‬التي‭ ‬تماشت‭ ‬أخيرا‭ ‬مع‭ ‬السياق‭ ‬الغالب‭ ‬إلى‭ ‬تقاسم‭ ‬المسؤولية‭ ‬مع‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مجادلة‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا‭ ‬تتحمل‭ ‬معظم‭ ‬الثقل‭..‬وانتقدت‭ ‬دول‭ ‬الشمال‭ ‬لرفضها‭ ‬قبول‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬المعاد‭ ‬توطينهم‭..‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ليبيا‭ ‬سوف‭ ‬تضطر‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬العبء‭ ‬الثقيل‭ ‬بسبب‭ ‬الصد‭ ‬الغربي‭ ‬حصريا‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬الليبي‭ ‬رغم‭ ‬رؤية‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المخاطرين‭ ‬بالموت‭ ‬إليها‭ ‬كبلد‭ ‬عبور‭..‬كذلك‭ ‬الفقر‭ ‬والحروب‭ ‬والإرهاب‭ ‬والأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬لاتزال‭ ‬تجبر‭ ‬ملايين‭ ‬الأفارقة‭ ‬على‭ ‬الفرار‭..‬كما‭ ‬يدفع‭ ‬الجفاف‭ ‬والتصحر‭ ‬والفيضانات‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والقرن‭ ‬الأفريقي‭..‬لكن‭ ‬قد‭ ‬ننتظر‭ ‬طويلا‭ ‬تمويلا‭ ‬أوروبيا‭ ‬لمشاريع‭ ‬تنمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬ليبيا‭ ‬مع‭ ‬تقطع‭ ‬تدفق‭ ‬مالي‭ ‬لمراقبة‭ ‬مشتركة‭ ‬لحدودنا‭ ‬وتذبذب‭ ‬الإنفاق‭ ‬الخارجي‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬الترحيل‭ ‬فهي‭ ‬قارة‭ ‬طالما‭ ‬مرت‭ ‬بأزمات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬خاصة‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬سياسات‭ ‬ترامب‭ ‬وأولها‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭..‬وهنا‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬الإستفادة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬حلحلة‭ ‬المختنقات‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭..‬وتكثيف‭ ‬التواصل‭ ‬تقنيا‭ ‬وماليا‭ ‬مرتبطا‭ ‬بالنزول‭ ‬إلى‭ ‬الميدان‭ ‬مع‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للدعم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ولجنة‭ ‬الإنقاذ‭  ‬الدولية‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ ‬ومفوضية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمجلس‭ ‬النرويجي‭ ‬للاجئين‭ ‬وكاريتاس‭ ‬ليبيا‭ ‬لإمتصاص‭ ‬الوضع‭ ‬المعضلة‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬وإيجاد‭ ‬مسارات‭ ‬عملية‭ ‬متوازية‭ ‬ومتفاوتة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الإحتواء‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬والإيواء‭ ‬المؤقت‭ ‬والترحيل‭ ‬العاجل‭ ‬خصوصا‭ ‬لأسباب‭ ‬صحية‭..‬ربما‭ ‬تبادر‭ ‬الدولة‭ ‬نتيجة‭ ‬المعطيات‭ ‬نحو‭ ‬إصدار‭  ‬بطاقة‭ ‬الكفيل‭ ‬تتناول‭ ‬الجانب‭ ‬السكني‭ ‬والمعيشي‭ ‬والصحي‭ ‬بين‭ ‬المستأجر‭ ‬والأجير‭ ‬يتم‭ ‬بموجبها‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬مع‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬المستجدات‭ ‬أو‭ ‬اية‭ ‬اختراقات‭ ‬أمنية‭..‬وحتى‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬حصر‭ ‬العشوائيين‭ ‬منهم‭ ‬مكانيا‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬بلدية‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لأن‭ ‬إطالة‭ ‬الخيط‭ ‬تضيع‭ ‬الإبرة‭..‬المهم‭ ‬

تنبيه‭ ‬الغير‭ ‬أن‭ ‬تدهور‭ ‬السلم‭ ‬المجتمعي‭ ‬لبلادنا‭ ‬يهدد‭ ‬المصالح‭ ‬الدولية‭ ‬الجيوقتصادية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اعتبار‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬لشعوب‭ ‬الجوار‭ ‬المهاجرة‭..‬والأهم‭ ‬توجيه‭ ‬حملات‭ ‬مكثفة‭ ‬لتوعية‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المحلي‭ ‬والمهاجر‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى